أنا من الأردن، وأشكو إلى الله ثم إليكم القول يا أهل السنة: عندنا من عدوان الأشعري سعيد فودة عليهم وعلى أئمة السنة، إلى آخر قوله أنه يطلب مناظرتهم ولم يناظروه، وأنه قال في شيخ الإسلام ما قال من التدليس، …إلخ.
أولًا يا أخي: اعلم أن الأشاعرة عمومًا وخصوصًا فيهم من الضعف في الحجة ما الله به عليم؛ لأنهم متناقضون، وكل طائفة متناقضة فإنها ضعيفة الحجة للغاية، ليس عندهم ضابط لا شرعي ولا عقلي في التفريق بين الصفات التي أثبتوها والصفات التي نفوها؛ لذا ردود أهل السنة عليهم قوية للغاية، وهم من أضعف الطوائف؛ لأنهم متناقضون في كل أبواب الاعتقاد كالكرامات، والرؤية، والإيمان، وعقيدة الكسب، والاقتصار على إثبات الصفات السبعة أو الثمان، إلى غير ذلك مما عندهم.
وقد قرأت لسعيد فودة بعض الأشياء، ورأيته من أضعفهم، ومن أهزلهم علميًّا، لكنه يحاول أن يضخِّم ما عنده بعبارات المتكلمين وغير ذلك، ورأيته لا يفهم كلام شيخ الإسلام، أو أنه يفهمه لكنه يكذب عليه ليشنع على شيخ الإسلام، وكلاهما مران، سواء إذا لم يفهم وادعى أنه صاحب علم، أو فهم ولبَّس ودلَّس.
وأنا لا أنصح أهل السنة أن يناظروا هذا الهزيل الضعيف ولا غيره ممن ليس لهم ذكر ولا مكانة، وأرى أن يُهَمَّشوا، فأنا أعرف أن مكانته في الأردن ضعيفة للغاية، وإن كان له أتباع، وهذا ليس غريبًا، فإن بعض الشباب الأردنيين أشاعرة قبل ما يأتي سعيد فودة، وإنما حمسهم، لكن الغلبة والانتشار العلمي في مملكة الأردن –أعزها الله بالتوحيد والسنة– هو للسلفيين والحمد لله.
لذا أنصح إخواني والمشايخ هناك ألا يناظروه، بل يتجاهلوه.
والذي أظنه –والله أعلم– أن الذي رفع السقاف الجهمي الهالك المعروف هو مناظرة بعض أهل السنة له، فأنصح إخواني وبشدة ألا يلتفتوا إليه.
لكن ليس هناك مانع أن يُرد على شبهاته من غير ذكر اسمه، وفيما أظن أن هذا فُـعِـل، أسأل الله أن يعز السنة، وأن يجعلنا وإياكم من أنصارها، وأن يهلك أهل البدع كسعيد فودة وغيره بقوته هو القوي العزيز، وجزاكم الله خيرًا.