الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن العمل الجماعي الحزبي واسع جداً له أطراف وأجنحة كثيرة، فهذا دعوي، وذاك عسكري، وآخر سياسي، وإغاثي، ونشاط نسائي، وآخر للأطفال ومثله للبراعم، وأشبال وكشافة، وطبق خيري ونشاط تجاري، ولجان ومبرات، ووقف وتبرعات، ومجلات ونشرات ومطويات، وخلايا ورتب، وتابع ومتبوع، وسائل ومسؤول، ومحب ومتعاطف، ومشارك يُستخدم عند الحاجة، وكان وترك وما زال لكن ضعف، ويسمع ويطيع، ومتمرد وعنيد، وفاتر ونشط، وظاهر وباطن، وتفريعات يصعب جداً حصرها، حتى قد تكون حضرتك في هذا النظام أو التنظيم وتُستغل بطريقة أو بأخرى، وأنت لا تعلم ولا تدري عن نفسك!!
والإخوان المسلمون ليس لهم منهج موحَّد يسيرون عليه، ولا عقيدة واحدة يجتمعون عليها، ففيهم السُّنِّي المشكوك في سنيّته، والشيعي، والإباضي، والصوفي، والخارجي، والتكفيري، والانتحاري، والعلماني والليبرالي، بل حتى النصراني والصليبي، يمكن أن يُقبل في صفوفهم؛ فتنظيمهم يجمع جميع الطوائف والملل والنِّحل، إلا السُّنِّي السَّلفي لا يقبلونه في تنظيمهم، لأنه لا يقبلهم ولا يرتضي منهجهم أصلاً.
الإخوان المسلمون دينهم السياسة والوصول بأي طريقة، فعندهم «الغاية تبرر الوسيلة»، لذلك كثر المنتسبون إليهم بسبب هذا التوسع، الذي قد يطلقون عليه مرونة أو سياسة أو تكتيكاً، فكل من طَمِعَ في المال أو المنصب أو الجاه انتسب إليهم حتى اشتهر أمرهم عند القاصي والداني.
الإخوان المسلمون يستغلون عاطفة المسلمين؛ فيستثمرون كل حدث لمصلحتهم، منذ احتلال اليهود لفلسطين إلى الثورات الدموية الحديثة.
فكم من مسلم ومسلمة انخدع بهم؟ وكم من حاكم ومحكوم انخدع بهم؟ يستبيحون الكذب، ويمارسون النفاق في أعلى صوره، ويتلونون بكل لون، ولا يستحون حتى لو انكشفوا، وافتُضحوا، فسرعان ما ينكرون قولاً قالوه، أو فعلاً فعلوه.
أخي القارئ الكريم! ليس قصدي من هذا الكلام السبَّ والشتم والتشفي والانتقام، كلا والذي نفسي بيده، لكن أقصد الحذر والتحذير من هذا الحزب السرطاني الذي لم يدع بيتاً من شجر ولا وبرٍ ولا حجرٍ إلا دخله، فلا تكاد تجد مسلماً ولا مسلمة إلا وتعاون معهم بطريقة أو أخرى، من حيث يشعر أولا يشعر، إما بالدعم المادي بالتبرع النقدي أو العيني، أو الاستقطاعات ونحوها، وإما بالتصويت لهم في الانتخابات، وإما بالخروج والهتافات لمصلحتهم وإما بالترويج لمنهجهم، وبالدفاع عنهم، والتعاطف لمصلحتهم.
ولا أبالغ وأنا أستحضر جيداً أن الله تعالى يحاسبني على كلامي، أقول: لا أبالغ إن قلت إن الإخوان المسلمين يمارسون الطرق الغربية واليهودية ومنهم من تخرج على أيديهم ولبث فيهم من عمره سنين ويستعملون أي طريقة تحقق لهم أهدافهم وغاياتهم.
يُذكر أن اليهود في الانتخابات الأمريكية ينقسمون إلى قسمين: قسم مع الحزب الديمقراطي وقسم مع الحزب الجمهوري، تحسباً لفوز أحد الحزبين على الآخر، فإن فاز الحزب الديموقراطي قالوا نحن معكم، وإن فاز الحزب الجمهوري قالوا نحن معكم، فهم يعملون بقاعدة «لا تضع البيض في سلة واحدة»، وهكذا يفعل الإخوان المسلمون كما قال أحد منظّريهم وهو ينظِّر لهم: لننقسم إلى فريقين؛ فريق يفجّر وفريق يستنكر».
واليوم قد تجاوزوا هذه المرحلة فصرنا نشاهد الذي يفجِّر هو الذي يستنكر، والذي يشعل الحرب في بلاد المسلمين هو الذي يبكي عليهم ليجمع أكبر قدر من التبرعات، والذي يكفر الديمقراطية هو الذي يطالب بها، ويموت في سبيلها، والذي يكفِّر الحكام ويحرّض عليهم هم حاشيتهم ووزراؤهم ومستشاروهم، أسأل الله أن يكفي المسلمين شرّهم.
أعجنبي من وصف الإخوان المسلمين فقال: الإخوان يقتلون المسلمين ويقولون: الله أكبر، ويفجرون في المسلمين ويقولون: الله أكبر، ويسرقون الأموال ويقولون: الله أكبر!!
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بقلم : سالم الطويل