الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَقَدَّرَ فَهَدَى، وَمَنَعَ وَأَعْطَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى، وَالرَّسُولُ الْمُجْتَبَى، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اهْتَدَى. أَمَّا بَعْدُ: فاتَّقوا اللهَ ربَّكُم حقَّ تقواهُ، باتِّباعِ أوامِرِهِ، واجتنابِ ما نهاه ،
اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله نعم دارة وخيرات قارة ، فُتِحَتْ عَلَيْنَا، وجُلِبَتْ إِلَيْنَا من الشرقِ والغربِ وبينَ أيدينَا توضع ، (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) وَقَالَ: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ)
كم هو البون الشاسع بيننا وبين حال آبائنا الأقربين ، وما أصابهم من جوع وضر وبلاء ، بل طالع سير خير البشر
وأفضل القرون وما وصلت إليه حالهم .
فهذا سيدهم وإمامهم صلوات ربي وسلامه عليه يذكر عنه عُمَرُ بْنُ الخطَّابِ رضي الله عنه مَا أصَابَه مِنَ الدُّنْيا فَيقولَ: “لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه و سلم يَظلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقْلِ [ رَدِيء التمْرِ ] مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ”[رَواهُ مسْلِم].
وَعَنْ أنسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم: “لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللهِ وَمَا يَخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَليَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ؛ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يِأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوارِيه إِبِطُ بِلَالٍ”[رَواه التِّرمذِيُّ وَقَالَ: حسنٌ صحيحٌ].
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضي اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: “كَانَ رَسُولُ اللِه صلى الله عليه و سلم يَبيتُ اللَّياليَ المتَتَابِعةَ وَأهلُه طاوينَ لَا يَجِدُون عَشاءً وإنَّما كَان أكثرُ خُبزِهِمُ الشَّعيرَ” رواهُ أحمد
والترمذيُّ وصححه الألباني .
وقالت عَائشةُ رَضِي اللهُ عَنْهَا : كنا يمر بنا الهلال والهلال والهلال ما نوقد بنار لطعام، إلا أنه التمر والماء، إلا أنه حولنا أهل دور من الأنصار فيبعثون بغزيرة الشاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فكان للنبي صلى الله عليه وسلم من ذلك اللبن. وقالت أيضًا: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز البر ثلاثًا، حتى مضى لسبيله – أي توفي – ، فماذا ترك بعد وفاته ؟ قَالَ عَمْرُو بْنُ الحارِثِ أَخُو جُويْرِيةَ زوجِ النبيِّ صلى الله عليه و سلم: “مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم عِنْدَ مَوْتِهِ دِينَارًا وَلَا دِرْهمًا, وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةً وَلَا شَيْئًا, إِلَّا بَغْلَتَهُ البَيْضَاءَ الَّتِي كَانَ يَرْكَبُهَا وَسِلَاحَهُ, وَأَرْضًا جَعَلَهَا لِابْنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً”[رَواهُ البُخارِيُّ].هَذِهِ هِي تَرِكةُ سَيِّدِ الخلْقِ أَجْمَعِينَ, صَلواتُ رَبِّي وَسَلَامُه عَلَيْهِ، وقالت عَائشةُ رَضِي اللهُ عَنْهَا: “تُوَفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأكُلُه ذُو كَبِدٍ إِلَّا شِطْرُ شَعَيرٍ فِي رَفٍّ لِي، فَأكلْتُ مِنْه حَتَّى طَالَ عَليَّ، فَكِلْتُه فَفَنِي”[متَّفَقٌ عليْهِ].
وعاش أصحابه صلى الله عليه وسلم حياة كحياته، وصبروا على ضيق ذات اليد وشظف العيش في سبيل الله عز وجل ، وهم قادة الدنيا وفتاح الأمصار .
عباد الله : إِنَّ ما نعيشه من هذِهِ النِّعمَ مِن فضلِ اللهِ وكرمِهِ، وإنَّ ثباتهَا ودوامَها بشُكرِهِ وطاعتِهِ، قالَ تعالَى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا» [رواه مسلم].
