إن المتتبع البسيط ؛ لبعض ما يُبثُ في وسائل التواصل ؛ مِن قِبل من يُحسن بهم الظن ، ويُنتظر منهم العون ؛ في رد عادية من طالت سامهم ورماحهم أهل السنة ، وتكالبوا عليهم بالطعن والكذب والتشويه وبث الفتنة ؛
طالعنا من يدعي الحكمة ، وجمع الكلمة ؛ ما بين تمييع بدعوى المصحلة تارة
أو تلميع بدعوى عدم التبين والتثبت أخرى
أو بالإعراض بدعوى الانشغال بالتأصيل والتحصيل ثالثة
ومنهم ابن قزار – هداه الله – فتراه مؤخرًا قد وجه سماهمه ، وركز انتقاده ، لإخوانه
ونصابهم العداء ؛ موافقًا بذلك توقيت الأعداء .
ومما كتبه مؤخرًا ابن قزار ؛ ردًا على الشيخ الفاضل المجاهد : سالم الطويل – حفظه الله ، وأيده – ولو وقفنا مع كل جزيئات المقال ؛ فضلا عن التغريدات ؛ لطال بنا المقام ، والمقال ؛ ولكن حسبنا الإشارة ؛ وقد نأتي فيما بعد – إن يسر الله – على البقية بشيء من الإشارة ..
الوقفة الأولى : توقيت المقال .
إن مما هو متقرر لدى العقلاء فضلًا عمن يدعي العلم ؛ أن الحق إن أتى في غيره وقته وأوانه ؛ حصل من ورأه خِلاف مراده ؛ فكيف إن كان دون ذلك وحوى بغيًا وتناقض ، وإعانة لأهل الباطل على كثرتهم ، وعلى أهل السنة مع قلتهم ، فأين الحكمة المزعومة ، والورع الموهوم عن المنحرفين من السروريين والتكفيريين ؟!!!
الوقفة الثانية : مع تناقضات ابن قزار
١- يقول ابن قزار أن الشيخ سالم أكثر من الردود بداع وبغير داع ؛ هلاً ذكرت لنا يابن قزار من هم الذين رد عليهم الشيخ سالم بغير داع يامن تطالب بالأدلة ؛ حتى نعلم من المراد ، علمًا أن الذين رد عليهم الشيخ سالم لهم نشاط كبير ، وأتباعٌ كثير !!! .
وصدقت فيما قلت أن الرد ؛ أصبحت سمة للشيخ سالم الطويل – حفظه الله – مدحته من حيث أردتَ عيبه ؛ نعم ثبت الشيخ سالم ؛ لمّا تخاذل غيره عن الرد على أهل الباطل ؛ وليت الأمر وقف عند هذا الحد ؛ بل وصل بهم الحال للاصطفاف مع خصومه ؛ عمدًا ، أو جهلًا ،
وصدق الشيخ العلامة فلاح مندكار – رحمه الله – عندما قال أن الشيخ سالم كفانا الرد على المبطلين
٢- يقول ابن قزار أن الشيخ سالم يتندر بخصومه ، ويستخدم معهم الشخصنة
– إن سلمنا بصحة ذلك – ثم يهدد الشيخ سالم ؛ في آخر مقاله : بأمور شخصية !!
وأنت قلت في مقالك أن ذلك لابأس به إن كان لحاجة ؛ فلعل للشيخ سالم أسبابا لِذِكرها ، وهو أهل لأن يُحسن به الظن ، أم أنه الانتصار للنفس مِن حرارة رده – الذي أيّده مفتي المدينة العلامة : السحيمي – عليك ؟!! فكيف لو علم العلامة السحيمي بمقالك هذا الذي جاريتَ فيه الحزبيين وقتًا ومضمونًا ؟!!!
فائدة تتعلق بِعيبِ المردود عليه إن احتيج لذلك ؛ قال الإمام أحمد عن أحد المبتدعة : ذاك القصير ؛ فعل الله به فعل الله به .
ملاحظة : ( مَن ردَّ عليهم الشيخ سالم – حفظه الله – تكفيريون ، ويرون الخروج على حكام المسلمين ، إلى غير ذلك من المخالفات العظيمة والكثيرة )
– ردود الشيخ سالم – حفظه الله – التي أقضت مضاجع السرورين ؛ حتى رموه عن قوس واحدة ، وجعهلم يحوصون حوصة الحمر ، ويفضح بعضهم بعضًا ؛ جاء ابن قزار – هداه الله – ، مشاركًا لهم ؛ وقال عنها – . ردود ضعيفة التدليل !!!
