الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين المبعوث بالهدى والنور والحق المبين وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،
فقد قامت قناة الإخبارية السعودية وللأسف الشديد والعَجب الأكيد من عمل فقرة عن جماعات الصحوة التي نشأت في المملكة ومؤسسيها وفي أثناء التقرير زجت بمصطلحات حق وهدى قامت منذ قرون الاسلام الأولى المفضلة وساقت هذه المصطلحات بإسلوب يشعر المستمع بالذم والنقص والاتهام بالباطل وخلطت في تقريرها بين الحق والضلال وكعادة أهل الإعلام والتلفزة في خلطهم للأوراق وتلبيسهم على الناس إما جهلا أو عمدا فلا يميزون بين الأمور التي هي خير وحق والأمور التي هي غي وضلال!!، وإني لأعجب من قناة لا تتحرى الدقة في كلامها ولا الانصاف في تقريها ولم تستشر فيه أهل العلم وهم بحمد الله متوافرون وعلى رأسهم هيئة كبار العلماء ووزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية في مسائل تتعلق بمثل هذه الأمور التي يعرفها أهل العلم بل صغار طلاب العلم الذين كان لهم سابقة الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في الكشف عن الجماعات الحزبية الإخوانية الصحوية وبيان ضلالها وانحرافها وخطرها على المجتمع والدولة!! ،فهل هذا إلا غايةٌ في عدم المهنية الإعلامية.
ومن ذلك قول صاحب التقرير في تقريره على القناة عن الجماعات التي خرجت من عباءة جماعة الإخوان فرع القطبية : “جماعة أهل الحديث وشيخها ناصر الدين الألباني ومنها نشأت الجماعة السلفية المحتسبة”
فأقول:
أولاً : مصطلح أهل الحديث مصطلح شريف كريم ينتسب أهله إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم القائمون به رواية ودراية وعملا واتباعا وعلما واعتقادا ،وهم الوحيدون في الدنيا الذين ينتسبون إليه لأنهم أعظم الناس عناية به وحفظاً له وتفقهاً فيه وفهما لمعانيه والإشتغال بروايته وتدوينه وتمييز صحيحه من سقيمه والذب عنه والتفتيش عن نقلته وتعديل من يستحق التعديل وجرح من يستحق الجرح ،كل هذا حماية وصيانة لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وسنته وخصوصا بعد انتشار كثرة الكذب عليه.
وهؤلاء هم أيضا أهل السنة والجماعة العاملين بها والقائمين عليها والناصرين لها والداعين إليها منذ صدر الإسلام الأول وهم أيضا السلفيون الذي يسيرون على نهج سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان من القرون الثلاثة المفضلة عقيدة وعملا ،فلا يعيبهم هذا ولا ينقص قدرهم بل هو مما امتازوا به عن سائر فرق الضلالة والبدع المنتسبة للإسلام فإنهم هم أهل الحق وغيرهم أهل باطل ،وهم الفرقة الناجية التي نجت من البدع وتنجوا من النار في الآخرة بإذن الله عز وجل وغيرهم فرقٌ هالكة متوعدة بالنار ،وهم الطائفة المنصورة وغيرهم من طوائف البدع مخذولةٌ مدحورةٌ ففي الحديث المتفق عليه قال صلى الله عليه وسلم : (لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ) وفي رواية لمسلم (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ) ،فهذه مسميات لحقيقة واحدة ولجماعة واحدة وهم جماعة وفرقة أهل السنة والجماعة أهل الحديث وأهل الأثر في كل مكان وزمان ، قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث في بيان الطائفة المنصورة : وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم، قال عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث. قلت( أي النووي) : ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ومنهم أهل أنواع أخرى ولا يلزم أن يكون مجتمعين بل قد يكونوا متفرقين في أقطار الأرض.اهـ
وقال الإمام ابن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية السابق : الفرقة الناجية هي الطائفة المنصورة، وصفاتها اتباع السلف والسير على منهج الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم وأتباعهم بإحسان، وهم المذكورون في قوله جل وعلا: [وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ] فالفرقة الناجية هي التي تبعت الرسول ﷺ وسارت على نهجه ونهج أصحابه حتى الموت، وهم الطائفة المنصورة وهم السلف الصالح وهم أهل السنة والجماعة كلها عبارات عن فرقة واحدة، الفرقة الناجية، ويقال: الطائفة المنصورة، ويقال: السلف الصالح وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم، ويقال: أهل السنة والجماعة وهم أصحاب النبي ﷺ وأتباعهم، ولكن رأسهم العلماء رأسهم هم أئمة الحديث وأئمة العلم هم رأسهم وهم أئمتهم، ولهذا قال بعض السلف لما سئل عن الطائفة المنصورة؟ قال: هم أهل الحديث، وقال: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم؟! مقصوده أن أهل الحديث هم في القمة، يعني: هم الأئمة في هذه الطائفة وهم القمة وهم الأساس والعامة والأميون تبع لهم، العامة والأميون تبع لهم من سار على نهجهم فهو منهم وإن كان عاميًا، ما دام سار على منهج السلف واستقام على دين الله فهو من الطائفة المنصورة وإن كان عامياً ليس بعالم فهو تابع لهم وداخل في جملتهم، ولهم ما وعدوا به. اهـ.
