طريقة حزبية ماكرة في تسويغ المظاهرات ماجنة
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته …….. أما بعد ،،،
فلا يزال الحركيون الحزبيون يتقلبون كالحرباء تبعاً لمصالحهم الحزبية ، وهم الآن في أمر مريج وخوف هليع بعد أن أخرج الله مكنونهم وخيب آمالهم بأن نصر الدولة السعودية – دولة التوحيد والسنة – فخرجت غانمة أيما غنيمة من هذه الأزمات ، وهذا يعود إلى فضل الله على الدولة السعودية أن جعلها ممكنةللتوحيد والسنة ، فمن مكن التوحيد والسنة مكنه الله جزاء وفاقاً قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) وقال (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) وهذا شامل للأمن في الدنيا والآخرة .
أسأل الله كما لطف بدولة التوحيد والسنة أن يلطف بجميع دول المسلمين فيحقن دماءهم، ويحفظ أعراضهم، ويسلم أموالهم، ويعمها بفضله ويجعلهم يقومون بالتوحيد والسنة إنه الرحمن الرحيم .
وقد تورط في هذه الأحداث الحزبيون والليبراليون، وانكشفوا على حقيقتهم، ومما كشفهم بيانهم الذي اتفقوا فيه على المطالبة بالحكومة الدستورية، وحرية الطباعة والنشر لكل أحد حتى للرافضة ودعاة الفجور ، وقد بينت هذا في درس مسجل بعنوان: صد عدوان الخطابات الجماعية ضد خادم الحرمين ( رد على خطابات العودة وناصر العمر وتركي الحمد
http://islamancient.com/play.php?catsmktba=926
وممن تورط في هذا جماعة كانوا محسوبين على السلفيين مثل عصام بن صالح العويد المدرس بجامعة الإمام والخطيب بجامع الحديثي الذي جدد دعوة الحاقد البغيض الفاشل محمد المسعري، فقد طالب العويد بلجنة حقوق متطوعة محتسبة في مقال مليء بالمغالطات بعنوان : الإسلام وعلاقة الشعوب بالحكام . كما طالب بها محمد المسعري .
وقد رد عليه أخونا الشيخ عبدالله القحطاني رداً موفقاً بعنوان : عصام العويد بين بره لمنهجه الثوري وعقوقه لشيخه صالح آل الشيخ
http://islamancient.com/books,item,502.html
وعلى إثر هذه الورطات هرب سلمان العودة بلا عودة – إن شاء الله – إلى جنوب أفريقيا متحججاً بحجج واهية طفولية .
أيها الناس إنه لما كان الحزبيون سياسيين لا شرعيين أهل مكر وخديعة، وكثيراً ما تبرر الغاية عندهم الوسيلة باسم مصلحة الدعوة، صاروا بعد كل فتنة على أحد أحوال ثلاث:
الأولى: أن يكونوا أسرع الناس تقلباً، فينكرون ما فعلوا، ويجحدون ما نطقوا سعياً لقطف الثمرة، بلا حياء ولا خجل.والثانية:
الدخول على المسئولين؛ ليظهروا الوقوف معهم والإعانة على معالجة ما فعله الذين غالطوا في الفتنة.
والثالثة: أن يسكتوا مترقبين فتنة جديدة؛ ليظهروا على أكتافها حتى ينسى الناس مخازيهم التي اقترفوها في الفتنة التي قبلها، فالقوم سياسيون لا شرعيون.
وأحسن طريقة لمعرفتهم وتميزهم أمران :
الأمر الأول/ النظر في ماضيهم وسابقتهم.
الأمر الثاني/ النظر فيمن يصاحبون ويجالسون .
وصدق أئمة السنة ومنهم محمد بن عبيدالله الغلابي لما قال: يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة . أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى
ومن مكرهم الكبّار في مسألة المظاهرات ما ردده كثير منهم بقولهم : إنها جائزة في العالم كله إلا السعودية. وواقع هؤلاء أنهم يجوزونها حتى في السعودية لكن خوفهم من الدولة اضطرهم أن يستثنوا الدولة السعودية ، وإلا ما الذي دعاهم إلى استثناء السعودية وحدها في حكم شرعي سماوي لا يخص دولة دون دولة بأحكام .
