البنت تفعل كل شيء، ترضي ربها لحقوق الوالدين، لكن مهما فعلت ما رضيت عليها أمها- هي أتت باللهجة العامية، فأردت أن أقربها بما يفهمه الجميع- وأمها تريد أن تموت وهي غاضبة على بنتها، هل يدخل هذا في العقوق؟
يقال جوابًا على هذا لسؤال: إن حق الوالدين عظيم، وهو أعظم حق بعد التوحيد، قال سبحانه: ﴿ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء:23]، والآيات والأحاديث النبوية في بيان عظيم حق الوالدين كثيرة، فيجب علينا أن نبذل الجهد كلَّه في إرضاء الوالدين وبِرِّهم، أسأل الله أن يجعلني وإياكم لوالدينا من البارِّين؛ إنه الرحمن الرحيم.
وهذه الأخت إذا ثبت أن حالها كما تحكي فإنها معذورة، يعني: إذا ثبت أنها بارَّة بأمِّها، وأن أُمَّها لم ترض، وتريد أن تموت غاضبة على بنتها، إذا ثبت هذا الأمر من البنت فإنه لا إثم عليها.
لكن أرجو أن تستعين بالدعاء، وتدعو الله أن يُليِّن قلب أُمِّها عليها، وأن يحبِّب أمّها لها.
وفي المقابل أن تُعِيد النظر في بِرِّها بأمِّها، لعلها تفعل أشياء تغضب أمّها وهي لا تدري.