( المفرقون للصف هم الإخوان المسلمون وأذنابهم )
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته …… أما بعد:
فإن جمع الكلمة ووحدة الصف على الحق مطلب شرعي، ومقصد من مقاصد الشريعة ، قال تعالى { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا }
وقد نهت الشريعة عن ما يخالف ذلك وذمت التحزب على غير الحق، قال تعالى {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }
ودرج على هذا علماؤنا قديماً وحديثًا – فجزاهم الله عنا وعن الإسلام خيرًا –
وليعلم أن الاجتماع لا يمدح لذاته، قال تعالى في اليهود (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى) …
ومن أعظم المفرقين للصف، والمشتتين للجمع، والفاتين في عضد الأمة، جماعة التبليغ (الأحباب)، والإخوان المسلمون وأذنابهم من الأحزاب الحركية ، كالسرورية، والقطبية، والقاعدة المسمين- كذباً وزوراً – بالجهاديين .
وقبل التدليل على ذلك ينبغي معرفة ما يلي:
الأمر الأول/ ليس إنكار المنكر بحق تفريقاً للصف المذموم شرعاً وإن كان يحصل به التفرق واقعاً فلا يصح أن يقال لرجال الحسبة أنتم مفرقون للصف عند إنكارهم للمنكرات الشهوانية ، أو يقال لرجال الأمن: أنتم مفرقون للصف بسجن أصحاب المخدرات والمجرمين وهكذا ..
ومثل هذا يقال في الرد على من يستحق الرد ممن وقع في أخطاء مخالفة للشريعة وإعلان ذلك كتهوين الخلاف مع الرافضة، أو الثناء على الأحزاب البدعية الثورية كالإخوان المسلمين، أو ممارسة الاختلاط المحرم .
فالذي أمرنا به سبحانه أن نجتمع على الحق – كما تقدم – ، وأمرنا أن ننكر المنكر، قال تعالى { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ }
وهذه المنكرات قد وقع فيها رؤوس الحزبيين في هذا الزمن كسلمان العودة وعائض القرني وسفر الحوالي ومحمد العريفي ومن كان تبعا لهم كعبدالعزيز الطريفي، ولتعرف ذلك راجع محرك البحث في شبكة الإسلام العتيق .
تنبيه: يعترض كثير من الطيبين المخدوعين الجاهلين بالأدلة بقولهم: لماذا لا ينكر على ولي الأمر علانية كما ينكر على الدعاة الحزبيين ؟ فالجواب أن الشريعة التي أمرتنا بالإنكار علانية على المنكر الذي يمارس علانية، هي نفسها التي نهتنا عن الإنكار على الحاكم علانية .
وقد ذكرت الأدلة وكلام العلماء في مقال لي بعنوان :
الاحتساب بين الشرعية ( ابن باز وابن عثيمين ) والبدعية (يوسف الأحمد (
http://islamancient.com/play.php?catsmktba=101341
الأمر الثاني/ إن الشريعة أمرت بالاجتماع على الحاكم وجمع الناس عليه ، وعدم إظهار عيوبه لمصلحة الاجتماع، فالذين يناطحون الولاة ، وينشرون عيوبهم ويؤيدون الثورات والمظاهرات، هم-في حقيقتهم وواقعهم- من أشد دعاة تفريق الصف وتشتيت الشمل.
فعلى هذا كل من أيد المسمى بالربيع العربي – وحقيقته تعاون بين دول الكفر ودولة الرفض إيران مع تمثيل الإخوان المسلمين للدور والمشهد – ودعا إليه ، فهو من دعاة تفريق الصف بخلاف من قام ضده وأنكره ، كما فعل أهل السنة الذين يسميهم دعاة الحزبية والثورة بالجامية .
الأمر الثالث/ التصنيف نوعان :
النوع الأول: بحق ودليل،
وقد درج على هذا علماء أهل السنة؛ فصنفوا المسلمين إلى أهل ابتداع كالأشاعرة ومعتزلة وصوفية، وإلى أهل سنة سلفية
وعلى هذا علماؤنا إلى اليوم، فقد حذروا من الإخوان المسلمين والتبليغ، وبينوا أنهم جماعة بدعة وضلالة ، كما فعل هذا الإمام عبد العزيز بن باز، والإمام الألباني- رحمهما الله -، والعلامة صالح الفوزان- وفقه الله – .
