يقول السائل: أعمل إمامًا – ولله الحمد- وأصلي بالناس التراويح، ولكنهم دائماً يطلبون السرعة والعجلة حتى ذهب الخشوع، فكيف أصنع؟ أنا لا أحس بلذة القيام لهذا السبب؟ حتى صار الناس يذهبون إلى مساجد أخرى، ثم ما الضابط في صلاة التراويح؟ وما الحد الأدنى في القراءة والدعاء في الوتر؟
يقال جوابًا عن هذا السؤال: إن مَن طاوع الناس فيما يخالفُ الشرعَ سواء تحريمًا أو استحبابًا؛ فإن هذا خطأ شرعًا، ونحن مأمورون أن نقوِّم الناس، وأن نرُدَّهم إلى شرع الله، لا أن نُطاوِعَهم، وأن نترُك شرع الله لهم.
والمستحبُّ في القيام أن يصلِّي بقدر أن يستطيع أن يختم القرآن في رمضان على أقل تقدير ختمة، فإذا قسَّم قيامه على مثل هذا؛ فإن هذا القيام قيام مشروع، وكُلُّما استطاع أن يُطِيل أكثر، وجماعةُ المسجد راغبون، هذا أفضل وأفضل، لكن أقل الكمال هو أن يصلي بمقدار يستطيع فيه أن يختم القرآن في رمضان ختمة، وإذا كان جماعة المسجد يريدون العجلة، فيحاول أن يعظهم، وأن يعلِّمهم، وأن يرغِّبهم رويدًا رويدًا، حتى يشرحَ اللهُ صدورَهم، ومن لم يرضَ فله أن يصلى في المسجد الآخر، أسأل الله أن يجمع القلوب على الهدى.
ومن الخطأ الشائع عند كثير من المصلين: إنهم في صلاة التراويح أنهم يقصرون الصلاة ويستعجلون فيها، لكن إذا جاء الدعاء والقنوت أطالوا، وهذا خلاف السنة.
فيبغي أن يدعو بجوامع الأدعية، وأن لا يكون الدعاءُ مرتَّلًا، بل يدعو دعاء من غير ترتيل؛ فإن الترتيل خاصٌ بالقرآن.
وألا يجعل دعاءه وقنوته موعظة، بعضهم يجعل الدعاء والقنوت موعظة، وطريقة لجلب قلوب الناس وترقيقها، وهذا خطأ، بل يكون المقصود من الدعاء هو الدعاء نفسه، وأن يدعو بجوامع الأدعية حتى يستجيب الله بكَرَمِه، وهو أرحم الراحمين.