يقول السائل: رجلٌ تزوج من امرأة وله منها أولاد، ثم تزوج أخرى ولم ينجب منها، توفي وترك ورثةً، فما نصيب المرأة الأخرى التي ليس لها أولاد؟
الجواب:
إذا كان للزوج أولادٌ فإن نصيب أزواجه سواء كانت واحدة أو أكثر، فإن نصيبهن الثمن، كما قال تعالى: ﴿ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ ﴾ [النساء: 12] وقد أجمع العلماء على ذلك، حكى الإجماع جماعة منهم ابن قدامة -رحمه الله تعالى- في كتابه (المغني).
والنظر في هذا إلى الزوج، فبمجرد أن عنده أولادًا فإنها تأخذ الثمن، ولو كان الأولاد من امرأة أخرى، فعلى هذا نصيب المرأة الثمن.
وأنبه إلى أنه في أمثال هذه المسائل إذا كان السائل في بلد إسلامي يحكم بشرع الله في هذه المسائل فالأحسن في مسائل الإرث والفرائض العملي أن يُرجع إلى القضاء، أو أن يجتمع الورثة عند من يثقون به ويتحاكمون إليه إذا كانوا ببلد غير إسلامي أو لا يحكم بشرع الله في أمثال هذه المسائل حتى تُضبط هذه المسائل ولا يحصل فيها التباس -والله أعلم-.
يقول السائل: ما حكم افتتاح المجموعات العائلية في الواتس وغيرها من الوسائل الاجتماعية، وفيها رجال ونساء، والغرض من تلك المجموعات نشر الأخبار وما يتعلق بالعائلة وبصلة الأرحام، ومثل الولائم وعقد النكاح …إلخ.
الجواب:
الأصل في هذا الجواز، كأن يجتمع الأقارب ولو كان الرجل غير ذي محرم كأن تجتمع عائلة وفيهم نساء ورجال غير محارم، كأن يوجد الجد والجدة ويوجد أولادهم من ذكور وإناث، وأولاد أولادهم، ومعلوم أن أولاد الأولاد ليس بعضهم محرمًا للآخر، فهذا جائز وليس فيه خلوة، لكن لابد أن يُضبط بالضوابط الشرعية من الستر وعدم الضحك، وعدم التوسع في الكلام بين غير المحارم، هذا في الاجتماعات العامة، وفي مجموعات الواتس لابد أن يُضبط هذا بالضوابط الشريعة وبعدم حصول توسع في الخطاب لغير المحارم وأن يُضبط هذا الأمر ولا يُتساهل فيه، فإن الشيطان حريص على إضلال بني آدم على أن يفتنهم.
فقد روى الإمام مسلم من حديث أبي سعيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «اتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء».
وروى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء».
فأوصي الرجال والنساء والشباب والشابات أن يحذروا من مثل هذا، وهذا ليس خاصًا بمجموعات الواتس وغيرها، بل في تويتر وفي الفيسبوك وغير ذلك من وسائل التواصل، أحذرهم غاية الحذر أن يتساهلوا وأن يتوسعوا، فالأصل ألا يتواصلوا وإذا احتاجوا إلى التواصل بأن يكون بينهم أقارب أن يُضبط، أما بدون قرابة وأن يرى الرجل المرأة تكتب أو العكس في وسائل التواصل كتويتر والفيسبوك ثم يحصل تواصل بينهم باسم الدعوة، ويتوسع في مثل هذا، فينبغي الحذر غاية الحذر، فإن الشيطان يفتح أبواب خير ليُوقع في باب الشر.
ومما ذكر بعض أهل العلم أن الشيطان إذا أراد أن يفتح بابًا من أبواب الشر فتح تسعة وتسعين بابًا من أبواب الخير، يُدخلهم من هذا الباب ويُخرجهم من هذا الباب، حتى يُوقعه في الباب المائة باب الشر، أسأل الله يُعيذنا وإياكم.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.