أنا شاب ملتزم، أهلي (أمي وأختي) مبتلون بمشاهدة المسلسلات، ومحافظون على الصلوات، أو على الصلاة، واستخدمت معهم كل أساليب من النصح والإرشاد والهجر دون فائدة، فما توجيهكم؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
أنا شاب ملتزم، أهلي (أمي وأختي) مبتلون بمشاهدة المسلسلات، ومحافظون على الصلوات، أو على الصلاة، واستخدمت معهم كل أساليب من النصح والإرشاد والهجر دون فائدة، فما توجيهكم؟
يقال: أولًا ينبغي أن يعلم أن الوالدين لا يصح أن يهجرا، ولو كانا كافرين، فضلًا عن أن تكون عندهم بعض المعاصي الشهوانية، ويدل لذلك قول الله –عز وجل–: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان:15].
هذا في الوالدين وهما كافران، ويدعوان ولدهما إلى أن يكفر، ومع ذلك أمره الله –عز وجل–ألا يطيعهما في دعوتهما إلى الكفر، وفي المقابل يصاحبهما ويعاملهما في الدنيا بالمعروف، بالمعاملة الطيبة، هذا فيما يتعلق بالوالدين أو أحدهما.
فقول السائل: إني هجرتهم، هذا خطأ بل خطأ كبير، يجب أن يتقي الله، وأن يرجع وأن يُبِرَّ أمه.
أما ما يتعلق بإخوته وأخواته، إذا كان الهجر نافعًا فيهجرهم، الأصل الهجر، لكن إذا تبين أن الهجر لا ينفع، ففي مثل هذا لا يصح الهجر، بل يتعاهدهم بأسلوب طيب ويناصحهم، ويدعو لهم، رويدًا رويدًا، لعل الله أن يفتح على قلوبهم.
أسأل الله برحمته أن يهدينا وإياهم لما يحب ويرضى، وأن يفتح على قلوبنا جميعًا، إنه الرحمن الرحيم، وجزاكم الله خيرًا.