ملاحظات على تعقيب د أسامة بن عطايا العتيبي على جواب د عبدالعزيز الريس


[ملاحظات على تعقيب د. أسامة بن عطايا العتيبي على جواب د. عبدالعزيز الريس]

قد ذكر الدكتور أسامة وفقه الله لهداه عدة نقاط منها ما له علاقة بالموضوع ومنها ما هو خارج عنه… ويهمني منها ما يلي:

أن مورد انتقاد د عبدالعزيز الريس وفقه الله للصواب للدكتور العصيمي وفقه الله للصواب هو:

أولاً: الإخلال بأصل من أصول العقيدة وهو التمايز بين السلفيين السنيين والحزبيين المبتدعين ويدل لذلك أمور:

[1] أن الميزان عند السلف في التوبة التفصيل لا الإجمال كما هو معلوم قال أحمد: لا يقبل منه حتى يقول أخطأت في كيت وكيت.

والعجيب مع إقرار الشيخ أسامة بهذا وأن تراجع العصيمي إجمالي اكتفى به.

[2] سكوت د العصيمي مع قيام المقتضي للبيان والنصح وهو أن أكثر طلابه حزبيون حركيون.

[3] ضعف السلفيين من طلابه منهجيا وتغيرهم بسبب طلابه الحزبيين الذين هو ساكت عنهم وعن رؤوسهم وهذا معروف عند طلبة العلم الذين سبق لهم الحضور عنده.

[4] ثناء الحزبيين عليه ليس تمسحا منهم كتمسحهم بابن باز، بل على أنه محسوب عندهم منهم ومعهم لعدم تمايزه ووضوحه ولكتاباته القديمة التي حشدها بنقولات عن الحزبيين الحركيين بل والسلفيين فتراجعه عن كتاباته كان لأي الطرفين؟؟

بل في كتابه (هذه هي السلفية) تكلم عمن انتقده على كتابه (فقه الواقع) وذكر أن هؤلاء الذين نقل عنهم وقعت لهم أخطأ ولكن لأنهم مجتهدون لا يُبدعون!! قاصدا بذلك سفر وسلمان وناصر العمر.

بل يهون من مقالة الإخوان المسلمين الذين يكفرون الحكام ويعذرهم لأنهم مجتهدون ويصرح بأنه لا يوجد خليفة مسلم كقوله في كتاب (واقعنا المعاصر على ضوء منهج السلف): (إن مشكلة المسلمين اليوم هو إيجاد الخليفة المسلم) وفي نفس الكتاب يقول الناس في (تكفير أعيان الحكام افترقوا شيعا، واقتسموا أحزابا، ينبز بعضهم بعضا بألقابٍ لم يُتسم بها المنبوز بها. والمنهج السوي: أن من اطمئن أنهم جاحدون لحكم الإسلام كافرون به؛ فلا حرج عليه في تكفيرهم).

فهل يصح من كانت هذه حاله أن تقبل توبته إجمالا ونترك قواعد السلف لأن الدكتور هاني الذي تعرفه وزاملك من خواص طلابه مع غض الطرف عن باقي خواص خواصه وإفساده للطلاب وسكوته وعدم نصحه لهم والتلاعب في الرجوع؟؟؟!!

ويقول د. العصيمي في مقطع له مسجل من دروسه: (نحن لا نريد أن نرد على أحد لأن المقالات لا تتعلق بالرجال والرجال يتغيرون ويتحيرون إما تقوى وإما سياسة والذي ينبغي أن يوجه صاحب العلم انتقاده ونصحه هو المقالات نفسها).

وهذا اعتراف صريح منه بترك الردود على الأشخاص والاكتفاء بالرد على المقالة نفسها ومع كلامه السابق الذي يفوح منه الرضا عن التكفيرين في الحكام بل وتصحيح رأيهم فلا يستغرب من هذا كله وغيره ثناء الحزبيين عليه وخصوصا مع تراجعه الإجمالي!!

[5] تقديمه للحزبيين ومخرجه وممشاه معهم وحاشيته منهم مع تحذيره من السلفيين كما نقل فضيلة الدكتور عبدالعزيز الريس ثناءه على الطريفي وتحذيره من الشيخ حمد العتيق.

ثانيًا: نوصح د. صالح العصيمي أكثر من مرة بأن طلابه حزبيون وأن هذه الطريقة قد أثرت على الطلاب السلفيين الذين عنده في منهجهم وأماتت غيرة الردود على الحزبيين بحجة دعوتهم للاشتغال بالعلم، وسببت إشكالا عندهم فتراجع تفصيلا فماطل… فقيل له سمي ولو واحدا أظهر المفارقة أظهر المباينة حتى يحصل التمايز فأبى.

ثالثًا: لا يصح التنبيش عمن كانت عنده أخطأ وتراجع عنها وتاب منها وهذا الكلام صحيح في حال كانت التوبة صحيحة موافقة لقواعد السلف لا يتلاعب بها صاحبها.

رابعًا: لا يصح أن يقاس د العصيمي بابن باز أو الشيخ صالح الفوزان وثنائهم بعض الحركيين وذلك لتوفر أصل التمايز والمباينة والردود القوية الواضحة على المقالات الفاسدة وأصحابها بأسمائهم منهم بخلاف حال د. العصيمي الذي لا يرد على الأشخاص أصلاً.

فمن كانت هذه حاله وتُكلم فيه نصحا للناس وفق ميزان وقواعد السلف يقال عنه كلام ضرائر ؟!!

خامسًا وأخيرًا: تكلم د. أسامة -هداه الله- في بداية المقطع بكلام لا وجود له في أرض الواقع وهو ذكره أن الدكتور الريس هناك من بدعه ناكرا عليه النصح وبيان الحق! وهذا عجيب!!

فلا يوجد لشيخ معتبر قوله في الجرح والتعديل بدّعَه بل زكاه وأثنى عليه العلماء وما ينقل عن الشيخ الفوزان فقد تراجع عنه بل زكاه بعد ما نشر ذلك المقطع خطيّاً وقبل المقطع والأعجب من ذلك أنه لو قلنا لا يحق للدكتور الريس الرد؛ لأنه هو متكلم فيه فمن أين أتى للدكتور أسامة حق الرد على الدكتور الريس وقد تكلم فيه أئمة الجرح والتعديل في هذا الزمن؟؟!! بل لا يوجد شخص تكلموا فيه المشايخ مثله (الشيخ محمد بن هادي، والشيخ عبيد الجابري، والشيخ صالح السحيمي، والشيخ فلاح مندكار) وغير هؤلاء.

اللهم اجعل حميتنا لك وللحق الذي تحبه لا تعصبا ولا ردة فعل.

 

عبدالعزيز الحربي

26 / شوال / 1446هـ


شارك المحتوى:
0