يقتل نفسه ليقتل المصلين
فهو في جهنم خالدًا فيها وعيد رب العالمين
فجر نفسه في مصلين هم حماة الوطن، وحماة الحرمين، وحماة الزوار والحجاج والمعتمرين وفود بيت الله عز وجل.
لا شك أن هذا المجرم الذي فعل ذلك هو محاد لله ورسوله ولدينه وأمته، وعدو للمسلمين جميعا في كل مكان؛ لاستهدافه حماة الحرمين، وحماة حجاج بيت الله، وزوار بيته ومسجد رسوله –صلى الله عليه وسلم-.
وإذا كان الله –عز وجل– سيسأل الوائد عن الموؤودة فيمَ وَأَدَها وفيمَ قتلها، فما بالك بهذا المجرم يقتل حماة الوطن، وهم في بيته يناجون ربهم خاشعين له وخاضعين له؟! فبماذا سيجيب ربه؟!
إنّ هذا المجرم ومن خلفه وأيَّده ومن وراءهم من خوارج العصر هم من جنس إخوانهم الذين قال عنهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه).
لاشك أن أولئك فجار، وهؤلاء مثلهم فجورًا وفسادًا، فأولئك اغتالوا عليًا –رضي الله عنه– وهو يوقظ الناس للصلاة، وهو إمام المسلمين، ورابع الخلفاء، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومع ذلك قتلوه بعد تكفيره يتقربون إلى الله بذلك، وهؤلاء اغتالوا المسلمين وهم يصلون، وهم يؤدون فريضة ربهم ويناجونه، ومع ذلك هذا المجرم يتقرب الى الله بقتلهم.
ونحن هنا نتحدى أي داعشي أو من كان على شاكلتهم من داعميهم ومن يرون رأيهم: أن يفرقوا بين قتل هؤلاء المصلين وبين قتل علي –رضي الله عنه–، مع الفرق العظيم بين علي –رضي الله عنه– وبين هؤلاء الجنود البواسل من ناحية المكانة والقدر في الدين لصالح علي –رضي الله عنه–، ومع ذلك أولئك قتلوه متقربين به الى الله من أجل كفره، وهؤلاء قتلوا هؤلاء من أجل كفرهم في زعمهم، فلا فرق بين الفريقين.
نقول هذا؛ ﻷن خوارج العصر يظنون هم ومن كان على شاكلتهم أنهم ليسوا خوارج “كلاب النار“، وهم هم لا فرق بينهم، لا في الفكر ولا في الأسلوب، ولا في الموقف، ولا في تنزل النصوص عليهم.
ورب الكعبة؛ ﻷن تعيش لا تعرف من الدين والدعوة شيئًا إلا أنك تؤدي صلاتك مع تقصير في أوجه أخرى؛ خير من أن تتبع هذا الفكر الذي حكم سيد البشر بمروق أصحابه من الدين وأنهم كلاب النار، وحكم رب العباد على قاتل نفسه أنه في النار في قوله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إنّ الله كان بكم رحيمًا ومن يفعل ذلك عدوانًا وظلمًا فسوف نصليه نارًا وكان ذلك على الله يسيرًا}.
وأي عدوان وظلم أشدّ من قتل مسلمين من حماة الوطن وهم يصلون؟!!
وقال –صلى الله عليه وسلم-: (ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ فيها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردى من شاهق فهو يتردى فيه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا).
أتحدى كل داعشي أو من ناصرهم: أن يجد لفاعل هذه الفعلة مخرجًا من هذا الوعيد، ومع قتله للمصلين فويل له ثم ويل، فيكفيه وعيد رب العالمين: {ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا}.
إنه وعيد تقشعر منه أبدان المؤمنين، لكن الدواعش ومن ناصرهم لا يحرك فيهم شعرة!! لأن هذه مواعظ الدين وهم قد مرقوا منه، فلا يتأثرون لمواعظه، ولا يستجيبون لتحذيراته، ولا يندمون إلا إذا عاينوا العذاب.
نسأل الله العفو والمعافاة.
وكتبه/ أ.د سعود بن عبدالعزيز الخلف
قسم العقيدة – الجامعة اﻹسلامية