يقول السائل: تلزم جامعات البنات بأن يكون للطالبة بطاقة شخصية، ويكون فيها صورتها، فما الحكم أن تصور للتسجيل في الجامعة؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: إن دراسة الطالبة في الجامعة حاجة، وهي ما بين أن تكون حاجة دنيوية، أو حاجة دينية، والأصل في تصوير الطالبة والبنت أنه ممنوع شرعًا، لكنه ممنوع من باب سد الذرائع.
والقاعدة الشرعية أن ما مُنِع سدًا للذريعة جاز للمصلحة الراجحة، ذكر هذه القاعدة شيخ الإسلام ابن تيمية كما في “مجموع الفتاوى”، وذكرها ابن القيم في كتابه “إعلام الموقعين”.
فإذا كان كذلك فتصوير البنت لأجل الدراسة جائز – والله أعلم- للمصلحة الراجحة.
لكن أنبه إلى أنها عند تصويرها لا تخرج إلا وجهها، وتستر شعرها، وأنها لا تتجمل إلى غير ذلك.
ومما أريد أن أنبه عليه أن هناك بنات كثيرات تساهلن في أمر التصوير، حتى شاع هذا وانتشر في سناب شات وغيره، ويتساهلن في تصوير حالهن، وأن يُنشَر بين زميلاتهن وأقاربهن إلى غير ذلك.
وغالبًا إذا صورت فإنها تصور على هيئتها بين محارمها، بحيث يكون قد أخرجت وجهها وشعرها ويديها وشيئًا من صدرها إلى غير ذلك، فمثل هذا خطير، ويجب على ولاة الأمور أن يحذروا بناتهم من مثل هذا، ويجب على الأمهات أن تنتبه للبنات.
فإن تصوير هذه الصور ونشرها بالسناب عرضة إلى انتشارها، وأن تقع في يد من لا يجوز النظر إلى مثل هذه الصورة، ويترتب على ذلك مفاسد عظيمة.
فلذا يجب على الوالدين أن يتقوا الله، وأن يحذروا البنات من مثل هذا، ويجب على البنت أن تكون عاقلة ديِّنَةً، وأن تخشى الله، وأن تتقي الله، فقد تكون بعض الصور سببًا لفسادها، ولفساد دنياها، أسأل الله أن يعافينا وإياكم، وأن يحفظ بناتنا وبنات المسلمين أجمعين، إنه هو الرحمن الرحيم.