ويقول الإمام أبو عثمان الصابوني : ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد وهو أصحاب الحديث، وأهل السنة لا تلحقهم هذه الأسماء الذميمة، ولا يلحقهم إلا اسم واحد وهو أصحاب الحديث، أو أهل السنة والجماعة، أو أهل الحق، أو أهل الاستقامة. اهـ.
قال الإمام اللالكائي : ثم كل من اعتقد مذهبًا فإلى صاحب مقالته التي أحدثها ينسب، وإلى رأيه يستند إلا أصحاب الحديث، فإن صاحب مقالتهم رسول الله ﷺ فهم إليه ينتسبون، وإلى علمه يستندون، وبه يستدلون، وإليه يفزعون، وبرأيه يقتدون، وبذلك يفتخرون، وعلى أعداء سنته بقربهم منه يصولون ، فمن يوازيهم في شرف الذكر؟ ويباهيهم في ساحة الفخر ، وعلو الاسم؟!! أصول اعتقاد أهل السنة ١ /٣٢
قال الإمام السمعاني : غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَبَى أَنْ يَكُونَ الْحَقُّ وَالْعَقِيدَةُ الصَّحِيحَةُ إِلَّا مَعَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالْآثَارِ لِأَنَّهُمْ أَخَذُوا دِينَهُمْ وَعَقَائِدَهُمْ خَلَفًا عَنْ سَلَفٍ، وَقَرْنًا عَنْ قَرْنٍ إِلَى أَنِ انْتَهَوْا إِلَى التَّابِعِينَ وَأَخَذَهُ التَّابِعُونَ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَخَذَهُ الصَّحَابَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَا طَرِيقَ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النَّاسَ مِنَ الدِّينِ الْمُسْتَقِيمِ وَالصِّرَاطِ الْقَوِيمِ إِلَّا هَذَا الطَّرِيقُ الَّذِي سَلَكَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ.
الانتصار لأصحاب الحديث ص ٤٤
قال الامام محمد بن جرير الطبري:
عليكَ بأصحاب الحديث فإنهم …على نَهج للدِّين لا زال معلمَا وما الدين إلا في الحديث وأهله …إذا ما دَجى الليل البهيمُ وأَظْلَمَا
وأعلى البرايا مَن إلى السنن اعتزَى …وأغوى البرايا مَن إلى البِدَع انْتَمَى
ومَن ترك الآثار ضلَّل سعيَه… وهل يَترُك الآثارَ من كان مُسلِمَا
قال الامام أحمد :
دين النبي محمد آثار … نعم المطية للفتى الأخبار
لا تغفلن عن الحديث وأهله … فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما غلط الفتى سبل الهدى … والشمس بازغة لها أنوار
ومما سبق يعلم أيضا أنه لا محذور في اطلاق مصطلح السلف والسلفية والانتساب إليها للتعريف لا للتزكية بأن يعتقد ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان من العقيدة الصافية الخالية من شوائب البدع والإحداث قال تعالى : (وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَـٰجِرِینَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَـٰنࣲ رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُ) وقال تعالى : (فَإِنۡ ءَامَنُوا۟ بِمِثۡلِ مَاۤ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَوا۟ۖ وَّإِن تَوَلَّوۡا۟ فَإِنَّمَا هُمۡ فِی شِقَاقࣲۖ فَسَیَكۡفِیكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ) ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية قال : ما أنا عليه وأصحابي. رواه الترمذي وحسنه الألباني
وقال صلى الله عليه وسلم : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. متفق عليه
وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ” لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا.” مجموع الفتاوى ٤/ ١٤٩
وقال السفاريني : المراد بمذهب السلف : ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وأعيان التابعين لهم بإحسان وأتباعهم وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة وعرف عظم شأنه في الدينوتلقى الناس كلامهم خلفا عن سلف. لوامع الأنوار ١ / ٢٠
ثانيا : الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب الذي تحالف مع الإمام محمد بن سعود رحمهم الله وأسسوا هذه الدولة العظيمة كانوا من رؤوس أهل الحديث أهل السنة السلفيين السائرين على نهج سلف الأمة وقد قال الإمام المجدد بنفسه: عقيدتي وديني الذي أدين الله به ، هو مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة. اهـ.
