يقول السائل: ما حكم قول:
ما قلت يومًا يا محمدُ شاديًا … إلا سموت وهلَّت الأضواءُ ؟
الجواب:
يقال: إن في هذا البيت دعاءَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ميت، كما قال سبحانه: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ [آل عمران: 144].
ونبينا -صلى الله عليه وسلم- ميت، والأموات لا يجوز دعاهم من دون الله، ودعاء الأموات شرك أكبر، كما قال سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)﴾ [فاطر: 13-14].
فهذه الآية صريحة في تسمية دعاء غير الله من الأموات شركًا، لذا قال: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)﴾، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الأعراف: 194].
إذن قول القائل مناديًا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رافعًا صوته ومنشدا، فإن هذا من الشرك، وقد رتَّب على هذا السمو فقال: (إلا سموت وهلَّت الأضواء)، فينبغي أن يُحذر من نشر هذا البيت، وقد بلغني أن بعضهم ينشره في ليلة الجمعة ليحث الناس على أن يُصلوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا خطأ ولا يجوز، بل هو نشرٌ للشرك -عافاني الله وإياكم-.