وروَى ابنُ جريرٍ من ْطُرُقٍ عنْ ابنِ مسعودٍ -رضي الله عنه- أنهُ سُئِلَ: هلْ كانُوا تاركينَ لها؟ قالَ: ” لو تركوهَا لكفرُوا، ولكنْ كانُوا يؤخِّرونَ الصلاةَ عنْ وقتِها ” ياللهِ! ما أكثرَ المسلمينَ اليومَ الذينَ لا يصلُّونَ صلاةَ الفجرِ إلا بعدَ خروجِ وقتِهَا! يجعلُ المُنَبِّهَ على وقتِ العملِ والدَّوَامِ! ثمَّ يقومُ ويصلي! وقدْ سُئلَ شيخُنا العلَّامةُ عبدُ العزيزُ بنُ عبد اللهِ بن بازٍ -رحمه الله- عنْ حُكْمِ مَنْ يتعمَّدُ ذلكَ؟ فقالَ -رحمهُ اللهُ-: مَنْ تعمَّدَ ذلكَ فهوَ كافرٌ باللهِ العظيمِ.
أتدرونَ ما معنَى كافرٌ؟ أي أنهُ مُرْتَدٌّ، وزوجتُهُ طالقةٌ، وأولادهُ غيرُ شرعيينَ، وإذا ماتَ لا يُغسَّلُ ولا يُكَفَّنُ ولا يُصلَّى عليهِ في مساجدِ المسلمينَ، روَى الإمامُ مسلمٌ عنْ جابرِ بن عبدِ اللهِ -رضيَ اللهُ عنهُ- أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قالَ: «بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ».
-فاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ- واعلمُوا عظيمَ قَدْرِ الصلاةِ، وكبيرَ منزِلَتَهَا في الإسلامِ، واحْرِصُوا على أدائِهَا في وقتِهَا معَ المسلمينَ في المساجِدِ، فإنَّ النَّفْسَ تحتاجُ إلى مُجاهَدَةٍ، فإذَا جُوهِدَتْ في طاعةِ اللهِ انقادَتْ، قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69].
اللهُمَّ يا مَنْ لا إلهَ إلا أنتَ، يا رحمنُ يا رحيمُ، خُذْ بِنَوَاصِينَا إلى البِرِّ والتَّقْوَى، اللهُمَّ أَعِنَّا على ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنِ عِبَادَتِكَ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ﷺ، أمَّا بعدُ:
فإنَّ مِنْ أركانِ الإسلامِ العِظَامِ إيتاءَ الزكاةِ، وللزكاةِ أحكامُهَا فيَجِبُ على مَنْ كان لديهِ مالٌ وتِجَارَةٌ أنْ يتعلَّمَ أحكامَ الزكاةِ حتى يُزكِّيَ مالهُ، حتى لا يَتَساهلَ في تزكيةِ مالِه، حَتَّى لَا يَلْقَى اللهَ وفي ذِمَّتِهِ فرطُ شيءٍ مِنْ هذهِ الزكاةِ التي هيَ رُكْنٌ مِنْ أركانِ الإسلامِ.
اللهُمَّ يا مَنْ لا إله إلا أنتَ يا رحمنُ يا رحيمُ، اللهُمَّ اهدِنَا فيمَنْ هديتَ، وعافِنَا فيمَنْ عافيتَ، وتولَّنَا فيمَنْ توليتَ، وبارِكْ لَنَا فيمَا أعطيتَ، وَقِنَا شَرَّ ما قضيتَ، ربَّنَا آتِنَا في الدُّنيَا حسنَةً وفي الآخِرَةِ حسنةً، وقِنَا عذابَ النارِ، اللهُمَّ أعِنَّا على ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنِ عبادتِكَ،
اللهُمَّ إنَّا نعوذُ بِكَ مِنْ شرِّ ما نَعْلَمُ، ونعوذُ بِكَ مِن شرِّ ما لا نعلمُ، إنكَ خيرُ مَنْ يُستعاذُ بهِ وأنتَ القوِيُّ العزيزُ سبحانَكَ.