الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الذي أنْعَمَ عَلَيْنَا بالأموالِ وأَبَاحَ لَنَا التَّكَسُّبَ بِهَا عَن طُرُقِ الحلالِ، وَشَرَعَ لَنَا تَصْرِيفَهَا فيمَا يُرضِي الكبيرَ المُتَعَاليَ، وأشهدُ ألَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لَا شريكَ لَهُ ذُو الأَنْعَامِ والأَفْضَالِ، وأشهَدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ أزْهَدُ الناسِ في الدُّنيا وأكرَمُهُمْ في بَذْلِهَا على الإسلامِ، صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وأصحابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإِحْسَانٍ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1].
أمَّا بعدُ:
فإنَّ النفوسَ جُبِلَتْ على حُبِّ المالِ، وزُيِّنَ لهَا المالُ ابتِلاءً وامتِحانًا، قالَ سبحانَهُ: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ﴾ [آل عمران: 14] فلمَّا ابتُلينا بتزيينِ المالِ وحُبِّ النفوسِ إليهِ، كانَ مِن الامتحانِ أنْ يُنفَقَ هذا المالُ في سبيلِ اللهِ.
لِذا اجتَهَدَ الشيطانُ بخيلِهِ وَرَجِلِهِ على أنْ يَصُدَّنا عن النَّجاحِ في هذا الابتلاءِ والامتحانِ، ومِن ذلكَ أنْ يدعوَ نفوسَنَا إلى البُخلِ والكَفِّ عن الإنفاقِ في سبيلِهِ، قال سبحانهُ: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 268].
فالشيطانُ يُخوفنَا بالفقرِ حتَّى تكُفَّ النفوسُ عن الإنفاقِ، ويأمُرُنا بالفحشاءِ، وهو البُخْلُ، ثُمَّ بيَّنَ ربُّنَا أنهُ وَعَدَ بعكسِ ذلكَ، فقالَ: ﴿وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.
فانظُرْ نفسَكَ يا عبدَ اللهِ إلى أيَّ الوَعدينِ أقرَبُ، وإلى أيِّهِمَا تميلُ؟ ألِوعدِ الشيطانِ الرجيمِ؟ أو لوعدِ الرحمنِ الرحيمِ الكريمِ سبحانهُ وتعالى؟
وقَدْ تعدَّدتْ طُرُقُ دعوةِ القرآنِ والسنةِ إلى الإنفاقِ في سبيلِ اللهِ، ومِن ذلكَ أنَّ اللهَ بيَّنَ أنَّ المالَ مالُهُ وليسَ المالُ مالَكَ، قالَ سبحانهُ: ﴿وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ﴾ [النور: 33] فإذا كانَ المالُ مالَ اللهِ فَلِمَ البخلُ في إنفاقِهِ في سبيلِه؟ إذا كانَ المالُ مالَ اللهِ فقَدْ يَسْلُبهُ اللهُ مِنكَ فتُصبِحُ الفقيرَ المُحتاجَ، بَلْ تُصبِحُ مريضًا فقيرًا مُحتاجًا إلى الناسِ، فاحْمَدِ اللهَ أنَّ اختصَّكَ بأنْ أعطاكَ مِن مالِهِ لتُنفِقَهُ في سبيلِهِ.
وبيَّنَ ربُّنا سبحانَهُ أنَّ مَن أنفَقَ فإنَّهُ يُنفِقُ على نفسِهِ، قالَ سبحانهُ: ﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ﴾ [البقرة: 272]
لا إلهَ إلَّا اللهُ!
المالُ مالُهُ، والمنفقُ هو المُنتَفِعُ!
فيا للهِ ما أعظمَ كرَمَهُ سبحانهُ.
بَلْ بيَّنَ سبحانَهُ أنَّ هذا المالَ لَا ينقُصُ بالإنفاقِ، بَلُ يُخلِفُهُ الكريمُ، قالَ سبحانهُ: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾ [سبأ: 39].
رَوَى الإمامُ مسلمٌ عَن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ -وتأمَّلوا ما قالَ-: «مَا نَقَصَ مالٌ مِن صَدَقَةٍ» فالصدقةَ لَا تُنقِصُ المالَ، بَلْ تُبارِكُهُ وتزيدُهُ، وقَدْ بيَّنَ هذا ربُّنَا سُبحانَهُ، فقالَ: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 261].
