يقول السائل: هل يجوز أن نقول من معاني (لا إله إلا الله) لا حاكم إلا الله؟ وأنَّ المعنى الدارج وهو: لا معبود إلا الله، ولكن الحكم يُصرف إلى الله فيكون ألوهية فيجوز أن نقول: لا حاكم إلا الله من معاني لا إله إلا الله… إلى آخر كلامه.
الجواب:
معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله، فهي راجعة إلى توحيد الألوهية لا الربوبية، والأدلة على ذلك كثيرة لكن منها أنَّ كفار قريش كانوا مقرين بتوحيد الربوبية وأبوا أن يقولوا لا إله إلا الله لعلمهم أنها لا ترجع إلى معنى الربوبية وهو الخلق والرزق وغير ذلك، وإنما ترجع ما أشركوا فيه وهو الألوهية والعبادة، فلذا يكون معناها: لا معبود بحق إلا الله، وما يُرادف هذا من المعاني.
ومن مقتضيات هذا أنه لا حكم إلا لله، ولا صلاة إلا لله، ولا ذبح إلا لله …إلخ، وذلك أنَّ الحكم يُطلق ويُراد به الربوبية ويُراد به الألوهية، يُراد به الربوبية بمعنى تعبُّد العباد بحكم الله، ويُراد به الربوبية بمعنى التحليل والتحريم، وكل هذه من معاني لا إله إلا الله أو من لوازمها.
لكن كونها من معاني لا إله إلا الله أو من لوازمها لا يصح أن يُفسَّر بها لا إله إلا الله، كما أنه لا يصح أن تُفسَّر لا إله إلا الله بأنه لا خالق إلا الله، لسبب رئيس وهو أنَّ هناك من ضلَّ في معنى لا إله إلا الله وقصرها على لا خالق إلا الله، فلذلك لا يصح أن تُفسَّر حتى لا يُضل هؤلاء القوم، وكذلك لا يصح أن تفسَّر بأنه لا حاكم إلا الله، لأنَّ هناك كثيرين ضلوا في هذا وغلوا في مسألة الحاكمية، ولا يزال الغلو موجودًا فيها من خروج الخوارج على عليّ -رضي الله عنه- إلى اليوم والخوارج وأذنابهم غلاةٌ في هذه المسألة.
فلذا لا ينبغي أن تُفرد -والله أعلم-.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.