وانظر كتاب الإمام ابن تيمية وجماعة التبليغ
http://islamancient.com/play.php?catsmktba=992
وهذا حق وواجب لأنه تصنيف بحق، وهو نوع من إنكار المنكر وهو واجب كفائي يحتاجه الدين والأمة.
وينبغي التنبه إلى أن الانتساب للسلفية والسنة ليس من التفرق المذموم، بل هو من التمايز بين الحق والباطل.
قال العلامة صالح الفوزان: لفظة سلفي تفرق بين الناس بين السلفيين والمبتدعة وأهل الضلال
http://www.youtube.com/watch?v=lYFgqPfelHo
النوع الثاني: تصنيف بغير حق:
وهي طريقة أهل البدع في نبز أهل السنة بألقاب السوء، روى اللالكائي (1/ 179) عن الإمام أبي حاتم أنه قال: وعلامة الزنادقة: تسميتهم أهل السنة حشوية، يريدون إبطال الآثار، وعلامة الجهمية: تسميتهم أهل السنة مشبهة ا.هـ
ومن ذلك في زمننا هذا تسمية أهل الحق بالوهابية أو الجامية، وهي ألقاب سوء وأتحدى رموزهم أن يناظروا أهل السنة في إثبات ما يدعونه من باطل عليهم، فشأنهم في ذلك شأن أهل البدع الأولين ؛ دعاوى وصراخ بلا بينات .
وإليك عدة مواد في شبكة الإسلام العتيق عن الجامية
http://islamancient.com/catplay.php?catsmktba=2571
ومن تناقض الحزبيين – وما أكثره – أنهم يحذرون من التصنيف مطلقاً، وأنه مقس للقلب، ثم تراهم أسبق الناس إليه لكن بالباطل، فسبحان الله الذي عاقبهم -بحزبيتهم- فأوقعهم في هذا التناقض ، ثم لما أقروا به طبقوه خطأ
أما التدليل على أن الحركيين هم دعاة الفتنة والفرقة فكثيرة جداً:
أولاً / أن المرشد العام للإخوان المسلمين هو من كان يدبر للانقلاب على ملك مصر الفاروق مع أنه كان يظهر الثناء والمدح له هو وحزبه.
ففي مجلة النذير الإخوانية- العدد الرابع والعشرين – كتب الإخوان المسلمون مقالاً يثنون فيه على الملك فاروق بعنوان ” الفاروق يحيي سنة الخلفاء الراشدين ويهنئ شعبه بحلول شهر رمضان المكرم” . وأيضا في المجلة نفسها – العدد الثاني- كتب حسن البنا مقالا بعنوان” ملك يدعو وشعب يجيب” إلى جلالة الملك الصالح فاروق الأول من الإخوان المسلمين… وأيضا في مجلة النذير -العدد الخامس والثامن والعشرين- ذكر من الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم أن يكون مخلصا لله وللوطن وللملك، ولوالديه ولرؤسائه الخ…
وفي مجلة الإخوان المسلمون النصف الشهرية مقال لحسن البنا بعنوان “مهمة الائتلاف ليس لها إلا نظر الفاروق الثاني ” ، ووضعت مجلة الإخوان المسلمون النصف شهرية على الغلاف صورة الملك فاروق بمناسبة عيد ميلاده.
هذا الثناء ثناء سياسي نفاقي – ولا تزال هذه طريقتهم – ثم بعد ذلك قال محمد مالك -أحد أفراد التنظيم الخاص بالإخوان المسلمين عن الملك الفاروق – : فلم تمض مدة وجيزة حتى تزلزل أمر الطاغية الأكبر وطرد من أرض الوطن الجليلة…- مجلة الدعوة العدد الخامس بعد المائة-
ويقول عمر التلمساني- المرشد الثالث للإخوان المسلمين: إن الانقلاب الذي تم على الملك فاروق لم تكن تحيطه المخاطر، ولا حمل الرؤوس على الأكف كما ادعى ذلك جمال ….بل كان سهلًا ميسرًا نتيجة جهود حسن البنا التي مهدت لهذا الانقلاب، منذ سنوات طوال ا.هـ كتاب”الملهم الموهوب حسن البنا ” ص21 .
