أحيانًا وأنا أذكر الله بعد الصلاة بالتسبيح والتحميد والتكبير ثلاثًا وثلاثين، أشُكٌّ في العدد، فأزيد احتياطًا، فهل يصح فعلي؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
فضيلة الشيخ أحيانًا وأنا أذكر الله بعد الصلاة بالتسبيح والتحميد والتكبير ثلاثًا وثلاثين، أشُكٌّ في العدد، فأزيد احتياطًا، فهل يصح فعلي؟ وهل يصح لي أن أتعمد الزيادة على الثلاث والثلاثين ؟
يقال جوابًا على هذا السؤال: إن السنة دلت على أن التسبيح يكون بعد الصلاة ثلاثًا وثلاثين، وكذلك يكون التكبير، وكذلك يكون التحميد، ثم يهلِّل ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير)) مرةً واحدة، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة.
وللأذكار بعد الصلاة صفاتٌ أخرى، فمن أراد أن يسبّح ثلاثًا وثلاثين، ثم شك هل أتى بالعدد أم لا؟!، فيستحب له أن يزيل هذا الشك، وأن يسبِّح بما يتيقن به أنه سبَّح ثلاثًا وثلاثين إلا إذا كان مريضًا بمرض الوسوسة.
أما قوله: هل يصح أن أتعمد وأتقصد الزيادة على ثلاثٍ وثلاثين؟
يقال: هذا فيه تفصيل:
إن قصدتَ الزيادة على أنه الذكر الوارد بعد الصلاة، وتريد أن تأتي بصفةٍ أكمل من ثلاث وثلاثين، فتقول: بدل أن أسبِّح ثلاثًا وثلاثين أريد أن أسبح أربعين تسبيحةً أو خمسين تسبيحةً؛ لأنه أكمل؛ لأن العدد أكثر.
فيقال: هذا لا يصح؛ لأن السنة جاءت بالتحديد.
وإن أردتَ بذلك أنك أتيت بالأذكار المشروعة، ثم تأتي بذكر مطلق، وهو أن تسبح أعدادًا كثيرة، وتكبر أعدادًا كثيرة وهكذا، فمثل هذا يصح؛ لذا الفارق بين هذا وذاك هو النية، فلا يصح لأحدٍ أن يزيد على التسبيح ثلاثًا وثلاثين بنية أنه الذكر الذي يقال بعد الصلاة، وأنه يريد أن يأتي بعددٍ أكثر ليكون أكثر أجرًا، لكن يصح بنية مطلقة . ذكر هذا الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى في شرحه على البخاري.