الخطبة الأولى: ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمدُ للهِ واسِعِ المَغفرةِ، عظيمِ الرَّحمةِ، جَزيلِ الفضلِ، كثيرِ العطاءِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ الحَليمُ التَّوابُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ الأوَّابُ كثيرُ المَتابِ، اللهمَّ صَلِّ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وأتباعِهِ إلى يومِ الحِساب.
أمَّا بعد، أيُّها الناسُ:
فإنَّ الذُّنوبَ والخطايا سَبَبُ العقابِ في الدُّنيا والعذابِ في الآخِرةِ، كما قالَ اللهُ ــ جلَّ وعلا ــ عن قومِ نوحٍ: { مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا }، وقالَ تعالى عن أُمَمٍ عديدةٍ: { فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ }، وأخبَرَ سُبحانَهُ أنَّ فسادَ معايشِ الناسِ في البَرِ والبَحرِ ونَقْصَها وحُلولَ الآفَّاتِ والشُّرورِ بِها إنَّما هوَ بسببِ أعمالِهم المُحرَّمةِ، وأنَّهُ يُعاقِبُهُم بذلكَ لِيَرجِعوا إليهِ ويتوبوا ويَستقيموا على طاعَتِهِ، فقالَ ــ عزَّوجلَّ ــ: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }، بل وحتى البَلاءُ راجعٌ كثيرًا في حُصولِهِ إلى الذُّنوبِ، حيثُ ثبتَ: (( أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ ــ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ــ ابْتُلِيَ فِي جَسَدِهِ، فَقَالَ: مَا أُرَاهُ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَمَا يَعْفُو اللَّهُ أَكْثَرُ، وَتَلَا قَولَ اللهِ تَعَالَى: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } ))، وكذلكَ تَولِّي الظالمينَ على الناسِ إنَّما هو جزاءُ معاصِيهِم، لِقولِ اللهِ سُبحانَهُ: { وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }، فاتقوا اللهَ ــ عبادَ اللهَ ــ بالتوبةِ النَّصوحِ إليهِ، والقيامِ بما فرَضَهُ عليكُم مِن طاعاتٍ، واجنتابِ مَا نهاكُم عنهُ مِن قبيحاتٍ ومُنكراتٍ وخطيئات، ولا تتولَّوا عن هذا السبيلِ فتَهلَكوا وتَخسَروا، حيثُ قالَ اللهُ تعالَى مُرَغِّبًا ومُرهِّبًا: { فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ }.
أيُّها الناسُ:
إنَّ الأعمالَ والأقوالَ التي تُكفِّرُ الخطيئاتِ وتَمحُو الذُّنوبَ وتَغسِلُ الآثامَ لَكثيرةٌ ومُتنوِّعَةُ ويَسيرَةٌ، فطّهِّروا بِها أنفُسَكُم، وخَفِّفوا أوزَارَكُم بالقيامِ بِها، وادفعوا بفعلِها العُقوبةَ والبلاءَ عنكُم، وعن ديارِكُم.
ومِن هذهِ الأقوالِ: ما صَحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى
يُمْسِيَ )).
ومِن هذهِ الأفعال: اجتنابُ الشِّركِ في عبادةِ اللهِ، بِترْكِ صرْفِ شيءٍ مِنها لِلأولياءِ وغيرِهِم، حيثُ صَحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( يَقُولُ اللهُ ــ عّزَّ وَجَلَّ ــ: مَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً )).
ومِن هذهِ الأقوالِ: قولُ هذا الذِّكرِ بعدَ قولِ المُؤذِّنِ: «أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله» وبعدَ الترديدِ خلْفَهُ، حيثُ صَحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ ))، ومَن نَسِيَ قولَ هذا الذِّكرِ بعدَ الشهادتينِ، فليقُلْهُ بعدَ انتهاءِ الأذان.
ومِن هذهِ الأفعالِ: إحسانُ الوضوءِ على وِفْقِ السُّنَّةِ النَّبويةِ، وصلاةُ ركعتينِ بعدَهُ، حيثُ صَحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم توضأَ ثلاثًا ثمَّ قالَ: (( مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )).
ومِن هذهِ الأفعالِ: الوضوءُ في البيتِ، ثُمَّ المَشيُ إلى المسجدِ لِصلاةِ الفريضَةِ، والمُكثُ فيهِ لانتظارِ الصلاةِ، حيثُ صَحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مَنْ بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالْأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: ((«أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ» ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟» قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قَالَ: «فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا» ))، والدَّرَنُ: الوسَخ.
