يقول السائل: المقيم في دول الشمال الإسكندنافية، فينلندا مثلًا حيث نقيم، نعاني من قصر الوقت بين الظهر والعصر شتاء، والمغرب والعشاء صيفًا، حيث يكون الوقت بينهما أقل من ساعة، ويصل إلى نصف ساعة أحيانًا.
فالطالب والموظف في كثير من الأحيان لا يستطيع أن يحصل على فرصة، أو إذن لكل صلاة.
السؤال: هل يعد هذا الأمر من الأعذار الموجبة للجمع بين الصلاتين؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: إن الأصل في الصلوات أن تصلى في أوقاتها، وهذا شرط من شروطها، قال سبحانه: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِيْنَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء:103].
فمثل هؤلاء يجب أن يصلوا الصلاة في وقتها، ومثل هذا ليس مبيحًا للجمع، لكن إذا لم يستطع أن يصلي في المسجد لظروف عمله أو غير ذلك، فلا أقل من أن يصلي في عمله، وإذا وجد من يصلي معه من المسلمين، فإن صلاته صلاة جماعة خير من أن يصلي وحده.
فتركه للصلاة في المسجد في مقابل أن يصلي الصلاة في وقتها هذا أولى بكثير من أن يجمع، بل لا يجوز أن يجمع.
فإذًا الخلاصة أنه يجب أن يصلي الصلاة في وقتها، وإذا لم يتيسر له أن يذهب إلى المسجد، فليصل في مكان عمله.
وإذا وجد من يصلي معه ليظفر بصلاة الجماعة فهذا أفضل وأكمل، والعذر الذي ذكره من قصر الوقت ليس مبيحًا للجمع، بل من جمع فإنه آثم.