وهؤلاء الحركيون في تبرير استثنائهم السعودية أصناف شتى :
صنف تعلل بأن الدولة السعودية تمنع، ومقتضى السمع والطاعة ألا تفعل هذه المظاهرات .
فيقال: إنكم مغالطون، وأكد ذلك التعليل الذي عللتم به، وذلك أنكم خالفتم المبدأ السلفي الأثري النبوي مبدأ السمع والطاعة للسلطان الحاكم المسلم في غير معصية الله في أمور كثيرة، ألستم الذين تتعاقبون على إخراج البيانات مع أن الدولة تمنع هذا، وكررت المنع أكثر من مرة، إلى غير ذلك .
ويقال أيضاً : من المتقرر عدم السمع والطاعة للحاكم المسلم في معصية الله، وهذه المظاهرات محرمة بالدلائل البينة، ولا يعرف أحد من علماء السنة أجازها؛ فقد حرمها الإمام عبد العزيز بن باز، والإمام محمد ناصر الدين الألباني، والإمام محمد بن صالح العثيمين – رحمهم الله –، والعلامة صالح الفوزان والعلامة عبد المحسن العباد– حفظهما الله – وآخرون كثيرون ، فلم يجزها عالم سني معتبر، والأدلة الشرعية ظاهرة في تحريمها ومنعها، ولم يجزها إلا الحركيون الحزبيون الضالون مثل يوسف القرضاوي وعبدالرحمن عبد الخالق وآخرين …
فيا لله أتتركون ما دلت عليه الأدلة وما قرره علماء السنة إلى ما لم تدل عليه الأدلة ولم يقل به عالم سني معتبر ، أليس هذا دليلاً على أن الحزبية السياسية دافعكم ، ومن قرأ في أدلتكم التي لا يصح أن تسمى شبهات – إلا تنزلاً – فضلاً عن أن تسمى أدلة تأكد أن دافعكم الحزبية السياسية، واعجباً كيف تجعلون صلاة المسلمين جماعة دليلاً على شرعية المظاهرات . عجباً كيف يبلغ الهوى من صاحبه هذا المبلغ .
بل لو أجاز ولي الأمر المظاهرات فليس لأحد أن يفعلها؛ لأنها محرمة ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه .
وانظر مقالاً كتبته بعنوان : كشف شبهات مجوزي المظاهرات .
http://islamancient.com/mod_stand,item,73.html
ثم يقال أيضاً: إن الولاة والحكام في اليمن ومصر منعوا هذه المظاهرات، وطالبوا بتهدئة الوضع وأنتم لم تلتفتوا إليهم، بل لم يزدكم هذا إلا حماسة في النفخ فيها وإشعالها، فأين السمع والطاعة لو كان مبدأ لكم ؟
إذاًَ أيها العقلاء استثناء المظاهرات في الدولة السعودية ألعوبة مكشوفة، فلا تنطل عليكم .
وصنف آخر – كمثل ناصر العمر المسكين – قال: إنها لا تجوز في السعودية؛ لأن الرافضة يستفيدون من هذه المظاهرات .
فيقال: يا أيها السياسي الكبير أليس تجويزها في اليمن وإذكاؤها مما يستفيد منه الرافضة ( الحوثيون ) ؟ فأين أنت عن إنكار هذه المظاهرات . بل أليس المستفيد من المظاهرات في مصر الرافضة أيضاً ؟
ثم يقال: أليس تجويزها في ليبيا وسوريا كان ولا يزال سبباً لسفك الدماء وانتهاك الأعراض .
وفي مصر سفكت دماء، وانتهكت أعراض، ولا يزال الأمن متذبذباً، فهل الحرامشرعاً محصور فيما تستفيد منه الرافضة، وفي السعودية فحسب، أليس سفك دماء المسلمين، وترمل نسائهم، وتيتم أطفالهم، وانتهاك أعراض المسلمات العفيفات من أشد المحرمات المهلكات .
أين عقولكم، ألهذه الدرجة سكرت عقولكم الحزبية المقيتة والمصالح الذاتية الوحشية .
