يشيع أصحاب الأفكار الثورية ومناطحوالحكام القعدة عبارة يلوكونها بينهم ويتواصون بها في أقبية مجالسهم: “إن المنكر العلني ينكر علني “
وعليها يستحلون الإنكار العلني على من وقع من حكامهم في المنكرات السرية والعلنية وبعضها قد لايكون منكرا في واقع حاله !ولو فهموا أن الإنكار العلني المراد به أن يكون أمام السلطان، فيكسبوا ويفوزوا بفضيلة قول النبي صلى الله عليه وسلم :
” إن من أعظم الجهاد كلمة عدلٍ عند سلطان جائر”
و يقوي هذا النهج فهم الصحابة رضوان الله عليهم فالمرأة التي أنكرت على الخليفة عمر بن الخطاب أنكرت أمامه والرجل الذي أنكرعلى الخليفة مروان بن الحكم تقديمه للخطبة على الصلاة كان أمامه ويوضح أيضا مخالفة أخرى لما فهموه من قاعدة الإنكار العلني للشرع في طريقة الإنكار !!
قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم:
“من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا بيده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه “
ونرى أن هذه القاعدة التي يضرب بها الناعقون من العامة وفاقدوالبصيرة والمغلفون المؤدلجون فكريا وحزبية كمطرقة على رؤوس الناصحين لهم بأن يدعو هذا السبيل ويلزموا منهج السلف بالإنكار على الحكام سرا وأمامهم وليس من ورائهم وخلفهم حتى لايقعوا في المنكر
ولست هنا بصدد تقعيد المسألة وتفصيلها وإنما لبيان تناقض هؤلاء الأدعياء في تطبيق هذه القاعدة حينما تشهر على منكرات رموزهم ومشائخهم العلنية فيخنسون ويوجدون التبريرات والاحتمالات ؟!
فانظر لسان حالهم ومقالهم حينما ينكر على شيخهم احتضانه للصفار الرافضي الشيعي ويثني على القبو ري الجفري وعندما ينكر عليه دعمه لقنوات الفسق والفجور بالجمهور والظهور دون نكير على دياثتها ونشرها للفاحشة ؟!
وهناك جواب آخر يقول لك أتريده أن يخبرك بمناصحته لهم ؟!
وليتهم بهذا الجواب الأخير سلموا أنفسهم وألسنتهم من لمزهم لعلماء
السنة بأنهم يداهنون الحكام لأنهم لم يسمعوا منهم الإنكار بل ووصموهم بعلماء السلاطين المنافقين !! سبحانك هذا بهتان عظيم .
وحينما يقال لهم هذا شيخكم سفر الحوالي يصرح في الإعلام أنه لايمانع من أن تقام مدارس للشيعة في السعودية يدرسون فيها عقيدتهم قالوا :
أنتم تتبعون الزلات والهفوات ؟!
فيقال :وماتسمون ما تفعلونه مع العلماء والحكام والسلفيين من الدعاة؟!
وحينما يقال هذا القرني يثني على الفنان محمد عبده صاحب حفلات الرقص والمجون ويتعاون معه في الألحان أمام الملأ والجمهورفيضيفون إلى التبريرات السابقة :
أن شيخنا اشترط عليهألاتغنى بموسيقى !! ولكن بنغمات صوتية !!
فيقال :
إن لم يغنى بموسيقى فما تذكرونه هو ألحان أهل التصوف وعباد القبور وهذا أشد منكرا وزورا !!
وماذا لو غناها بالمعازف فما أنتم فاعلون حيث لايمكن أن يؤمن عهد من يجاهر ربه وخلقه بالمعاصي والنكران ؟!
ويؤكد هذا منع محمد عبده ورفضه لمداخلة القرني في القناة!!وفرض شرطه بعدم غناء القصيدة كاملة رغما عن أنف الشيخ!!فأهان الشيخ نفسه فأهانه الله بأسقط خلقه أمام الملأ!!
أليس كل أولئك أصحاب منكرات علنية يعلمها كل أحد ؟!
فلم الخنوس والنكوس على الأعقاب ولكن الأمر ليس ديانة وتعبدا من أكثر الاتباع
لو كان الأمر ديانة حقيقة لما اختلفت موازين الإنكار والإرجاف !!
إنما كما قال الله”أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا “
فشمر أخي ساعدك لطلب منهج السلف الأطهار الأبرار و من ترضاهم في عبادتك فارضهم في غيرها ولايستهوينك الشيطان فيزين لك أن هذا العمل السىء صالحا ويشعرك أنه من الرحمن فتهلك وتهلك من حيث شعرت أم لم تشعر .
هداني الله وإياك إلى الصواب والسير على منهج الأصحاب رضي الله عنهم
فهم خير من فهم عن نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين السنة والكتاب.