يقول السائل: كيف السبيل لطلب العلم، والثبات على منهج السلف، وعندنا لا يوجد علماء ولا طلاب علم، وليس لدينا تواصل مع أحد العلماء يعلمنا؟
الجواب:
يحصل هذا بأمور منها:
الأمر الأول: أعظم سبيل لطلب العلم والثبات على منهج السلف دعاءُ الله -سبحانه وتعالى- فإن الدعاء أعظم مفتاح لكل خير.
الأمر الثاني: التقوى والإقبال على الله بالعبادة والطاعة، فإن الصلاة معينة على كل خير، فمن استعان بالصبر والصلاة فقد استعان بخير عظيم وبأمر عظيم يعينه على كثير من الأمور، كما قال سبحانه: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ [البقرة: 45].
الأمر الثالث والأخير: إن كان لا يوجد في كثير من بلاد المسلمين علماء ولا طلاب علم، فضلًا عن بلاد الكافرين، إلا أنه -ولله الحمد- قد تيسرت المسجلات الصوتية والمرئية لكثير من الدروس.
فمن أراد أن يدرس كثيرًا من العلوم فسيجد بين يديه كَمًّا هائلًا وكنزًا عظيمًا من تراث علمائنا مسجلًا صوتيًّا ومرئيًا، للإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز، والإمام محمد ناصر الدين الألباني، والإمام محمد بن صالح العثيمين-رحمهم الله-
فإني أوصي إخواني أن يسمعوا لهؤلاء العلماء الثلاثة، فقد تميزوا بعلم عظيم، لاسيما الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- تميز بشيء آخر، وهو أنه شرح علومًا كثيرة بتسجيلات واضحة وبينة، وبأسلوب سهل وواضح لمن أراد وابتغى طلب العلم.
ثم إني أوصي في دراسة العقيدة بأن يجتهد على سماع مسجلاته الصوتية، وكذلك بسماع مسجلات الشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي -رحمه الله تعالى- فإن له دروسًا عظيمة مسجلة تتميز بالدقة وبذكر الفوائد الدقيقة فيما يتعلق بالاعتقاد.
فأوصي إخواني أن يعكفوا على علم هؤلاء العلماء، وغيرهم، وأن يجتهدوا، فمن جد فسيتيسر له خير عظيم.
لكن الخطأ في كثير من إخواننا وطلاب العلم أنهم غير جادين ولا مجتهدين، فإن من جد واجتهد فسييسر الله له الخير.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلِّمنا ما يَنْفَعَنَا، وأن يَنْفَعَنَا بما عَلَّمَنا.