يقول السائل: هل يلزم أن أنوي عند كل عمل الخير؟
الجواب:
الأعمال التي يُتعبَّد بها من حيث الجملة أقسام ثلاثة -والله أعلم-:
– القسم الأول: عبادات في نفسها، لا تُتصور إلا أن تكون عبادة، كالصلاة والزكاة والصوم، ونحو ذلك، فهذه لا تصح إلا أن تكون عبادة، ولا تكون عبادة إلا بنية، فمثل هذه النية شرطٌ فيها، لما ثبت في الصحيحين عن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى».
وكثير من هذه العبادات يذكرها العلماء ويذكرون أن شرط النية شرط فيها بالإجماع.
– القسم الثاني: أعمال تأتي تعبدية وغير تعبدية، كبر الوالدين، وصلة الأرحام، وإكرام الضيف، ونحو ذلك، فهذه لا ثواب فيها إلا بنية، كما قال تعالى: ﴿ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى ﴾ [الليل: 20] ولو فعله بلا نية لا يأثم، لكن لا يُثاب.
مع التنبُّه إلى أمرين:
الأمر الأول: من القواعد الشرعية: لا ثواب إلا بنية. وهذا بالإجماع كما حكاه ابن نجيم، وحكاه غيره، لقوله تعالى: ﴿ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى ﴾ [الليل: 20] ولغير ذلك من الآيات.
الأمر الثاني: لا يُشترط النية المُفردة عند كل فعل، أحيانًا يأتي العبد بالنية الإجمالية فتكفي، فإذا جدد النية كان أكثر أجرًا -والله أعلم-.
– القسم الثالث: ما لا يُتعبَّد به في نفسه، وإنما يُستعان به على عبادة، كالنوم، وكالأكل والشرب، ونحو ذلك، فهذه يُثاب فيها إذا فعلها بنية الاستعانة بها على طاعة الله. وقد قرر هذا ابن تيمية كما في (مجموع الفتاوى) وابن القيم في كتابه (أعلام الموقعين) لما ثبت عند معاذ في البخاري: “إني لأحتسب على الله نومتي كما أحتسب عليه قومتي”.
ولما روى البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنك لن تُنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها، حتى ما تجعل في فيِّ امرأتك». -والله أعلم-.