ومِن هذهِ الأفعالِ: الاغتسالُ وترجِيلُ الشَّعَرِ والتَّطيُّبُ للجُمعة، ثمَّ إتيانُ المسجدِ دُونَ تفريقٍ بينَ اثنينِ مِن الجالِسينَ فيهِ بتخطِّي رِقابِهِما إلى صَفٍّ مُتقدِّمٍ، ثمَّ التطوعُ بما تيسَّرَّ مِن الصَّلاةِ ركعتينِ ركعتينَ، ثمَّ الإنصاتُ
للخُطبَةِ، حيث صَحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى )).
ومِن هذهِ الأفعالِ والأقوالِ: التأمينُ بعدَ الفاتحةِ في الصَّلاةِ الجهريةِ، وبعدَ أنْ يَنطِقَ الإمامُ بِهِ، وليسَ قبلَهُ ولا بعدَهُ، ليُقارِنَ تأمينَ الملائكةِ في السماءِ، لأنَّها تؤمِّنُ مع تأمينِ الإمامِ، حيثُ صَحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )).
ومِن هذهِ الأقوالِ: قولُ “اللهمَّ رَبَّنا ولكَ الحمدُ”، بعدَ انتهاءِ الإمامِ مِن قولِ “سَمعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ”، وتسميعُ الإمامِ وتحميدُ المأمومِ يقولانِهِ حينَ رفعِ رأسهِما مِن الرُّكوع وأثناءَ الرَّفعِ مِنهُ، وليسَ بعدَ القيامِ، ثمَّ يُتِمَّانِ ما بَقيَ مِن ذِكرٍ، حيثُ صَحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِذَا قَالَ الإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )).
ومِن هذهِ الأقوالِ: ما صَحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ: تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ )).
ومِن هذهِ الأفعالِ: الإكثارُ مِن صلاةِ النافلةِ، حيث صَحَّ أنَّ ثوبانَ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: (( أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللهُ بِهِ الْجَنَّةَ؟ أَوْ قَالَ: بِأَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ ))، فقالَ صلى الله عليه وسلم لَهُ: (( عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً )).
ومِن هذهِ الأفعالِ: قيامُ شهرِ رمضانَ وليلةِ القدْرِ بالصلاةِ للهِ في الليلِ، حيثُ صَحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )).
ومِن هذهِ الأفعالِ: القتلُ في سبيلِ اللهِ، حيثُ صَحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه
وسلم قالَ: (( الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ يُكَفِّرُ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا الدَّيْنَ )).
ومِن هذهِ الأقوالِ: ما صَحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ )).
ومِن هذهِ الأقوالِ: ما صَحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: ((أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ )).
اللهمَّ: صلِّ وسلِّمِ وبارِكْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِه.
الخطبة الثانية: ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمدُ للهِ العَليِّ الأعلَى، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ عالمُ السِّرِ والنَّجوى، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ صاحبُ الشفاعةِ العُظمَى.
أمَّا بعد، أيُّها الناسُ:
فإنَّ مِن الأفعالِ المُكفِّرَةِ للذُّنوبِ الصَّلاةَ والزَّكاةَ والصَّدقةَ والصِّيامَ والحَجَّ والعُمرَةَ والأمرَ بالمعروفِ والنَّهيَّ عن المُنكرِ، حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ: تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ وَالصَّدَقَةُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: ((مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا ))، وثبتَ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ )).
اللهمَّ: تُبْ علينا إنَّكَ أنتَ التوابُ الرَّحيمُ، واغفرْ لَنا إنَّكَ أنتَ الغفورُ الوَدود، وتوَفَّنا مؤمنينَ مُوحِّدينَ سُنيِّينَ، اللهمَّ طهِّرْ قلوبَنا مِن الغِلِّ والحِقدِ والحسَدْ، وألسِنَتَنا مِن الكذِب والغِيبةِ والنَّميمةِ، وجوارِحَنا مِن الظلمِ والبَغيِّ والعُدوانِ، اللهمَّ ارفعِ الضُّرَ عن المُتضرِّرينَ مِن المسلمينَ في كلِ مكانٍ، وأكرمهُم بالتوبةِ والإنابةِ إليكَ، إنَّكَ سميعُ الدُّعاء، وأقولُ هذا، وأستغفرُ اللهَ لِي ولَكُم.