ذكرت في الجواب على سؤال بعنوان: تفسير الشيخ محمد بن عبد الوهاب للشهادتين، وتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام، فهل سبقه إليه أحد؟ وقلت إنَّ الله هو المحيي المميت، وهذه ليست أسماء لله -والله أعلم- ولم ترد لا في القرآن ولا في السنة كأسماء، وإنما وردت أفعالًا فقط، وحوَّلها الوليد بن مسلم في جمعه إلى أسماء؟


يقول السائل: ذكرت في الجواب على سؤال بعنوان: تفسير الشيخ محمد بن عبد الوهاب للشهادتين، وتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام، فهل سبقه إليه أحد؟ وقلت إنَّ الله هو المحيي المميت، وهذه ليست أسماء لله -والله أعلم- ولم ترد لا في القرآن ولا في السنة كأسماء، وإنما وردت أفعالًا فقط، وحوَّلها الوليد بن مسلم في جمعه إلى أسماء؟

الجواب:

هذا السؤال مبني على شقين:

الشق الأول: في أن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب قسم التوحيد إلى أقسام ثلاثة، وأن السائل يسأل هل سُبق إلى هذا؟

والجواب عن هذا السؤال: إن تقسيم التوحيد إلى أقسام ثلاثة هو مقتضى الاستقراء لأدلة الكتاب والسنة، فكما أن العلماء استقرأوا علوم الآلة وقسموها إلى مصطلح حديث وأصول فقه …إلخ فكذلك استقرأ العلماء ذكر التوحيد في القرآن والسنة فجعلوه أقسامًا ثلاثة، وهذا الأمر لم ينفرد به شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، بل سبقه إلى ذلك جمع من أهل العلم وذكروا هذه الأقسام الثلاثة بالإشارة أو النص، ومن أولئك أبو حنيفة في الكتاب المنسوب إليه (الفقه الأكبر) وابن منده في كتابه (التوحيد) وابن بطة في (الإبانة الكبرى) وابن جرير في تفسيره، وكلام ابن جرير كثير في هذا، وغيرهم من أهل العلم، إلى أن أبرز هذا وأشهره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- وابن القيم، وابن رجب، ثم زاد ذلك إشهارًا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- وهكذا توارد علماء أهل السنة في هذا الزمن.

أما قوله أنني ذكرت المحيي المميت وأنه ليس اسمًا لله، فإن أراد مجرد أنني ذكرته فيصح الإخبار عن الله بكل لفظٍ ليس سيئًا من كل وجه، كما ذكر هذا الضابط شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى)، أما أنه اسم فالصحيح أن المحيي المميت اسمان من أسماء الله، كما ثبت عند الدارمي في رده على بشر المريسي عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، وهو من كبار التابعين، أنه عدَّ أسماء الله وعدَّ منها المحيي والمميت، فهو اسم، فهذان اسمان من أسماء الله، ونحن مأمورون باتباع السلف، وهذا أثر رواه الدارمي بإسناد صحيح عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي -رحمه الله تعالى-، ونحن مأمورون أن نفهم الكتاب والسنة بفهم سلف هذه الأمة، ومن ذلك ما يسمى الله به من الأسماء.

323_1


شارك المحتوى:
0