وقال في رسالته لأهل القصيم : أشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية ،أهل السنة والجماعة.
وهكذا سائر أئمة الدعوة النجدية السلفية من العلماء والأمراء على هذا المنهج السلفي وهذه العقيدة السلفية عقيدة أهل الحديث والسنة.
قال الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود رحمه الله تعالى : (نحن مقلدون الكتاب والسنة وصالح سلف الأمة وما عليه الاعتماد، من أقوال الأئمة الأربعة: أبى حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس، وأحمد بن حنبل، رحمهم الله تعالى…). الدرر السنية ١/ ٩٧
وقال الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه في خطابه الشهير الذي ألقاه في منى يوم عيد الأضحى من حج عام ١٣٦٥هـ: (يقولون إننا (وهابية) والحقيقة أننا سلفيون محافظون على ديننا، ونتبع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس بيننا وبين المسلمين إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم..). وقال في الخطاب نفسه: (إنني رجلٌ سلفي!، وعقيدتي هي السلفية! التي أمشي بمقتضاها على الكتاب والسنة..).
ثالثا : ينبغي أن يعلم أنه لا يضر مصطلح أهل الحديث أو مصطلح أهل السنة أو مصطلح السلفية انتساب بعض أهل الباطل والغلو إليهم لأن كل إنسان تدل عليه أعماله وأقواله وتبين صحة منهجه وطريقته ومدى استقامته فمن كانت أعماله وأقواله مخالفة لكتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف الأمة فهو من أهل الباطل وإن انتسب إلى مصطلحات وأسماء شريفة ،ولا يضرها انتسابهم إليها كما أنه لا يضر الإسلام انتساب فرق الخوارج والباطنية والقدرية والإخوان المسلمين إليه ، وهذه المصطلحات والأسماء الشريفة إنما احتاج أهل العلم إلى اطلاقها في أول الأمر ليمتازوا عن أهل الباطل من الفرق التي حدثت في صدر الاسلام ولما وقعت الفتن وكثرت المقالات البدعية وانتسب إليها أهلها ودعوا الناس لها كان على أهل الحق أهل السنة لزاما بيان السنة وأهلها ونبذ الباطل والتحذير منه كي يعرف الناس جميعا الحق وأهله وحملة العلم المقتدى بهم ،فيلتزموا به ويسيروا عليه ويكونوا مع أهل السنة أهل الحديث في العقيدة والعمل ويحذروا أهل الباطل ويجتنبوهم ،ولهذا أضحت هذه المصطلحات والمسميات الشريفة تدل على من حافظ على العقيدة الصحيحة والمنهج السليم الخالي من شوائب البدع والمحدثات طبقا لفهم أهل الصدر الأول من الإسلام.
روى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن سيرين رحمه الله أنه قال: “لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم”.
وعلى هذا الأساس فإن الناظر إلى كل من انتسب إلى مصطلح أهل الحديث أو السلفية ينبغي عليه أن يعلم إن كان المنتسب قد خالف الأوائل في شيء من عقيدتهم وعملهم فإنه يكون كاذبا في دعواه ينبغي التحذير منه ومنابذته كأن يقال “السلفية المحتسبة أو السلفية الجهادية” أو غير ذلك من المصطلحات التي أنشأها دعاة الباطل ليلبسوا على الناس أمر دينهم فقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم منهم ومن أمثالهم فقد قال عن الخوارح أنهم يقولون من خير قول البرية وقال الأئمة المضلين أنهم دعاة على أبواب جهنم ،فهؤلاء هم الذين سعوا في إفساد الدين من الداخل كفعل رؤوس المبتدعة والضلال الذين انتسبوا للاسلام وغرضهم هدمه أو تحريفه كابن سبأ اليهودي وعمرو بن عبيد ومعبد الجهني والجهم بن صفوان وغيرهم كثير.