ويقول جل وعلا :(وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ
مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا).
قالَ الشاعرُ:
إِذَا كُنْتَ ذَا نِعْمَةٍ فَارْعَهَا *** فَإِنَّ المَعَاصِي تُزِيلُ النِّعَمَ
والواجِبُ أنْ نتَّقيَ اللهَ، وأنْ نفعَلَ الأسبابَ لِحِفْظِ النِّعَمِ مِن زوالِها وحلولِ النِّقَمِ، وإنَّ زوالَ النِّعَمِ عظيمٌ ومِن العذابِ الأليمِ؛ لِذا استعاذَ مِنهُ الرسولُ ﷺ كَمَا أخرَجَ مسلمٌ عن ابنِ عُمَرَ أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قالَ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ».
يا للهِ، مَا أسرَعَ زوالَ النِّعَمِ! يا للهِ، مَا أسرَعَ هروبَهَا!
ألَا ترونَ مَا كانَ فيهِ من حولكم من البلدان في ليلة أصبحوا جردا مشردين .
وَمِنْ شُكْرِ اللهِ تَعَالَى: احْتِرَامُ نِعَمِهِ، وَالْبُعْدُ عَنِ الإِسْرَافِ
قَالَ تَعَالَى: ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) فيا لله ما مقدار الإسراف في الزِّينَةِ والمَظهَرِ، وفي الأعراسِ والضِّيافةِ والاحتفالاتِ، وفي الأجهزَةِ واللعبِ والألعابِ المُباحة، وفي النَّكاحِ والمُهورِ،
والاقتصادَ في المَعيشةِ، والتَّوسُّطَ في الإنفاقِ على النَّفْس والأهلِ والعيالِ والصُّحبَةِ والضُّيوفِ خيرٌ للعبدِ في دِينِهِ ودُنياهُ، وفي صِحَّتِهِ وعافيتِهِ ومُستقبَلِهِ، وفي هَمِّ قلبِهِ، وفِكْرِ عقلِهِ، ثبتَ عن ميمونِ بنِ مِهرانَ أنَّهُ قالَ:( اقتصادُكَ في معِيشتِكَ يُلقِي عنكَ نِصفَ المَئونة ) روى أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني عنه صلى الله عليه وسلم قالَ:( كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلَا سَرَفٍ ) وروى الترمذي وصححه الألباني ( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُرَى نِعْمَتُهُ عَلَى عَبْدِهِ )، وصحَّ عن ابنِ عباسٍ ــ رضِيَ اللهُ عنهُما ــ أنَّهُ قالَ:( كُلْ مَا شِئْتَ, وَالْبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ خُلَّتَانِ: سَرَفٌ أَوْ مَخِيلَةٌ )، والمَخِيلَةُ هيَ: الخُيَلاء، وقالَ عمرُ بنُ الخطابِ ــ رضِيَ اللهُ عنهُ:( كَفَى بِالْمَرْءِ سَرَفًا: أَنْ يَأْكُلَ كُلَّمَا اشْتَهَاهُ ).
شاهد حالَ كَثيرٍ مِن العَوائِلِ والشَّبابِ بَعْدَ فَراغِهِم مِن نُزْهَتِهِمْ أَوْ رِحْلَتِهِم في البَرِّ، وَما يَتْرُكُونَهَ مِنْ مُخَلَّفاتِ الطَّعامِ، بِطَريقَةٍ لا يَسْتَفِيدُ مِنْها إنْسانٌ أَوْ دابَّةٍ، فَلاهُمْ الذينَ حَمَلُوها مَعَهُمْ لِيأْكُلُوها في وَقْتٍ آخَرَ، أَوْ يَتَصَدَّقُوا بِها عَلى إِنْسانٍ، ولاهُمْ الذينَ أَبْعَدُوها عَنْ مَجالِسِ الناسِ الذين يأْتُونَ بَعْدَهُمْ
أما حالِنا اليَوْمَ في مُناسَباتِ الولائم والأَفْراحِ وغَيْرِها ، غَنِيِّنا وفَقِيرِنا مَعَ الأَسَفِ، لَرَأَى العَجَبَ. فإنَّ بَعْضَ الناسِ يَظُنُّ أَنَّ إِهْدارَ الطَّعامِ خاصٌّ بِما يُلْقَى مِن النِّعَمِ بوهذه جريمة ولاشك ، وأعظم منها مَن لا يُبالِي ببقايا طعامِهِ وَوَلائِمِهِ، فيرميهِ مَع القاذوراتِ وفي الزَّبائِلِ المُتَّسِخاتِ!!
