بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هذا مقال قصير في الجواب عن مسألتين:
الأولى: الجواب عن سؤالهم: ألست بمسلم، والحرب في غزة بين كافر ومسلم، فمع من أنت؟ مع المسلمين المظلومين، أم مع الصهاينة المعتدين؟
الثانية: الجواب عن الشبهة العقلية -المزعومة- التي أثارها خليفة عبدالرحمن عبدالخالق وغيره بشأن السكوت عن حماس وقت الحرب.
أما الأولى وهي قولهم ألست بمسلم، والحرب في غزة بين كافر ومسلم، فمع من أنت؟ مع المسلمين المظلومين، أم مع الصهاينة المعتدين؟
فأقول: بحمد الله أنا مسلم موحد سني، أنصر كل المسلمين:
١-أنصرُ المظلومين كالفلسطينيين المستضعفين.
٢-وأنصر المسلمين الظالمين كالإخونجية وحماس.
لكني -بفضل الله- أنصر الظالم والمظلوم حسب ما أمرني رسول الله ﷺ وليس حسب ما يريده مني الحزبيون.
قال رسول الله ﷺ: “انصر أخاك ظالما أو مظلوما “. فقال رجل : يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ؟ قال : “تحجزه -أو تمنعه- من الظلم؛ فإن ذلك نصره “. رواه الشيخان.
فأنا اليوم وإخواني من أهل السنة نقف حسب استطاعتنا مع أي مسلم مظلوم: مثل إخواننا “الفلسطينيين المستضعفين” في #غزة ونقف حسب استطاعتنا في وجه كل ظالم:
١-القاتل المباشر: الصهيوني
٢-القاتل المتسبب: #حماس_الإخونجية
مثل ماوقفتا مع أخواننا المظلومين: “الليبيين” ووقفنا في وجه كل ظالم:
١-القاتل المباشر: القذافي
٢-القاتل المتسبب: الثورة #الإخونجية
لكنهم يجعلون القسمة ثنائية: إما أن تكون مع:
١-الصهاينة
٢-أو مع حماس
وإما أن تكون مع:
١-القذافي
٢-أو مع الثورة الإخونجية
والصحيح الذي لا شك فيه عند كل عاقل أن القسمة في فلسطين ثلاثية:
١-الصهاينة
٢-الإخونجية
٣-الفلسطينيون المستضعفون.
وكذلك كانت في ليبيا:
١-القذافي.
٢-الثورة الإخونجية
٣-الليبيون المستضعفون.
فمختصر الجواب، أنني وإخواني:
١-ننصرُ الفلسطينيين المستضعفين، بما نستطيع ومن أعظمه الدعاء.
٢-أننا ضد الصهاينة في ظلمهم
٣-ضد حماس في ظلمهم،
٤-ولكننا مع ذلك لا نتخلى عن حماس والإخونجية لأجل حق الإسلام، بل ننصرهم بردهم عن الظلم بما نستطيع ومن أعظمه بيان عقائدهم وأعمالهم الفاسدة والمفسدة، وكف شرهم عن البلاد والعباد. …
ثانيا: الجواب عن الشبهة العقلية -المزعومة- التي أثارها خليفة عبدالرحمن عبدالخالق وغيره بشأن السكوت عن حماس وقت الحرب:
فيقولون: كلامكم صحيح بأن حماس إخونجية وإرهابية، لكن ليس هذا وقت العتب عليها، أخروا العتب إلى انتهاء المعركة.
وقد ردد هذه الشبهة وقعد لها بالإجماعات الحركية #خليفة_عبدالرحمن_عبدالخالق ، كما بينت ذلك في مقال سابق تجده هنا https://islamancient.com/ar/?p=34490
ثم تمادى #خلفاء_عبدالرحمن_عبدالخالق في تقرير تلك الشبهة -وهي السكوت عن حماس والإخونجية وقت المعركة- بحجة عقلية صحيحة، لكنهم وضعوها في غير موضعها، فقالوا-بمعناه-: تصور أن أحدهم تسبب في إحراق بيته أو حيه ثم جاءت قوات الأمن والإسعاف والإطفاء، هل نشتغل بلوم المتسبب أم بإطفاء الحريق، وإنقاذ الناس، ونقل الضحايا؟!.
الجواب ولاشك عند كل عاقل: نُطفئ الحريق، وننقذ الناس، وننقل الضحايا، ثم نتفرغ لعتاب المتسبب أوعقوبته!!
وأقول جواباً عن هذه الحجة مستعيناً بالله ولاحول ولا قوة إلا بالله: إن هذه الصورة المدعاة التي ادعاها الخليفة غير الراشد، وأمثاله تختلف تماماً عن ما نحن فيه، وهي مبنية على تصوير الواقعة بغير حقيقتها، والقضية بغير صورتها، مع زعم الخليفة وإخوانه أنهم فقهاء الواقع وعلماء الدليل وحكماء التنزيل. إذ إن الصورة الصحيحة والمطابقة لما فعلته حماس والإخونجية ويفعلونه بالمسلمين والأمة هي:
١-مجرمون يضرمون النار والحرائق في البيوت والأحياء والحدائق.
٢-فيستغيث الناس بالأمن والإسعاف والإطفاء.
٣-فيصل الأمن والإسعاف والإطفاء،فيجد الحرائق ملتهبة ويرى المجرمين مستمرين في إضرام النار في البيوت والأحياء والحدائق!!
والسؤال: ماذا تتوقعون من الأمن والإسعاف والإطفاء؟! هل سيسكتون عن المجرمين الذين يواصلون إضرام النار في البيوت والأحياء والحدائق، بحجة الاشتغال بإطفاء النار وإنقاذ الناس، وانتشال الضحايا؟! أم سينقسمون إلى أقسام:
١-الأمن: سيسعى لإيقاف: المجرمين المستمرين في إضرام النار والحرائق في البيوت والأحياء والحدائق.
٢-الإسعاف: ينقل الضحايا.
٣-الإطفاء: يُطفئ النار وينقذ الناس.
أترك الجواب للعقلاء فقط ولا يدخل في العقلاء المتحزبة لحزب أو فرد، لأن الحزبية علامة على الابتداع، وقد قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى: “ما رأيت مبتدعاً عاقلاً قط”.
ختاماً:
كثير ممن يقولون اسكتوا عن حماس وقت الحرب، يُشعرك كلامهم هذا أنهم قبل الحرب قد ردوا على حماس وبينوا زيف ادعاءاتها وموالاتها لـ #الخمينية وعقائدها الفاسدة، والحقيقة أن طلبهم السكوت بسبب الحرب مجرد شماعة يبررون بها موالاتهم وسكوتهم عن أهل البدع، بدلالة أنهم خرسوا من قبل ومن بعد عن أختهم حماس، وربما كان من هؤلاء الساكتين: الخليفة غير الراشد -هداه الله ورده إلى الحق رداً جميلاً- إذ لم أجد له أي ذكر لـ “حماس” في حسابه ولا لإخوان حماس من “حزب الله” و “الحوثي” و لم أجد استنكاراً لما فعله إخوان حماس المجرمون بصواريخهم البائسة وإرسالها للحرمين وبلاد الحرمين!!
فهل غزة أكرم عندهم من الحرمين، وهل الحوثيون أقل إجراماً من الإسرائيليين!! اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا،، آمين. والحمد لله اولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه: حمد بن عبدالعزيز العتيق
في رياض التوحيد والسنة
٩ / ٤ / ١٤٤٥هـ ٢٤ / ١٠ / ٢٠٢٣م