يقول السائل: كيف نُوجِّه كلام العلامة ابن عثيمين في رده لحديث الجساسة وهو في الصحيح؟
ثم نقل السائل كلام الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في رده لحديث الجساسة، ثم قال السائل: فما هو ضابط التعامل مع نكارة المتون خصوصًا إن كانت بابًا في الطعن في السنة كما هو مشهور الآن؟
الجواب:
إنَّ الإعلال بالمتن طريقةٌ معروفةٌ عند أهل العلم، وقد سلكها أهل العلم ولهم أمثلةٌ في ذلك وضوابط كثيرة يعرفها المتخصصون، ولا يمكن أن تُبيَّن في مثل هذا الجواب، لكن الإعلال بالمتن طريقةٌ مسلوكةٌ ومعروفةٌ عند أهل العلم.
ومثل هذا لا يفتح بابًا للمشككين في السنة؛ لأنَّ هناك فرقًا بين رجلين، الأول معروفٌ باتِّباع السنة وتعظيمها وهو من أهل العلم والمعرفة، فيَعُلُّ حديثًا أو حديثين أو أحاديث بالمتن، وطريقته طريقة مسلوكة عند أهل العلم، وأما ما أعلَّهُ فقد يُوافق فيه وقد يُخالَف، والثاني رجلٌ ليس معروفًا بالعلم وإنما يردُّ الأحاديث بعقله لا بمنطلقات شرعية، فمثل هذا لا يُقبل منه بحال؛ لأنه ليس من أهل الفن ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، وليس من أهل العلم الشرعي حتى يُعتمد على قوله.
فلا يُمنع من كان على الطريقة الأولى لوجود من يتلاعب، بل يؤمر من يتلاعب ويرد الشريعة بعقله أن يتقي الله وأن يرجع عن الطريق الخطأ الذي يسير عليه، فإذن ينبغي أن يُنظر في مثل هذا في حال الرجل هل هو من أهل العلم أم لا، ثم أيضًا يُنظر في حال الرجل هل هو مُعظِّمٌ للسنة ومُقدِّرٌ لها أم ليس كذلك.
أسأل الله أن يُعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.