مَا الذي يُضيرُهُ أنْ يعطيهِ العُمَّالَ والمحتاجينَ أو يتواصَلَ مَعَ الجمعياتِ لتوصِلَهُ للمُستحقينَ، وَمَا لا يصلُحُ لِبَني الإنسانِ يُجمَعُ ويُعطَى الحيوانَ؛ فإنَّ في كُلِّ كَبِدٍ رَطِبَةٍ أجرًا.
إنَّ مِن شُكْرِ النِّعَمِ تَفَقُّدَ الفقراءِ حولَنَا لا سيَّمَا الأقاربُ والجيرانُ والعُمَّالُ.
فَاحْذَرُوا مِنَ الْإِسْرَافِ ، وَاشْكُرُوا رَبَّكُمْ عَلَى النَّعْمَاءِ، وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُبَذِّرِينَ (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)
أقول ما سمعتم …
الخطبة الثانية :
الحمد لله …
عباد الله : إن أعظَمُ سَبَبٍ لثباتِ النِّعَمِ ودوامِهَا التمسُّكُ بالتوحيدِ والسُّنةِ، وتركُ الشركِ والبدعةِ، وتعاهُدُ الأهلِ والأولادِ، فَمَا أكثرَ الشركَ والبدعَ الذي يُنشَرُ ويُذاعُ في وسائلِ التواصلِ المختلفةِ.
وإنَّ مِن أعظمِ أسبابِ زوالِ النِّعَمِ وهروبِهَا التساهلَ في المعاصي والمحرماتِ المُسخِطَةِ للهِ، ككسبِ المالِ المحرمِ مِن الرِّبا والغِشِّ والكذِبِ، والتبرُّجِ والسفورِ الذي شاعَ في مُجتمَعِنَا، والاختلاطِ المحرَّمِ بينَ الرجالِ والنساءِ، وسماعِ ما حرَّمَ اللهُ مِن الغيبةِ والنميمةِ والغِنَاءِ المصحوبِ بالموسيقى.
اتَّقوا اللهَ -أيُّها المسلمونَ- واحذَرُوا مَكْرَ اللهِ وبغتَةَ عذابِهِ وانتقامِهِ، قالَ تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)
والعبدَ مُسَائَلٌ يومَ القيامةِ عن مالِهِ فيما صرفه، حيثُ ثبَتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: ( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ: عَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيمَ أَنْفَقَهُ )، وقالَ اللهُ سبحانَهُ مُرهِّبًا: ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ )
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِيْنَ. اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْنَ، وَاشْفِ مَرْضَاهُمْ، وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُم يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِنَا. اللَّهُمَّ وَفِّقْ
وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الْمَلِكَ سَلْمَانَ بْنَ عبدِالعَزيزِ، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الْأَمِينَ الْأَمِيرَ مُحَمَّدَ بْنَ سَلْمَانَ بِتَوْفِيقِكَ وَأَيِّدْهُمَا بِتَأْيِيدِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِلَادَنَا وَعَقِيْدَتَنَا وَقَادَتَنَا وَرِجَالَ أمْنِنَا بِسُوءٍ فَأَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيراً عَلَيْهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيْزُ.
اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنَّا الْغَلَاءَ وَالْوَبَاءَ وَالرِّبَا، وَالزِّنَا، وَالزَّلَازِلَ وَالْمِحَنَ وَسُوءَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَمَا بَطَنَ عَنْ بَلَدِنَا هَذَا خَاصَّةً، وَعَنْ سَائِرِ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)