رابعاً : التحذير من مصطلحات باطلة وجماعات منحرفة لا ينبغي أن يكون عتبة للصعود إلى منصة محاربة المسميات الشريفة والعقيدة الصحيحة وأهلها فإن هذا من لبس الحق بالباطل وخلط الأمور بعضها ببعض واتخاذ وسائل مفضية إلى مقاصد سيئة ناتجة عن جهل أو هوى.
خامساً : تقرير الإخبارية زجَّ بأسماء علماء أجلاء ظلما وزورا ،هم أعلام هدى ومصابيح دجى جدد الله بهم دينه وأعلا كلمته وأنار الله بهم طريق الحق والاستقامة بل هم كانوا من أول من دافع عن سنة المصطفى وحذر من الجماعات الحزبية الصحوية ودعاتها ومؤسسيها قبل أن تعرف قناة الاخبارية السعودية والعاملون فيها عنهم شيئا أصلا ويوم كان كثير من الناس يحسن الظن بجماعة الصحوة وأتباعهم فهذا والله من الظلم الشديد وربنا عز وجل له أولياء يتولاهم ويدافع عنه ويكبت من ظلمهم وينتقم منه قال تعالى : ( إِنَّ ٱللَّهَ یُدَ ٰفِعُ عَنِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ كُلَّ خَوَّانࣲ كَفُورٍ) ،فليحذر من يسعى في ظلمهم واتهامهم بما ليس فيهم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وممن ذُكر في التقرير اسم الإمام علم الهدى وناصر السنة وقامع البدعة مجدد الدعوة السلفية إمام الحديث الذي لم يكن في زمانه مثله الإمام محمد ناصر الدين بن نوح بن نجاتي الألباني عليه رحمة الله ( ت: ١٤٢٠ هجري) وهو غني عن التعريف ومنزلته العالية غنية عن الإشارة إليها ويكفي أن يقال أنه لا يكاد يوجد حديث يتداوله الناس إلا قالوا (صححه الألباني أو حسنه الألباني) فارتبط حديث النبي صلى الله عليه وسلم به وباسمه وما أعظمها من منزلة وأشرفها من مكانه ولو حاولت قناة الإخبارية جهلا أو عمدا تشويه سمعته والحط من مكانته وزج اسمه بالجماعات الحزبية الباطلة التي هو أول من بين عوارها وأظهر للناس انحرافها ورد عليهم وأنكر سيرتهم المنحرفة عن الصراط المستقيم المخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم حتى ناله منهم الأذى والهجران والقطيعة والمحاربة والاتهام الباطل في حياته بسبب جماعة الإخوان المفسدين وأذنابهم فكيف يقال أنه قد خرج من جماعة الإخوان القطبية؟!!!! “سبحانك هذا بهتان عظيم” بل هو إمام معظم للسنة والحديث سلفي العقيدة منذ عرفه الناس رحمه الله ،قال تعالى”وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”
سادساً : إذا كانت القناة تسعى إلى المهنية العالية وتقصد الإنصاف فعليها أن تبين للناس حقيقة هذه الجماعات بأن تستضيف من طلاب العلم والعلماء السلفيين وهم كثر بحمد الله في المملكة لكي يميزوا لها الغث من السمين والحق من الباطل وقد ألف بعضهم مؤلفات في ذلك ويحمل كثير منهم أعلى الدرجات العلمية فلماذا الإعراض عنهم وعدم الرجوع إليهم في مسائل من صميم اختصاص بعضهم؟!!
سابعاً : أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفق ولاة أمر المسلمين عامة لما يحب ويرضى ويعينهم ويسددهم وولاة الأمر في المملكة العربية السعودية خاصة لكل خير ويجنبهم كل شر ويجازيهم على ما يقومون به من خدمة الاسلام ونصرة المسلمين خير الجزاء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين والحمد لله رب العالمين