أيها القراء الكرام: لابد وأنه اتضح لكم تلاعب الحركيين في وقائع كثيرة ووسائل شرعية أكثر، منها تحريمهم المظاهرات في الدولة السعودية فحسب، ومن تلاعبهم الكبّار تهميش علماء السنة في السعودية، وذلك أنه كلما سئل حركي حزبي عن حكم ما يجري في ليبيا ومصر وتونس واليمن صاروا في الجواب طوائف، فطائفة صفقت ومجدت، وطائفة تهربت قائلة: سلوا علماء ذلك البلد فإن علماء كل دولة أعلم بها وهكذا… فيقال: هذه كلمة حق يراد بها باطل .
حقاً إن علماء كل بلد أعلم إذا كانت المسألة من المسائل الخفية التي لا يطلع عليها إلا علماء ذاك البلد وتلك الدولة.
أما إذا كانت المسألة جلية كخروج شعوب عارية من كل قوة تجاه حكومات مجرمة طاغية مدججة بأنواع الأسلحة، فهذا من الجلي الذي لا يحتاج للجواب عليه الرجوع إلى علماء ذلك البلد أو تلك الدولة، وإن الذي دعا هذا الصنف أن يجيب بمثل هذا الجواب خوفه وجبنه، فلم يستطع أن يخالف حزبه الذي رباه على هذه الفتن مع جبنه من الدولة أن تعاقبه، أو خوفه من علماء السنة في هذه الدولة أن يعرفوا حقيقته .
ومما يدل على تلاعب هؤلاء الحزبيين الحركيين، وأنهم يريدون تهميش علمائنا علماء السنة في هذه الدولة وغيرها أنهم أقصوا علماءنا فيما يجري الآن بحجة أن علماء كل بلد أعلم ببلدهم، وقبل ذلك أقصوا علماءنا في فتواهم في الاستعانة بالقوات الأجنبية أيام دخول صدام حسين الأثيم على الكويت والسعودية بحجة أنهم لا يعرفون الواقع، فإذاً حتى الذي يقع في دولتنا لم تقبلوه من علمائنا مع أنهم علماء أهل هذا البلد وهذه الدولة .
فما لكم تركتم أقوالهم وهم علماء هذه الدولة !!
على أن البلد الذي يحيلون الناس إلى قول علمائه قد يختلف علماؤه أنفسهم أحياناً، فلماذا لا يأخذون إلا ما يريدون؟
هذا كله يدل على أنكم تريدون إقصاءهم، وفي كل حادثة تبحثون عن حجة ولو كانت واهية مفضوحة يُستحى من ذكرها، فإن مما جربناه عليكم أنكم لا تستحون في التلاعب بعقول وعواطف المسلمين الذين لولا إحسان ظنهم بالحركيين وأنهم أهل دين لما قبلوا كلامهم الواهي .
ألا فليعلم الحزبيون والحركيون أن المسلمين ليسوا أغبياء، لكنهم يحسنون الظن بهم؛ لأنهم أهل دين لا سياسة – في نظرهم -، ولو علموا حقيقة الحال لما استطاعوا خديعتهم .
ومما يدل على تلاعب الحركيين – وهذا هو المثال الثالث –: تشنيع بعضهم – وهم السروريون – على الرافضة، وكم كانوا يعيبون على دولتنا التي كانت تراعي المصالح والمفاسد في التعامل معهم، وفي المقابل تراهم يمجدون منظمة حماس الإخوانية التي انبطحت للرافضة انبطاحاً دينياً مشيناً حتى إن قائدهم للجناح السياسي خالد مشعل زار قبر الخميني وقال: هو الأب الروحي لدعوتنا . وألقى كلمة في إيران أشاد فيها بالرافضة وقال عن الرافضي الكبيرعلي خامنئي: إنه أمير المؤمنين .. الخ
ومن آثار تناقض الحركيين: أن ناصراً العمر استقبل خالد مشعل في منزله ، ورحب به ومجده، واستضاف الشيخ عبدالرحمن البراك وآخرين، وألقى الشيخ البراك كلمة في هذا اللقاء .
فيا من تظهرون عداء الرافضة كيف تستقبلون من انبطح لها وسايرها دينياً، إن دولتنا لم تساير الرافضة ولا غيرهم من أهل البدع الكافرين دينياً، وإنما دنيوياً لمصالح أكبر رأينا آثارها الإيجابية . أما هؤلاء فانبطحوا لهم دينياً، ومع ذلك مجدتموهم، وفي المقابل عبتم على دولتنا ونفرتم منها تعريضاً وتارة تصريحاً .
