ليس في أصل الأذان زيادة: “أشهد أن علياً ولي الله”عند أهل البيت عليهم السلام.
(الكذب على أهل البيت)
سعى أعداء الإسلام لتمزيق وحدة المسلمين وبث الفرقة بينهم، وتستروا بستار أهل البيت، وأظهروا حبهم، فاختلقوا الأحاديث الكثيرة ونسبوها إلى أهل البيت كذبا وزورا ليمزقوا وحدة المسلمين.
عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إنا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، وكان الذي يكذب عليه، ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب، عبد الله ابن سبأ لعنه الله. كتاب رجال الكشي ص70
(التحذير من البدع)
حذر أهل البيت من البدع والزيادة على أحكام الإسلام ، فالإسلام كامل قد أتمه الله ولا يحتاج إلى زيادة من البشر قال تعالى : ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ﴾
عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام قالا: كل بدعة ضلالة وكل ضلالة سبيلها إلى النار . كتاب الكافي للكليني 1/ 56
وقال علي عليه السلام: ما أحد ابتدع بدعة إلا ترك بها سنة. الكافي 1/ 58
(الكتب الأربعة أو المراجع عند الشيعة لم تذكر الشهادة الثالثة عن أهل البيت)
1- كتاب الكافي:
أخرج الشيخ الكليني في مصنفه “الكافي” أكثر من ثلاثين رواية متعلقة في باب الأذان والإقامة، وبعض الروايات تحدثت عن كيفية وصفة الأذان، ولم يكن في هذه الروايات ما يشير إلى وجود الشهادة الثالثة في الأذان أو في الإقامة.
2- كتاب التهذيب: للشيخ الطوسي:
ذكر الطوسي في مصنفه في باب الأذان والإقامة أكثر من سبعين رواية تدور حول الأذان والإقامة، ومنها ما ذكرت كيفية وصفة الأذان والإقامة، ولم يرد في تلك الروايات على كثرتها ذكر الشهادة الثالثة، مما يدل أنها زيادة من البشر .
3- كتاب الاستبصار: للشيخ الطوسي:
ذكر في كتابه في باب الأذان والإقامة أكثر من أربعين رواية عن أهل البيت تدور حول الأذان والإقامة، ومنها ما ذكرت كيفية وصفة الأذان والإقامة، ولم يرد في تلك الروايات ذكر الشهادة الثالثة، مما يدل أنها زيادة من البشر .
4- كتاب من لا يحضره الفقية للشيخ الصدوق:
ذكر في كتابه في باب الأذان والإقامة أكثر من خمسين رواية، وبعض الروايات تحدثت عن كيفية صفة الأذان والإقامة غير أنّ هذه الروايات لم يتم ذكر الشهادة الثالثة فيها مما يدل على أنها زيادة من البشر .