٣- قال ابن قزار أن الشيخ سالم لم يدافع عن بعض المشايخ وذكرَ اسمًا ؛ عند الهجمة التي تعرض لها ؛ وهل ذلك الشيخ وقف ولو لمرة واحدة مدافعًا عن الشيخ سالم مع كثرة الهجمات والتكالب عليه وكثرة القضايا المرفوعة عليه ؛ وها أنت يابن قزار تقف مع خصومه فضًلا عن الوقوف معه !!!
٤- يتهم ابن قزار الشيخ سالما أنه جرّأ الصغار على تقحم باب الردود ؛ وهذا والله به ألصق ؛ مَن الذي يعيد النشر في حسابه للصغار والمجاهيل ممن يسيؤون الأدب مع الشيخ سالم وغيره ، ويرمون بعض السلفين بالإرجاء ثم تقوم بالترويج لهم في حسابك في تويتر ؟!!!
الوقفة الثالثة : اتهام الشيخين الفاضلين : الريّس والعتيق بالحزبية !
هلّا بَين ابن قزار – إن كان صداقا – الأدلة على حزبهما وحزبيتهما حتى نحذرهما ونحذر منهما !!!
ثم ذكر أنهم صاروا مطية للبراليين والحداثيين والعلمانيين ؛ فهل – يا ابن قزار – إذا فَرِحَ المبطلون ببعض أقوال الشيخين يعد طعنا فيهما ؟!! هذا مالا يقول به عاقل ؛ فضلا عمن يدعي الانتساب للعلم !
فهل نترك إثبات وجود الله سبحانه لمواقفة اليهود والنصارى لنا ؟!
ولو عاملنا ابن قزار بهذا ؛ لقلنا أن السرورين ، والتكفيريين ، والذين يرمون أهل السنة بالإرجاء يتمندلون بك ، ويمتطوك ، بل وتعيد النشرَ لبعضهم !!
ثم يقول ابن قزار : أن الحكام والرؤوساء يتمندلون بالشيخين الريس والعتيق ؛ أي طعن أكبر من هذا فيهما وفي حكامنا ؟! وأي موافقة للسروريين أعظم هذه ؟!!!
عجبًا لك ؛ تركت أهل الباطل ؛ وإذا رددت عليهم تلطّفت معهم كالعميري ، وناطحتَ السلفيين وأغلظت عليهم كالشيخ سليمان الرحيلي ، والشيخ سالم وغيرهما !!!
ومما ذكره ابن قزار ؛ أن من الردود التي أزْرت بمنهج السلف ؛ ردود الشيخ : الريس – حفظه الله – هلاً بيّنت لنا ذلك لاسميا وقد أثنى على ردوده علماء ؛ بل وقد تعجب أيه القارىء أن ابن قزار قد أثنى على ردود الشيخ الريس – حفظه الله – قبل سُنيات في مقال له ؛ فهل كان يكذب ويداهن ؟!!!
وإليك نص كلامه في الشيخ الريس من مقاله : ( … على أن الذين عناهم الشيخ الريّس في مقاله، ممن أطلق عليهم لقب «الحركيين»، ممن أكثروا من تعظيم بعض الحكام والتنويه بإنجازاتهم والمبالغة في مدحهم اتباعاً لهواهم، وتعصباً لحزبهم البدعي، قد تكفّل أهل العلم وطلبته بالردّ على مناهجهم المنحرفة عن جادة السنّة، وكشف مخططاتهم لضرب بلاد المسلمين، وإبطال مكرهم بعقيدة أهل السنّة والجماعة وجماعتهم، والشيخ الريّس له جهود طيبة في الردّ على هذه الجماعات والأفكار، وفضح رؤوسها …
ثم قال
والشيخ الريّس –وفقه الله- قد عُرف عنه الذبّ عن منهج أهل السنّة والجماعة، والردّ على كل من يراه مخطئاً، مهما كانت منزلة قائله، وسواء كان المردود عليه من أهل السنّة والجماعة أو غيرهم، وهذا أمر مشهور ومنشور، وهذا الردّ إنما هو من هذا الباب، والظنّ بالشيخ أنه يتسع صدره لمثل هذه الردود، بل يُشجّع عليها، على ما هو معروف من مسلكه، وهكذا أهل السنّة والجماعة، يردّ بعضهم على بعض، طلباً للحق، ونصيحة للخلق … )
فهل تمدحه يابن قزار على ما أزرى به على منهج السلف ؟!!! .
وأخيرًا : احذر أيها السلفي ؛ فإن للشيطان حبائل ؛ يزين لك مجالسة أهل الباطل بحجة تألفهم ، ثم مع الأيام موافقتهم ثم الدفاع عنهم ، ثم معاداة السلفيين لأجلهم ؛ نسأل الله السلامة ؛ والثبات .