يقول السائل: كيف تطهير مكانِ بولِ الولدِ بعد السنتين على السجاد وغيره؟ هل يكفي إراقة الماء عليه؟ وهل بهذا يكون طاهرًا حتى لو ما زال رطبًا؟
يقال جوابًا على هذا السؤال: إن عموم النجاسات يُشترط في تطهيرها إذا أريق الماء عليها أن يذهب طعمها، فإنه بذهاب طعمها تذهب عينها، أما ذهاب الريح أو اللون فليس شرطًا على أصح أقوال أهل العلم، وهذا الذي ذهب إليه الشافعية والحنابلة في المشهور عندهم، ويدل لذلك أنه في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((مَا كَانَ لِإِحْدَانَا إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ تَحِيضُ فِيهِ، فَإِذَا أَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ دَمٍ، قَالَتْ : بِرِيقِهَا فَقَصَعَتْهُ بِظُفْرِهَا))، يعني ليس عندها إلا ثوبٌ واحد فتزيل هذه النجاسة- نجاسة الحيض- بريقها، ومثل هذه يغلب على الظن أن يبقى لونه وريحه.
وثبت أيضاً عند البيهقي بسندٍ صحيح أن عائشة سئلت عن الدم يكون في الثوب، فيُغسل فلا يذهب أثره، فقالت رضي الله عنها: ((الماء طهور)).
فهذا يؤكد على أن بقاء الريح أو اللون ليس ضارًا، وليس مانعًا من التطهير، وإنما الذي يجب أن يذهب الطعم، فإنه بذهاب الطعم يذهب عين النجاسة، وجاء في ذلك حديث مرفوع عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخولة بنت يسار في حديث أبي هريرة: ((يَكْفِيكِ اَلْمَاءُ، وَلا يَضُرُّكِ أَثَرُهُ))؛ لكنه لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.