وبيَّنَ سبحانَهُ فضلَ الإنفاقِ في سبيلِهِ، وذلكَ أن لَهُم أجرَهُم مِن ربِّهم سبحانهُ، قالَ سبحانهُ: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 262] وَلَم يُبيِّن ربُّنا الأجرَ وساقَهُ في سياقِ الامتِنانِ فدلَّ عَلَى عمُومِهِ، ثُمَّ قالَ سبحانَهُ: ﴿وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ فلا خوفٌ عليهِم فيمَا سَيَلقَوْنَ في حياتِهِم، ثُمَّ في قبورِهِم، ثُمَّ بعدَ موتِهِم، وَلَا هُمْ يَحزَنونَ فيمَا فاتَ في الماضِي.
يا للهِ! ما أعظمَ أجرَ الصدقةِ التي جُبِلَتْ النُّفوسُ الآمرةُ بالسُّوءِ على تَرْكِهِا والبخلِ بها.
ثُمَّ بيَّنَ النبيُّ ﷺ أنَّ مَن تصدَّقَ بِصَدَقَةٍ في الدُّنيا وكانَ مُخْلِصًا فيهَا يُخفيهَا عَن عِبادِ اللهِ، فإنَّ اللهَ يُظِلُّهُ في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ، يُظِلُّهُ في ظِلِّ العَرْشِ يومَ الحاقَّةِ والقارِعَةِ، يومَ الزَّلْزَلَةِ، يومَ أنْ تَبْلُغَ الرُّوحُ الحُلْقومَ، يومَ أنْ تَدْنُوا الشمسُ مِن الخَلَائِقِ.
ثبتَ في البخاريِّ ومسلمٍ عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ …» وذَكَرِ مِنْهُمْ: «… وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ، فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ».
وَثَبَتَ عِند الحاكِمِ وابنِ حِبَّانَ عَن عُقْبَةَ بنِ عامِرٍ أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ: «كُلُّ امْرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بينَ النَّاسِ»، يومَ الحاقَّةِ، يومَ الفَزَعِ الأكبرِ يكونُ أصحابُ الصَّدَقَاتِ في ظِلِّ صَدَقَتِهِم.
اللهُمَّ يا مَن لا إلهَ إلا أنتَ، يا رحمنُ يا رحيمُ، اللهُمَّ اجْعَلنَا مِن أهلِ الصَّدَقاتِ، اللهُمَّ إِنَّا نعوذُ بِكَ مِن البُخْلِ والشُّحِّ، اللهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يُسَابِقُ فيكَ بالخيراتِ، وبالصَّدقَةِ لِعِبادِكَ يا أحرمَ الرَّاحمينَ.
أقولُ ما قُلْتُ، وأستَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ فاستَغْفِروهُ، إنهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، أمَّا بعدُ:
فإنَّ ثوابَ الصدقةِ وعظيمَ أجرِها لِمَنْ أخلَصَ في ذلكَ، أمَّا مَن تصدَّقَ رِياءً وسُمْعَةً فإنَّ وِزْرَهُ عظيمٌ وجُرْمَهُ كبيرٌ، وذلكَ أنَّ الأعمالَ المُتعدِّيةَ تحتاجُ إلى مُجاهدَةٍ في إخلاصِهَا؛ لِذا قالَ سبحانَهُ: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 261] وقالَ: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 262] فكَرَّرَ ذِكْرَ سبيلِ اللهِ في الآياتِ والأحاديثِ لأنَّها مُحتاجَةٌ إلى إخلاصٍ ومُراجعةٍ للنَّفْسِ.
وتقدَّمَ في حديثِ أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قالَ ﷺ: «… وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ، فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ»، وثبتَ في صحيحِ مسلمٍ عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ ﷺ ذكرَ مَن تُسعَّرَ بِهِمُ النَّارُ وذكَرَ مِنْهُم ثلاثةً، أحدُهُم يُؤْتَى يومَ القيامَةِ وَقَدْ أنفَقَ مالَهُ وجادَ بِهِ، فيُقالُ لهُ: ماذا فَعَلْتَ بِمَالِكَ؟ فيقولُ: ما تركتُ سبيلَ خيرٍ إلَّا وأنفَقْتُ فيهِ، فيُقالُ: كَذَبْتَ، وإنَّما أنْفَقْتَ ليُقالَ جَوَادٌ، ثُمَّ يُؤْمَرْ بِهِ إلى النارِ -والعياذُ باللهِ-.