أليس هذا دليلاً واضحاً على أنهم يعملون لمصالح أحزابهم، لا لدين ربهم .
وعجبي كيف خدعوا رجلاً شاب في الإسلام وتلقى من أهل العلم الكبار وهو الشيخ عبد الرحمن البراك حتى عاضدهم ، وألقى في ذلك اللقاء كلمة. وقد ألقيت درساً مسجلاً عن منظمة حماس وعن هذا اللقاء بعنوان : رسائل إلى حركة حماس الفلسطينية
http://islamancient.com/lectures,item,346.html
وذكرت فيه الشيخ البراك ولقاءه لخالد مشعل، ثم أول ما نزل الشريط المسجل سلمته في يده حتى يعرف خديعة القوم له ، وطلبت منه أنه إذا رأى فيه ملاحظة أن يخبرني، فوعدني باستماعه، لكنه لم يتصل بي بعد، وقد مضى على هذا ما يقرب من ثلاث سنوات، وكم تمنيت من الشيخ عبد الرحمن البراك – وفقه الله لهداه – أن يقوم بواجب الله الشرعي تجاه منظمة حماس التي انبطحت للرافضة .
ومما بلغني مؤخراً أنهم فتحوا حسينية جديدة في غزة، فإن صح الخبر – وليس بعيداً – فهذا نتاج الحزبية السياسية وتسييس الدين تبعاً للمصالح الحزبية لا للمصالح الدينية .
وكم تمنيت ألا يستخف هؤلاء الحركيون الحزبيون، الشيخ عبد الرحمن البراك – وقاه الله شر كل ذي شر – فيراعي في فتاواه وبياناته العامة المصالح والمفاسد الشرعية، وأن يضع يده في أيدي ولاتنا وعلمائنا، وفي مقدمهم الشيخ العلامة المجاهد صالح الفوزان – وفقه الله لهداه – .
أيها الناس: إن الكلام على تلاعب الحزبيين ومكرهم يطول ويطول جداً، لكن اللبيب بالإشارة يفهم، وخير الكلام ما قل ودل، وصدق الله القائل (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) والقائل (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا . وَأَكِيدُ كَيْدًا ) والقائل (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ) وكم أرى حقيقة هذه الآية الأخيرة مع الحزبيين تجاه ولاتنا فهم يمكرون مكر الليل والنهار ، ويتربصون الدوائر ، فإذا بالأمر يرجع عليهم بالخسارة وعلى دولتنا دولة التوحيد والسنة بالنصر .
وآخر ذلك أن الله خيب آمالهم وآمال الرافضة والكافرين بأن لم تكن مظاهرات في دولة الحرمين دولة التوحيد والسنة من أهل السنة، بل وجعل الله عاقبة هذا الأمر خيراً وائتلافاً من العامة على ولاتهم وعلمائهم فاللهم لك الحمد كله .
وأخيراً دعوة وإيقاظ لأهل السنة بالحذر من ألاعيب القوم، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فعوائد الحزبيين في كل فتنة إذكاؤها ونفخ النار فيها، ثم ما إن تنجلي حتى يسعوا للبراءة منها بعدما سقط في أوحالها من اغتر بدعاة الحزبية، ثم لا يستحي أولئك الحركيون من الكذب على الملأ بأنهم أول من بين للناس وحذرهم من تلك الفتنة، والأمثلة واضحة لمن تأمل، والله المستعان.
اللهم إني أسألك بحبك للتوحيد أن تزيد دولة الحرمين السعودية صلاحاً وفلاحاً، وتوفق ولاة أمرها وعلماءها للمزيد من نصرة لمنهج السلف .
اللهم إني أسألك بحبك للتوحيد والسنة أن تعجل بإنزال رحمتك على إخواننا في ليبيا ومصر وتونس واليمن وسوريا والبحرين وجميع بلاد المسلمين، وأن توفقهم وولاة أمرهم لنصرة التوحيد والسنة ورفع راية السلف .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد العزيز بن ريس الريس
المشرف على موقع الإسلام العتيق
http://islamancient.com
27 / 5 / 1432هـ