يقول السائل: انتشر عند كثير من الناس عبارة: “دع الخلق للخالق” فما حكمها؟
الجواب:
هذه العبارة يكثر ذكرها في مقام من يُنكر المنكر على الآخرين أو ينصح الآخرين فيُعارضه آخرون فيقولون: لا تنصحه ودع الخلق للخالق.
فما كان في هذا السياق فلا يجوز شرعًا؛ لأننا مأمورون شرعًا بدلالة الكتاب والسنة والإجماع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].
وأخرج الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من رأى منكم منكرًا فليُغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».
فإذن إذا كان في هذا المقام فلا يجوز؛ لأننا مأمورون أن نتدخل في شؤون الآخرين فيما يتعلق بفعل معصية للإنكار عليه، أو فيما يتعلق بتركهم واجبًا لأمره بالمعروف، كما أمر الله سبحانه وتعالى، فذكرها في هذا السياق لا يجوز.
أما لو ذُكرت في سياق آخر بأن يكون الأمر متعلقًا بالشخص في نفسه، ومثله ليس لأحد حق أن يتدخل فيه لا شرعًا ولا عرفًا وعادةً فمثل هذا يُقال فيه: دع الخلق للخالق.
فإذن لابد أن يُنظر لسياقها.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.