ثانياً/ اعتراف شيخ القطبيين السعوديين وغيرهم سيد قطب أنه كان يريد التفجير في مصر الحبيبة.
فقد ثبت عليه التخطيط للاغتيالات والتفجيرات بإقراره، وانتهى الأمر بسجنه ومحاكمته وشنقه لاعترافه بالتآمر لقتل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وثلاثة من كبار المسؤولين، وتفجير محطة الكهرباء، ونسف بعض الجسور دفاعاً عن الحزب وأعضائه . كما يقول في مذكرة التحقيق التي نشرها أنصاره في العدد الثاني وما بعده من جريدة( المسلمون ) وطبعها أنصاره في ( الشركة السعودية للأبحاث والتسويق ) ضمن سلسلة كتاب الشرق الأوسط بعنوان ( لماذا أعدموني ) ص50-61 .
ثالثاً / أن سلمان العودة داعية للثورات في الدول الإسلامية في تغريداته كثيراً، حتى ألف في ذلك كتابه ( أسئلة الثورة )
ورد عليه الشيخ الفاضل الدكتور فهد الفهيد وقدم له العلامة صالح الفوزان، ومما قال فيه:
(وبين أيدينا كتاب ظهر يسمى “أسئلة الثورة”، وهو في الحقيقة الدعوة إلى الثورة وشق عصا الطاعة وتفريق الجماعة، معتمداً على شبهات يستقيها من مقالات أعداء الإسلام، معرضاً عن أدلة الكتاب والسنة التي توجب السمع والطاعة ولزوم الجماعة، محاولاً تأويلها وتحريفها)
رابعاً/ أنه لما بدأت ثورة في الكويت ساندها العريفي بإخراج تغريدة أن حاكم الكويت ليس جامعاً لشروط الولاية الشرعية
خامساً/ أن العودة والعريفي تأولوا حديث ” أسمع وأطع وإن جلد ظهرك ” بتأويلات بدعية سامجة وناصرهم عبد العزيز الطريفي ، ورددت عليهم فيما يلي:
حقيقة مرة : كذبة في الدين للدكتور محمد العريفي
http://islamancient.com/play.php?catsmktba=102149
محاكمة الطريفي في دفاعه عن العريفي
http://islamancient.com/play.php?catsmktba=101850
وانظر إلى رد أخينا الشيخ حسام الحسين – وفقه الله –
وقفة مختصرة مع تفسير الدكتور العريفي لحديث: “تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك”
http://islamancient.com/play.php?catsmktba=101840
ولا أحب أن أذكر كلمات الدكتور الزراعي العواجي لأنه ساقط حتى عند الحزبيين، وإنما يأتون به في المواقف المحرجة لهم؛ ليكون في المقدمة على مقايضة بينه وبينهم، وهي أنه يتقدم أمامهم في مقابل أن يمكنوه من منابر الشهرة والظهور، حاله كحال كثير ممن على شاكلته، على حد قول القائل: احمل عبدك على الفرس، فإن هلك هلك، وإن نجا فلك
ومع مكر أهل الأهواء ليلاً ونهاراً للإفساد والتفريق إلا أنهم بحمد الله مخذولون، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
فهاهم طلاب الحق بحمد الله قد أقبلوا على دعوة السنة زرافات ووحداناً وبان لهم خبث هؤلاء الحركيين وضلالهم
فليبشر أهل السنة السلفيون، وليشمروا عن ساعد الجد لبذل المزيد
وليتق الله أولئك الذين يسعون في دين الله فساداً وليبادروا بالتوبة قبل ألا ينفع الندم .
أسأل الله الناصر لدينه وأوليائه أن يعز دينه ويجعلنا أنصاراً لدينه إنه الرحمن الرحيم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. عبد العزيز بن ريس الريس
dr-alraies@
المشرف على موقع الإسلام العتيق
http://islamancient.com
27/ 4 / 1435هـ