هل ثبت أن النبي –صلى الله عليه وسلم– كان يُكَبِّر ويرفع يديه وهو جالس قبل القيام للركعة الثالثة؟
يُقال: قد جاءت أحاديث برفع اليدين بالتكبير في كل خفض ورفع، وجاءت أحاديث في أربعة مواضع: أي: عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع من الركوع، وعند القيام من التشهد الأول إلى الركعة الثالثة، وجاءت أحاديث ب في ثلاثة مواضع: الموضع الأول عند تكبيرة الإحرام، والموضع الثاني عند تكبيرة الركوع، والموضع الثالث عند تكبيرة الرفع منه.
وأصح هذه الأحاديث وأشهرها والله أعلم هو التكبير في المواضع الثلاث، وهو الذي عليه جمهور أهل العلم، وقد بحث هذا ابن رجب –رحمه الله تعالى– في “فتح الباري”، وبين أن في بقية الأحاديث اضطرابًا، وأن أصحها وهو التكبير في المواضع الثلاث، وبذلك جاء حديث ابن عمر –رضي الله عنه– وحديث مالك بن الحويرث، فالروايات عن ابن عمر تكاثرت وفيها اضطراب، لكن أصحها التكبير في المواضع الثلاث، وقوّى ذلك أن مالك بن الحويرث نقل ذلك عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– كما أخرجه مسلم، وهذا القول الذي عليه جماهير أهل العلم.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يُعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا