تنظيم خوارج داخل دولة سُنِّية
الحزبيون على وتيرة واحدة في التهييج على ولاة الأمر وإن اختلف الأسلوبوالتعبير.
الحزبيون يفتاؤن على ولي أمر المسلمين في بلاد الحرمين وينشئون “لجنة العلماء لنصرة سوريا” من عند أنفسهم من غير الرجوع لولي الأمر وأخذ الإذن منه وكأنهم دولة داخل دولة.
فجعلوا أعضاء رئيسيين للجنة :
ناصر العمر. عبد الرحمن المحود. محمد العريفي. عبد العزيز الطريفي. وليد الرشود. فهد السنيدي.
وجعلوا لهم مندوبين في انحاء مدن المملكة لجمع اتبرعات واشترطوا أن تكون نقدية يداً بيد وليس في حساب في البنك.
في المدينة: علي الغامدي.
في القصيم: حسن الحميد.
في نجران: ناصر الحنيني.
في جيزان: العباس الحازمي.
في الشرقية: حمود الشمري.
في حائل : سعود الزرم.
في تبوك : جلال البلوي.
في الباحة : أحمد العماري الزهراني.
في الجوف : خالد المردل.
في الغربية : علي بادحدح.
في عسير : سعد الحجري.
في هذا العنوان
“لجنة العلماء لنصرة سوريا“:
أولاً: تسلق على العلم فوصفوا أنفسهم؛ بالعلماء.
ثانياً: إفتئاتهم على ولي الأمر وإنشاء لجنة من غير إذنه.
ثالثاً: فيه أنهم منظمة مستقلة لهم أن ينشئوا ويعينوا ويقبضوا ويوزعوا كيف شاؤوا من غير الرجوع للحاكم.
رابعاً: في عملهم هذا فتح باب الفوضى وجعل كل أحد يفعل ما يشاء في داخلالدولة وكأنه دولة لوحده، وهذا من عمل الخوارج.
ثم جاء الإنتقاد لمثل هذه اللجنة من العلماء الربانيين علماء الشريعة قبل ولي الأمر،
فقد جاء عن العلامة الفوزان جوابه على السؤال:
س / ما حكم فتح الثغرات على ولي الأمر وفتح لجان ومشاريع لم يأذن بها ولي الأمر؟
أجاب سماحته:
لا يجوز لأحد من الرعية أن ينشئ لجان أو مشاريع تتولى شيئاً من أمور الأمة إلا بإذن ولي الأمر، لأن هذا يُعتبر خروجاً عن طاعته، وافتئاتاً عليه، واعتداءً على صلاحيته، ويترتب عليه الفوضى وضياع المسئولية.
انتهى من كتاب ” الفتاوى الشرعية” محمد الحصين.
وسئل سماحة المفتي آل الشيخ عن هذه اللجنة وجمعهم للتبرعات فقال:
“ينبغي التأدب مع الدولة وأخذ الإذن بجمع التبرعات، جمع التبرعات يكون عن طريق الدولة“.
انتهى. يوم الإثنين 7/ 7/ 1433هـ وهو بالطائف عبر الهاتف.
ثم جاء بيان وزارة الداخلية بالتحذير من هذه اللجنة وأمثالها:
أوضح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أنه بناءً على لوحظ من انتشار إعلانات عن جمع ترعات وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل الــ sms “إعلان” حول انطلاق مبادرةلاستقبال التبرعات النقدية لنصرة إخوننا بسوريا أطلق عليها اسم” لجنة العلماء لنصرة سوريا ” وحددت الرسالةأسماء عدد من المشايخ وأرقام هواتفهم الجوالة، واوضح المتحدثالأمني بــ”الداخلية” في بيان ، أن الجهات المختصة ستقوم بإيقاع الحجز التحفظي علىأي حساب بنكي يتم الإعلان عنه لجمع التبرعات قبل الحصول على موافقة الجهات المختصةويخضع المسؤل عن ذلك للأنظمة المعمول بها بالمملكة مؤكدة ، ودعت لتوخي الحيطةوالحذر وعدم الانسياق وراء الإعلانات عن جمع التبرعات قبل التحقق من مشروعيتهاونظامية الجهة المعلنة والمبادرة بالإبلاغ عن أي حالة يشتبه بها عبر الهاتف: 8001222224 .
بعد هذا كله هل توقف المهيجون الثوريون الذين يستميلون عواطف
وقلوب الرعية إليهم على الحاكم ؟؟؟
الجواب:
لا . لم يتوقف أمرهم بعد إيقافهم وأخذ التعهد عليهم .
فقد خرج بعضهم وبلسانٍ واحد ووتيرة واحدة من التهييج وإثارة العامةوإيغار صدور الرعية على الحاكم، فمن مقالاتهم في صفحاتهم في تويتر:
قال العريفي في صفحته:
“خرجت الآن من إمارة الرياض قضيت ساعتين وقّعت بعدها تعهداً بعدم جمع التبرعات لسوريا ..”.
وقال الحنيني في صفحته:
“استدعيت رسمياً ومنعت من جمع التبرعات فلا أستطيع استقبال أي تبرعات،اللهم هذا جهدنا فأبرم لهذه الأمة أمرا“.
وقال الحميد:
“تم استدعائي للمباحث بشأن تبرعات سوريا“.
قال بادحدح:
“تم استدعائي من قبل مكتب مدير شرطة منطقة مكة المكرمة وأبلغووني بورود برقية من الأمارة بطلب التعهد بعدم استقبال التبرعات “.
في هذه العبارات المتشابهة في الألفاظ والمتوافقة في المعنى عدة أمور:
واحد: فيها تواطئ واتفاق في انتقاء الكلمات.
إثنان: فيها نبرات التهييج والإثارة واضحة وشحن القلوب على ولاة أمورنا، حيث أنهم صوروا للرعية خاصة وللشعب السوري والمسلمين عامة أن دولةالتوحيد ـ المملكة العربية السعودية ـ تمنع التبرعات عن إخواننا السوريين المتضررين و و .
ثالثاً: إعلانهم هذا للقاصي والداني في تويتر؛ فيه بث لأطماع العدو الداخلي والخارجي بأن يستغلوا مثل هذه المواقف لصالحهم.
رابعاً: في نشرهم على صفحاتهم تويتر هذه العبارات بعد منعهم وإيقافهم؛ نظرة حقد وضغينة على دولتهم السُّنية.
ومن ثم يكونوا قد وقعوا في خيانة بلدهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون.
الاعتراف لأهل الفضل:
أعتقد أنه لا أحد يستطيع المزايدة على ولاة أمرنا حفظهم الله تعالى فيحرصهم على مصالح المسلمين في المشارق والمغارب والوقوف معهم في محنتهم، الجميع يعلم أن أول من أدان عدوان نظام الأسد على شعب سوريا هوخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته حفظهم اللهتعالى.
وأول من سحب سفير دولته من سوريا اعتراضاً على أفعال الأسد في شعبه وتضامنا من الشعب السوري العزيز؛ هي حكومة دولة التوحيد والإنسانية ـ المملكة العربية السعودية ـ.
وأول من تجرئ وصرح بـ”سحب مراقبيها من بعثة المراقبين العرب لعدم تنفيذ الحكومة السورية لأيٍّ من عناصر خطة الحل العربي التي تهدف أساساً إلى حقن الدماء الغالية علينا جميعاً”، هي المملكة العربية السعودية على لسان وزير الخارجية سعود الفيصل.
وأول من قام بمد الجسر البري عن طريق الشاحنات لإمداد اللاجئين السوريين في الأردن من احتياجات؛ هي دولة التوحيد والسنة.
وأول من جهز أربع مستشفات في لبنان تجهيزاً كاملاً لعلاج السوريين المصابين؛ هي حكومة خادم الحرمين الشرفين.
ولا زالت تبذل كل ما في وسعها في العلن والخفاء لإنقاذ الشعب السوري منقبضة النظام الهالك الأسدي.
فيأت اليوم من يريد أن يظهر في الأفق وكأنه القائد الأعلى للمسلمين ويُنشئ“لجنة علماء مناصرة سوريا” وكأن شعب سوريا لم ينصره غيرهم.
فاللهم سلم سلم .
تنبيه
أيها المسلمون: إحذروا هؤلاء الذين خرجت أسماءهم في اللجنة المزعومة وحذِّروا من وراءكم ، ولا تغتروا بالطنطنات والأصوات المرتفعة والمزايدات الجوفاء ، ولا تسمعوا لك ناعق ، وكونوا مع علمائنا الكبار ومع ولاة أمرنا فهم أعرف الناس بدقائق الأمور وأبعادها، فليس كل ما يُعلم يُقال.
والسلام عليكم
كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الأربعاء 9/ 7 / 1433هـ