الاستضافة بين ميسي وخالد مشعل
سالم بن محمد الكندي
الاستضافة بين ميسي وخالد مشعل
شن الحركيون على الإتحاد السعودي لكرة القدم لاستضافته منتخب الأرجنتين والذي ظهر على شاشات البث بشكل جلي اهتمام واضح بأحد لاعبيه ويدعى مِيسي ويعتبر أفضل لاعب في العالم
ومن أسباب شن حملة الحركيين على الإتحاد السعودي هي مظاهر الاهتمام بالنصراني وقد يضر بعقيدة الجمهور السعودي تجاه العقيدة النصرانية.
فنقول لهم شكرا على حرصكم على عقيدة المسلمين من التأثر ولكن…
ليت هذا الاهتمام كان موجودا عندما استضاف الدكتور ناصر العمر قائد الجناح السياسي لحركة حماس ومدير مكتبها في دمشق خالد مشعل وهو قادم من إيران وقد وضع بوكيه الورد على قبر إمام الضلالة والكفر الخميني وكذلك التصريح الذي أطلقه خلال لقائه نجل الخميني بالقاهرة ونشرته عدة وكالات أنباء وصحف إيرانية وقال فيه: “إن حماس هي الإبن الروحي للإمام الخميني”.
المصدر : الحقيقة الدولية- عمان- خاص | 19-8-2007
http://www.factjo.com/fullnews.aspx?id=1442
وقد استُقبِل خالد مشعل بكل حفاوة وترحيب وكأنه أحد الفاتحين وأحد أبطال الإسلام و حضر هذا الاستقبال عدد من الرموز العلمية والتي لها قيمتها في العالم الإسلامي
فأين الغير على عقيدة أهل السنة من رجل هذه افعاله وهذه تصريحاته؟!!وما عرف عن جماعته الأم كان أدهى وأمرّ فلِما لم يتحرك أحد من هؤلاء لينكر هذه الزيارة وهذه الحفاوة له ، كما أنكرها على الإتحاد، ومن منّا لا يعلم عقيدة الخميني الذي يعتقد أنه معصوم وأن الوحي ينزل عليه وأن جبريل عليه السلام خان الرسالة ويسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرمي أم المؤمنين عائشة العفيفة الطاهر رضي الله عنها بالزنا فهذا هو باختصار الأب الروحي لخالد مشعل الذي استُقبِل دون حياء ولاخجل في أرض التوحيد ومهبط الوحي.
فأين هذه الأصوات من تلك الإيام أم لأن المستضيف اختلف وكأن البعض ينقاد كماد تقاد الشاة دون أي ما تفكير أو نقاش فمتى ما يراد منه أن يعترض إعترض ومتى ما يراد منه أن يسكت يسكت وهذا حال كثير من شبابنا اليوم الذي يكابر عن التسليم بهذه الوصاية عليه.
خالد مشعل المسلم وميسي النصراني
البعض ينظر إلى القضية على أنها اختلاف ديانتين ودخول جنة ونار وإثم وثواب فقط وعليها يوازن بين الإسلام والنصرانية والمسلم والكافر أيهما أفضل وهذه نظرة قاصرة من أصحابها في مثل هذه الحادثة.
فقد قرر علماء السلف في الماضي وأتبَاعهم من علماء الحاضر، أن خطورة المسلم المخالف لعقيدة أهل السنة، أعظم من خطورة الكافر الظاهر، على الإسلام والمسلمين، وأن البدعة اشد ضررا على الإسلام من المعصية.
قال سفيان الثوري: (البدعة أحب إلى الشيطان من المعصية، المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وجنس البدع وإن كان شرا، لكن الفجور شر من وجه آخر، وذلك أن الفاجر المؤمن لا يجعل الفجور شرا من الوجه الآخر الذي هو حرام محض لكن مقرونا باعتقاده لتحريمه وتلك حسنة في أصل الاعتقاد وأما المبتدع فلابد أن تشتمل بدعته على حق وباطل لكن يعتقد أن باطلها حق أيضا ففيه من الحسن ما ليس من الفجور ومن السيئ ماليس في الفجور، وكذلك بالعكس) كتابهالاستقامة (1/454)
قال العلامة ابن عثيمين : ( البدعة معصية وزيادة، وهي من حيث أثرها وكونها تقدمًا بين يدي الله ورسوله أشد، حتى إن بعض أهل العلم قال: إنه لا توبة لمبتدع؛ لأن البدعة تنتشر وردها صعب بعد انتشارها ) سلسلة لقاء الباب المفتوح – شريط رقم 131
مغادرة خالد مشغل وميسي
وهنا يأتي أثر هذه الاستضافة ومعيار خطورة أحد الشخصيتين عن الآخر فعندما يغادران البلاد السعودية فسيصبح كلاهما رمزين لشبابنا تعلقت بهما القلوب ويحلمون بمكانتهما ومواقفهما البطولية ..
إذن أين نقطة الافتراق بين الشخصيتين كي نوزعها بين كفتي الميزان ؟!!
فمسي قُدَّم للمجتمع على أنه لاعب رياضي عريق يحمل ألقابا رياضية،والمجال الرياضي هو من الأمور الدنيوية ولا أحد من الناس يُخفى عليه عقيدته الصليبية،فغرض الاستضافة هو غرض دنيوي بحت ولكن أثر الزيارة يأتي تباعا لها.
وأما خالد مشعل قُدَّم للمجتمع على أنه رمزا دينيا وبطلا للإسلام والمسلمين ومن المعلوم أن قضية فلسطين قضية دينية وليست دنيوية أو قضية متعلقة بأرض فحسب بل هي قضية عقيدة وحرب مع مستعمرين كفار لبلاد الإسلام فالغرض من الاستضافة هو ديني بحت.
وبعد أن تمايز الطرفان بَانَ لنا مكمن الخطورة وشدتها على عقيدة الإسلام كما بينت ذلك في النقطة السابقة وأن كل ماقربت المخالفة من عقيدة الإسلام كانت أجراس الإنذار بالخطر يعلو صوتها.
وفي ختام أسطري هذه، فإنني أهديها إلى كل من يمتلك عقلا راجحا يميز به بين الحق والباطل، بعيد كل البعد عن التأثرات العاطفية أو ضيق في الافق، لا تعدوا رؤيته عن رؤية شيخه، فيخشى أن يخرج عن نصه أو تعليماته فيفلت رأسه عن خطامه .
كاتبه / سالم محمد الكندي.