فَجَاهِدُوا أنْفُسَكُمْ في الإخلاصِ، وليسَ معنَى عُسْرِ الإخلاصِ في الأعمالِ أنْ يترُكَ العبدُ الطاعةَ، قالَ الفُضيلُ بنُ عياضٍ: ” تَرْكُ العَمَلِ مِنْ أَجْلِ النَّاسِ رِيَاءٌ، وَالْعَمَلُ مِنْ أَجْلِ النَّاسِ شِرْكٌ “.
وإنَّمَا الواجِبُ أنْ نُجاهِدَ أنْفُسَنَا على العَمَلِ وأنْ نُجَاهِدَ أنْفُسَنَا على الإخلاصِ، وأنْ نُجاهِدَ أنْفُسَنَا على الإخلاصِ حتَّى نكونَ مِن النَّاجينَ.
واعْلَمُوا -إخوةَ الإيمانِ-، أنَّ أوْلَى مَن يُتصدَّقَ عليهِم هُمْ مَن تَعولُ، ثبتَ في البخاريِّ ومسلمٍ عَن حكيمِ بنِ حِزَامٍ -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ: «الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى».
احْرِص عَلَى أنْ تَنْوِيَ الخيرِ عَلَى إنْفَاقِكَ عَلَى زَوْجِكَ وَعَلى وَلَدِكَ وَعَلَى خادِمِكَ، فبعضُ النَّاسِ يَدُهُ بيضاءُ سَخيَّةٌ في الإنفاقِ على الفقراءِ، لكنَّهُ مُمْسِكٌ في الإنفاقِ على نفسِهِ وأهلِ بيتِهِ، وبعضُهم العكسُ، وهذا خطأٌ، فالواجبُ أنْ نكونَ وَسَطًا، بأنْ نَقُومَ بِمَن تَجِبُ النَّفَقَةُ علَيْهِمْ مُبْتَغينَ بِذلكَ الأجرَ، وأنْ نُنْفِقَ على الفقراءِ والمساكينِ.
وإنَّ النَّفَقَةَ أفْضَلُ إذا كانَتْ مِن الغَنِيِّ مِن وجْهٍ، قالَ النبيُّ ﷺ فيمَا تقدَّمَ مِن حديثِ حكيمِ بنِ حِزَامٍ: «وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى».
وَثَبَتَ عِنْدَ أَبِي داودَ عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ ﷺ سُئِلَ أيُّ الصَّدَقَةِ أفضَلُ؟ قالَ: «جُهْدُ الْمُقِلِّ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ»، والإنفَاقْ مِن حاجَةٍ أعظَمُ مِن وَجْهٍ، فبَادِرُوا -يا عِبادَ اللهِ- بالصَّدَقَةِ سَوَاءٌ كُنْتُمْ أغنِيَاءَ أَمْ فُقَرَاءَ، فكُلٌّ يُنفِقُ بِقَدْرِ مَا يَستَطِيعُ
ثبتَ في الصحيحينِ عَن عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ: «مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ».
وإِنَّ أفضلَ الصَّدَقةِ أنْ تكونَ عَلَى مَن نَفْعُهُمْ مُتعدٍّ كالفُقَرَاءِ والمُحْتاجينَ مِن طَلَبَةِ العِلْمِ، فإنَّ طَلَبةَ العِلْمِ هُمْ حُماةُ الشَّرِيعةِ وَهُمْ حُرَّاسُهَا، وَهُم المُجْتَهِدُونَ في تَحْصِيلِها وتَبْلِيغِهَا وحِفْظِهَا، فإنفاقُ المالِ عليهِمْ سواءٌ كانُوا مُحتاجينَ أو لِزيادَةٍ أفضلُ مِن الإنفاقِ على غيرِهِم، فَلَا تَنْسَوْا طُلَّابَ العِلْمِ.
فإنَّ كثيرًا مِن الناسِ عاطِفِيُّونَ، يُنفِقُ على أُسَرٍ فقيرةٍ -وهذا خيرٌ- ولكِنَّ تقديمَ طلَبَةِ العِلْمِ وتقديمَ أُسَرِهِم أفضلُ وأفضلُ؛ لأنَّهُم أصحابُ نَفْعٍ مُتعَدٍّ وَقَد تفرَّغُوا وبَذَلُوا جُهْدَهُم في تحصيلِ الشَّريعةِ ودِرَاسَتِها في وقتٍ قصَّرَ كثيرونَ عَن تَعَلُّمِها ودِرَاسَتِها وانشغلوا عَنها بأمورِ الدُّنيا وغيرِ ذلكَ.
خطبة لفتات وتنبيهات في الصدقة