د. إبراهيم بن عبدالله المطلق
أهكذا يعامل دعاة السنة أيها الحزبيون ؟!!
|
|
ظاهرة لا تليق بمجتمع يمثل أهله صفوة الإسلام وينظر العالم الإسلامي إلى علمائه ودعاته نظرة الإجلال والتوقير والمحبة والقدوة.
هذه الظاهرة هي التسابق والتنافس في إقامة دعاوى قضائية تنتهي بأحكام شرعية سجن وجلد والمصيبة هنا أن المدعي داعية والمدعى عليه أيضا داعية والفرق بينهما أن الأول داعية حزبية وبدعة والثاني داعية هدى وسنة !!.
أعتقد أن مسألة التحزب وتحكيم الهوى والانتقام للذات بغض النظر عن مصلحة الدعوة وبغض النظر عن ما يترتب على مثل هذه الدعاوى من إساءة لسمعة طلبة العلم سواء المدعي أو المدعى عليه أو الحاكم بينهما بل إساءة واضحة وصريحة لسمعة هذا الوطن المهم فضح هذا الشخص والتشهير به لأنه قذف فلانا واتهم فلانا وصنف فلانا.
ربما تكون تهمة المدعى عليه للمدعي صحيحة وحقيقية ولكن المدعي ألحن بحجته من خصمه فيحكم على المدعى عليه بالسجن والجلد وكان الصلح خير والستر فضيلة ومصلحة الدعوة والوطن فوق الجميع ولكن غلبه ميلوه ؟!!.
المدعي يبدأ بإقامة الدعوى والاتفاق مع الشهود الذين ربما شهد بعضهم لغير وجه الله وزورا وبهتانا وبعضهم شهد من باب الحمية الجاهلية والنصرة والتحزب لصاحبهم الذي يلتقي بهم في فكر واحد وانتماء واحد المدعي قضيته فضح فلان والتشهير به لأنه لا يلتقي معه في فكره المشئوم بل ينتمي إلى فكر يعتبر عدوه اللدود – لبرالي أو جامي …. الخ – أما ما سوى هذين التوجهين فالصلح خير ونجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه !!.
إن جميع الدعاوى القضائية التي أقيمت على مدى عدة سنوات مضت كلها ضد هذين التوجهين فقط – لبرالي ، جامي – فلم نسمع بقضية واحدة ضد التوجه الثالث – دعاة الصحوة أو أحد من خريجي مدرستها – سيما من أتباع التوجهين السالفين فما السر العجيب هنا يا ترى؟!!.
عدد من إخواننا دعاة السنة وبعضا منهم أئمة وخطباء جوامع وبعضا منهم عرفوا بسلامة معتقدهم وشدة استقامتهم وبعضا منهم قد تجاوز الخمسين سنة من عمره بل ربما أِشرف على الستين إن لم يكن تجاوزها ومع ذلك نراهم يترددون على المحاكم الشرعية لإدعاء فلان من – التيار الخصم – التيار المعصوم من الزلل والتصنيف والقذف على أحدهم بأنه اتهمه بالحزبية وقذفه ووو وينتهي هذا الإدعاء بحكم شرعي فالقاضي أمامه المدعي والمدعي عليه والشهود ويجب عليه أن ينفذ حكم الله في المدعى عليه ولعلم ذوي الاختصاص بأن أصل مثل بعض هذه الدعاوى كيدية وهدف إقامتها الطعن في سمعة هذا الشيخ الفاضل ليستثمر هذا الحكم في التشهير به لا لشيء إلا لشدة ولائه لدولته وولاة أمره و لأنه في تصنيفهم الجائر يعمل لحساب السلطة فلا بد من فضحه على الملأ تشويها لسمعته وإسقاطا لعدالته وليعير بذلك ما بقي وليتجنبه الناشئة فيسلموا على أفكارهم الملوثة .
أعتقد أن غالب هذه الدعاوى وذالكم الإجراء ضمن مخطط حزبي يحمل لواءه التنظيم الحركي لإخواننا المسلمين في مجتمعاتنا غايته إلزام السلطة في التدخل بمثل هذه القضايا لأن السلطة لا تقبل الظلم ولا ترضى به وليستغل هذا التدخل في الطعن بالسلطة ذاتها واتهامها بالحكم بغير ما أنزل الله واتهامها بتعطيل تنفيذ الأحكام الشرعية وقد سمعنا من قيادات هذا الفكر من استثمر هذا التدخل وأخذ يطعن بالسلطة عبر بعض القنوات الفضائية ويطعن بالقضاء السعودي الذي يعد ركيزة هامة وأساسا رئيسا في نظام الحكم الذي تقوم عليه الدولة وهو تحكيم الكتاب والسنة.
أعتقد أن من مصلحة الوطن والقضاء والدعوة في مجتمعنا إيجاد حلولا جذرية وعقوبات جزائية لمثل هذه الدعاوى الظالمة الكيدية التي أساءت لسمعتنا وأشغلت قضاتنا و شوهت صورة مجتمعنا وأتاحت الفرصة لعدونا لمواصلة جهده في تفريق جمعنا وتشتيت شملنا ليسهل عليه اصطياد من شاء من بني جلدتنا ومن ناشئتنا في ظل شقاقنا وخلافاتنا التي لن تنتهي .
والله من وراء القصد.
د. إبراهيم بن عبد الله المطلق
|