يقول السائل: أريد أستفسر حول الجمع بين العصر والجمعة؟
يُقَالُ جوابًا عن هذا السؤال: أصحُّ قولَي أهل العلم – والله أعلم-: أنه لا يُجمَع بين الجمعة والعصر، كما ذهب إلى ذلك الحنابلة في قولٍ عندهم.
والسبب في ذلك: أنه لم يثبت الجمع عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الجمعة والعصر، ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه جمع بين الظهر والعصر، لكن لم يثبت أنه جمع بين الجمعة والعصر؛ والجمع عبادةٌ، لا تُفعَل إلا فيما ثبت فيه الدليل، فكما لا يُجمَع- وأرجو أن ينتبه إلى هذا- بين العصر والمغرب؛ لأن مثل هذا لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكذلك لا يُجمَع بين العصر والجمعة؛ لأن مثل هذا لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فإن قال قائل: قد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه جمع بين الظهر والعصر، كما في حديث ابن عباس وغيره، فعلى هذا يكون للجمعة أحكام الظهر.
فيقال: هذا فيه نظر، وقد بيَّن ابن القيم رحمه الله تعالى أوجُهًا في مفارقة الجمعة عن الظهر، وأن بينهما فرقًا، فلا يقال ما ثبت في الجمعة فهو يثبت في الظهر.
فإذا تبيَّن هذا، ولما لم يثبت عن رسول -صلى الله عليه وسلم- أنه جمع بين الجمعة والعصر، فيقال إذًا: لا يصح الجمع بينهما.
والجمع بين الظهر والعصر لا يدل على جواز الجمع بين الجمعة والعصر للمغايرة بين أحكام الجمعة والظهر على ما تقدم بيانه.
أسأل الذي لا إله إلا هو أن يعلِّمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، وجزاكم الله خيرًا.