د. إبراهيم بن عبدالله المطلق
إنها مكارم الأخلاق
|
|
د. إبراهيم بن عبدالله المطلق
بعث النبي صلى الله عليه وسلم متمما لمكارم الاخلاق كما أرشد صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وهو صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة فقد أدبه ربه فأحسن تأديبه وقد أثنى عليه ربه جل وعلا بقوله :وإنك لعلى خلق عظيم والمتأمل لسيرته صلى الله عليه وسلم العطرة يجد ان خُلقه صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم وقد بين صلى الله عليه وسلم أن الله قسم بيننا الأخلاق كما قسم الأرزاق بل أخبر صلى الله عليه وسلم أن أقرب الناس إليه يوم القيامة أحاسنهم أخلاقاً.
أقول وبحق حينما يوفق المسلم للتحلي بمكارم الأخلاق فإنما ذلك دلالة اجتباء الله له وإرادة الخير له، ومما لفت نظري ممن رزقوا هذا الخلق النبيل الإمام محمد بن سعود رحمه الله تعالى فقد جمع الله له من مكارم الأخلاق ما لم تجتمع في غيره فقد حكم رحمه الله الدرعية أربعين عاما عشرين قبل مقدم الشيخ محمد بن عبدالوهاب وعشرين بعد مقدم الشيخ رحمه الله وهذا الخلق الذي عُرف به الإمام محمد بن سعود هو من دواعي اختيار الشيخ محمد رحمه الله للدرعية مقرا لدعوته بعد أن اعتذرته حريملاء والعيينة, ومن مكارم الخلق الذي عرف بها الإمام محمد بن سعود الكرم فقد رحب بالشيخ وأكرمه غاية الكرم ووعده بالنصرة والإعانة وبذل في هذا السبيل نفسه وولده وماله وقد استشهد بعض اولاده رحمه الله في هذا السبيل وقد توارث أبناؤه وأحفاده هذا الكرم وجمعوا مع ذلك المروءة والحلم فقد عرف موحد هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز رحمه الله بالكرم العظيم وقد سمعت مرارا من عدد ممن عاصروه رحمه الله أنه لم يكن يضاهى في هذا الشأن فكانت سفرته ليس لها حدود وكان كل من يأتي إليه سائلاً يتحفه بعطاء جزيل وقد توارث أبناؤه هذا الخلق ففي باب الكرم حدث ولاحرج بدءا من الملك سعود رحمه الله وانتهاءً بخادم الحرمين الشريفين وإخوانه حفظهم الله وأقول هذا دينا وشكراً لهؤلاء الرجال حفظهم الله ورعاهم بل لا أبالغ إن قلت أن بنات الملك عبدالعزيز كان لهن حظ وافر من هذا الخلق وقد سمعنا ثناءً عطرا على ما تحلت به صاحبة السمو الملكي الأمير حصة بنت عبدالعزيز غفر الله لها وأكرمها بالفردوس الأعلى وغيرها من أخواتها من كرم وبذل في قضاء حوائج المسلمين والمسلمات.
وها نحن نرى ونسمع ما يبذله قائد مسيرة هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز من أنواع المعونات المادية والعينية لكل محتاج في داخل هذه البلاد وخارجها حتى شهد له العالم من أقصاه إلى أقصاه بهذا وكذلك ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي عرف بالسبق لقضاء حوائج الضعفاء والمحتاجين وكذلك صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز صاحب الأيادي البيضاء وأب المساكين وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بل وبقية أبناء الملك عبدالعزيز رحمه الله بل وأحفاده ولا غرابة إن قلنا انهم رضعوا هذا الخلق وتوارثوه فقد شمل كبيرهم وصغيرهم وذكرهم وأنثاهم.
هذا في باب الكرم وفي باب الشجاعة حدث أيضاً ولا حرج فقد ورثوا الشجاعة من والدهم مؤسس هذه البلاد الذي عرف رحمه الله بالشجاعة العظيمة بدءاً من التفكير والعزم على استعادة أمجاد الآباء والأجداد ومروراً بحدث فتح مدينة الرياض وانتهاء بتوحيد هذا الكيان العظيم وقد ورث الأبناء الشجاعة من والدهم وعرفوا بالنصرة لكل مظلوم والوقوف مع الصديق وقت الأزمات وما حادثة الوقوف مع الكويت في محنتهم ببعيد.
ومن مكارم الأخلاق التي عرفت به هذه الأسرة وامتازوا عن غيرهم الحلم وكظم الغيظ والصفح عن كل من أراد الإساءة عملا بقول الله تعالى: والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين , والشواهد على هذا كثيرة جداً ومعروفة,أقول لنا أن نغتبط بأن وفقنا بمثل هذه الأسرة وهؤلاء الرجال وأقول ذلك عرفاناً وشكراً لما نرفل به من فضائل ونعم لا أريد جزاء ولا شكوراً وأرجو أن يكون خالصا لوجه الله تعالى وأسأله سبحانه أن يحفظ لنا ولاة أمرنا وأن يسدد خطاهم وأن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها إنه سميع مجيب ,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جريدة الجزيرة – العدد 10161 – الأثنين 22 ربيع الثاني 1421.
|