قال ابن بابويه القمي الملقب بالشيخ الصدوق وهو محدث كبير عند الشيعة في القرن الرابع:
أشهد أن عليا ولي الله مرتين، ومنهم من روى بدل أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقاً مرتين، ولا شك في أن علياً ولي الله وأنه أمير المؤمنين حقاً … لكن ليس في أصل الأذان، وإنما ذكرتُ ذلك ليعرف بهذه الزيادة المتهمون بالتفويض المدلسون في جملتنا. كتاب من لا يحضره الفقيه 1 /291
قال ابن بابويه القمي: وفيما ذكره الفضل بن شاذان من العلل عن الرضا عليه السلام أنه قال: إنما أمر الناس بالأذان لعلل كثيرة منها: أن يكون تذكيرا للناسي وتنبيها للغافل وتعريفا لمن جهل الوقت واشتغل عنه، ويكون المؤذن بذلك داعيا لعبادة الخالق ومرغبا فيها ومقراً له بالتوحيد مجاهرا بالإيمان ومعلنا بالإسلام …وإنما بدئ فيه بالتكبير وختم بالتهليل لأن الله عز وجل أراد أن يكون الابتداء بذكره واسمه واسم الله في التكبير في أول الحرف وفي التهليل في آخره…. وجعل بعد التكبير الشهادتان لأن الأول الإيمان وهو التوحيد والإقرار لله تبارك وتعالى بالوحدانية والثاني الإقرار للرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة وأن طاعتهما ومعرفتهما مقرونتان ولأن أصل الإيمان إنما هو الشهادتان فجُعل شهادتين شهادتين كما جعل في سائر الحقوق شاهدان فإذا أقر العبد لله عز وجل بالوحدانية وأقر للرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة فقد أقر بجملة الإيمان لأن أصل الإيمان إنما هو بالله وبرسوله وإنما جعل بعد الشهادتين الدعاء إلى الصلاة …. كتاب من لا يحضره الفقيه 1/ 299
قلتُ: فالرضا عليه السلام حينما ذكر علل الأذان ذكر الشهادتين وهذا يدل دلالة واضحة أنه لا شهادة ثالثة في الأذان، وأن هذا هو المعلوم والمقرر والمشروع عندهم في صفة الأذان، وما زاد عليه فلا يجوز لأنها محدثة أحدثها الغلاة من المفوضة كما نص ذلك الشيخ الصدوق.
وقد نقل الحر العاملي كلام الصدوق وهذا نصه: والمفوضة لعنهم الله قد وضعوا أخباراً وزادوا بها في الأذان محمد وآل محمد خير البرية مرتين، وفي بعض روياتهم بعد أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن علياً ولي الله مرتين ومنهم من روى بدل ذلك أشهد أن علياً أمير المؤمنين حقاً مرتين ولا شك أن علياً ولي الله وأنه أمير المؤمنين حقاً وأن محمداً وآله خير البرية ولكن ذلك ليس في أصل الأذان. كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي 5/ 422
كتاب تهذيب الأحكام لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المعروف بالشيخ الطوسي أحد أبرز علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري.
لم يذكر الطوسي شيخ الطائفة في كتابه تهذيب الأحكام رواية واحدة في باب الأذان أشهد أن علياً ولي الله، وإنما ذكر في كتابه في باب الأذان عن كليب الأسدي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه حكى له ما الأذان ؟ فقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله حي على الصلاة حيى على الصلاة …الخ. كتاب تهديب الأحكام 2/ 61 ولم تذكر الرواية أشهد أن عليا ولي الله وإنما أحدثها المفوضة كما ذكر ذلك القمي.
عن المُعلي بن خنيْس قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يؤذن فقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله حي على الصلاة حيى على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح حتى فرغ من الأذان. 2/ 61
ولم يذكر أشهد أن علياً ولي الله وهذه زيادة في الأذان أحدثها الغلاة والجهلة.
كتاب الاستبصار فيما اختلف من الأخبار هو كتاب جامع للأحاديث، وهو أحد الكتب الأربعة الشيعية، تأليف أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المعروف بشيخ الطائفة.
ذكر صاحب هذا الكتاب عدد الفصول والكلمات في الأذان ولم يذكر شهادة أن عليا ولي الله أو أمير المؤمنين في الأذان وإنما أحدثه المفوضة كما أشار إلى ذلك القمي.
عن عبدالله بن سنان قال: سألتُ أبا عبدالله عليه السلام عن الأذان فقال: تقول الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله حي على الصلاة حيى على الصلاة …الخ. كتاب الاستبصار للطوسي 1/ 305
باب كيفية الأذان والإقامة :
عن موسى بن جعفر عن آبائه عن علي عليه السلام في حديث تفسير الأذان أنه قال فيه: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله حي على الصلاة حيى على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله لا إله إلا الله. كتاب وسائل الشيعة 5/ 421
وفي رواية توافق ما عند أهل السنة
وقال في آخره -الأذان- لا إله إلا الله مرة. ذكرها الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة 5/ 421
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.