هل هذه العبارة الصحيحة, وهى: قال الله على لسان رسوله, أو قال حاكيا, أو قال عبارة، وما هو الصحيح؟
يقال جوابا على هذا السؤال: قول القائل: قال الله على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا جائز.
ويدل لذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي موسى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما شاء)).
وقال أبو موسى رضي الله عنه كما في مسلم: ((قال الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم)):
فإذن قول القائل: قال الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم جائز.
أما قول القائل: قال الله حكاية, أو قال الله عبارة، هذا المتكلم له حالان:
الحال الأولى: أن يكون أشعريا أو كلابيا, أو ممن هو مشكوك في حاله.
فمثل هذا لا يقبل منه هذا الكلام؛ لأنه قد يكون قال هذا القول لاعتقاده عدم إثبات الكلام اللفظي، وإنما يثبت الكلام النفسي، ويجعل الكلام المتلفظ به حكاية, أو عبارة عن كلام الله.
فمثل هذا لا يصح أن يقال لاعتقاده الفاسد, أو أن يكون مشكوكا فيه، فقوله لمثل هذا قد يكون فرارا من إثبات معتقد أهل السنة من أن الكلام نفسي ولفظي، وأن الكلام اللفظي هو كلام الله سبحانه وتعالى.
أما الحال الثانية: أن يكون المتكلم ممن اعتقاده اعتقاد سلفي ومن أهل السنة، فمثل هذا إذا تكلم بهذه العبارة, تكلم بهذا اللفظ، وهو قوله: حكاية, أو عبارة فجائز، وهو مرادف لهذا المعنى لقول: على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ما تقدم بيانه.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلمنا ما ينفعنا, وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا