التحذير من مشروع التدمير تحت شعار التغيير
سالم بن سعد الطويل
التحذير من مشروع التدمير تحت شعار التغيير
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإنَّ التحذير من دعاة التدمير من أعظم النصيحة التي يقدمها المسلم لاخوانه المسلمين قبل ان يقضوا على ما بقي للمسلمين من أمن و أمان و استقرار في بلادهم.
وما زلت أحذر المسلمين من خطر فرقتي الصفويين والاخوان المسلمين، وهاتان الفرقتان وان حصل بينهما تراشق وتبادل اتهامات وشتائم الا ان بينهما اتفاقا على هدم بلاد المسلمين والسيطرة عليها بحسن نية تارة و بسوء نية تارات!وأيضاً تجد بينهم كثيراً من التعاون والتقارب وربما تجد ثناء الاخوان المسلمين على الصفويين وبالعكس!
فمثلاً الحركي حامد بن عبدالله العلي – الأمين السابق للحركة السلفية (الاخوانية) العلمية – يحذر كثيراً من الدولة الصفوية الايرانية و تمددها في العالم الإسلامي عموماً، وفي الخليج العربي خصوصاً، و هذا حق لأن خطر الدولة الصفوية لم يعد يخفى على أحد، لكن لا نسمع له و لا لغيره كلمة واحدة في الانكار على الدكتور يوسف القرضاوي شيخ الاخوان المسلمين!! وفي هذا المقام و المقال سأثبت صحة ما أقوله فلقد صرح الحركي حامد العلي ان الدكتور يوسف القرضاوي هو من أكابر علماء المسلمين فقال في مقابلة له على قناة الجزيرة بالحرف الواحد:
”نحن قبل عشرين سنة ما كنا نعرف العمليات الاستشهادية و واحد من أكابر المفتين في العالم الإسلامي الشيخ القرضاوي الله يحفظه أفتى بالعمليات الاستشهادية في فلسطين عندما قادته مدرسة الشيخ أحمد ياسين – الله يرحمه – والآن هو ممنوع من دخول بريطانيا بسبب هذه الفتوى و قبل أربعين سنة ما كان عندنا مثل هذا…“ انتهى كلامه.
أقول: يا ليته قال: القرضاوي واحد من أكابر المفتين لفرقة الاخوان المسلمين لأنه لا يصلح أن يكون مفتياً لعموم المسلمين، والعجيب في الأمر أن القرضاوي أفتى بالعمليات – الانتحارية – التي أطلقوا عليها زوراً العمليات الاستشهادية، وعلى حسب كلام الحركي حامد العلي أنها قبل عشرين سنة ما كانت معروفة مع أن الإسلام في قرنه الخامس عشر من عمره فكيف تكون هذه عمليات شرعية؟! هذه ليست أولى ضلالات فرقة الاخوان المسلمين، لكن الذي نريد ان نعرفه هو رأي كل من الحركي حامد العلي والحركي الدكتور عجيل النشمي و الحدسي الدكتور النائب جمعان الحربش، ويا ليت نعرف أيضاً رأي الدكتور نايف حجاج العجمي و الدكتور أحمد الذايدي في كلام الدكتور القرضاوي الآتي بحروفه حيث قال:
”ومن ثمرات هذه الصحوة و دلائلها الحية: قيام ثورتين إسلاميتين، أقامت كل منهما دولة للإسلام، تتبناه منهجاً و رسالة في شؤون الحياة كلها: عقائد و عبادات، و أخلاقاً و آداباً، و تشريعاً و معاملات و فكراً و ثقافة، في حياة الفرد، و حياة الأسرة، و حياة المجتمع، و علاقات الأمة بالأمم.
أما الثورة الأولى، فهي الثورة الإسلامية في إيران، التي قادها الامام آية الله الخميني، سنة 1979م وأنهت حكم الشاه الذي بلغ في الفساد ما بلغ، والذي كان يعتبر شرطي الغرب وحضارته في الشرق الأوسط، والذي كانت له علاقة وطيدة باسرائيل.
وأقام الخميني دولة للإسلام في إيران على المذهب الجعفري، وكان لها ايحاؤها وتأثيرها على الصحوة الإسلامية في العالم، وانبعاث الأمل فيها بالنصر الذي كان الكثيرون يعتبرونه من المستحيلات“ انتهى كلام القرضاوي بحروفه من كتابه (أمتنا بين قرنين) صفحة (112- 113) الطبعة الثالثة 1427هـ – 2006م.
أقول: أفتونا يا دكاترة ما رأيكم بكلام شيخكم القرضاوي؟ و ما العقائد و العبادات و الأخلاق و الآداب و التشريعات و المعاملات و الفكر و الثقافة في حياة الفرد و حياة الأسرة و حياة المجتمع و علاقات الأمة بالأمم التي أقامها الخميني و بنى عليها دولته الايرانية؟ اذا ما كان عندكم جواب فبإمكانكم الاتصال مباشرة على شيخكم الدكتور القرضاوي ومعرفة الجواب منه لأن المتكلم أعلم الناس بكلامه.
ثم أسألوا شيخكم القرضاوي عن قوله عن شاه ايران بأن ”له علاقة وطيدة باسرائيل“ هل هذه مشكلة عند الدكتور القرضاوي؟!
أخي القارئ الكريم ذكرت لك في المقال السابق أن الحزبيين بعضهم أولياء بعض لا يتناهون عن منكر فعلوه و أكبر دليل أنك لن تجد واحداً منهم يرد على الدكتور القرضاوي الذي سطَّر هذه الحروف بعد عشرين سنة من قيام دولة ايران الأخيرة التي ما زلنا منذ أكثر من ثلاثين عاماً و نحن نعيش في قلق و أعصاب مشدودة بسبب توسعها وتخطيطها و نشر أطماعها في العالم الإسلامي بوجه عام و في الخليج بوجه خاص، فلا سلمت منها العراق و لا سورية و لا لبنان و لا الكويت و لا البحرين و لا اليمن و لا مصر بينما يقول القرضاوي بالحرف الواحد:
”أقام الخميني دولة الإسلام في إيران على المذهب الجعفري و كان لها ايحاؤها و تأثيرها على الصحوة الإسلامية في العالم وانبعاث الأمل فيها بالنصر الذي كان الكثيرون يعتبرونه من المستحيلات“
أقول: سبحان الله أي إيحاء و أي تأثير على الصحوة الإسلامية و أي أمل و أي نصر الذي يتحدث عنه شيخ فرقة الاخوان المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي؟! لا أقول الا كما قال الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله تعالى:«أسأل الله ألا يتم الأمر للاخوان المسلمين».
ملاحظة مهمة
قلت في المقال السابق الجملة الآتية (وتأمل قوله «ثم اجعلوها في أيدينا» فهو تصريح واضح وقول فاضح يدل على رغبة القوم في السلطة).
أقول: لقد أخطأت في فهمي لكلام حامد العلي لذا تم شطب هذه الجملة من المقال في موقعي وأعتذر لحامد العلي وللقراء الكرام على هذا الخطأ لأن كلامه لا يقتضي هذا المعنى.
وأشكر من نبهني على هذا الخطأ وأدعو كل من وقف على خطأ لي أن ينبهني وأنا على استعداد لقبول أي نصح أو توجيه.
رسالة لم يحملها البريد
من سالم بن سعد الطويل الى المكرم الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق – وفقه الله لهداه -:
السلام عليك ورحمة الله بركاته، أرجو أن تكون بخير،
أفيدك علماً بأن تلميذك و أخاك الأصغر/ حامد بن عبدالله العلي كتب مقالاً قبل أيام بتاريخ 2012/3/11نشره في موقعه الرسمي الالكتروني بعنوان ”العيون ترمق الامارات و الآذان تسمع أنينا في السعودية“ بعد توجيه الدكتور يوسف القرضاوي كلمته ضد حكومة الامارات. دافع في مقاله عن القرضاوي واعترض على سحب حكومة الامارات لجناسي بعض الاخوان المسلمين ووصف حكامها بألفاظ سيئة لا يصلح ذكرها في هذا المقام. ثم دعا في مقاله شباب السعودية (صراحة) الى القيام بمظاهرات عامة في جميع مناطق المملكة العربية السعودية ضد حكومتهم! ومما قاله:
”أما مستجدات الأخبار بالسعودية فقد ضج فضاء التغريد التويتري بخبر (بو عزيزي) السعودية! ذلك الشاب الذي أقدم على حرق نفسه، تحت ضغوط الظلم الاجتماعي الآخذ بالتصاعد!….“
إلى أن قال:
”لتجتمع شواهين جبال تهامة، وأسود الحجاز، ونمور الشمال، وعرانين نجد، وأبطال الصحراء وأمجاد الشرق، والغرب والجنوب في نشيد نهضوي واحد، هناك حول الحرمين، تحضنه تلك القبة المقدسة، قبة حضارتنا العظمى، قبة العالم….“
الخ ما قاله من تهديدات لحكومات الخليج وتهييج أبناء الخليج للقيام بمظاهرات عامة طلبا – كما زعم – للكرامة والحرية الكاملة من ابداء الرأي ونقد السلطة والمشاركة فيها….الخ.
ويمكنك الوقوف على المقال كاملاً بحروفه في الموقع الرسمي لحامد العلي، والأسئلة التي أريد منك يا شيخ عبدالرحمن تفضلاً الإجابة عنها:
- س1/ هل دعوة حامد العلي للمظاهرات في المملكة العربية السعودية شرعية سنية؟
- س2/ هل توافق تلميذك حامد العلي على دعوته لشباب الخليج من القيام بمظاهرات ضد حكوماتهم أم تخالفه؟
- س3/ أليس هذا من التدخل في شؤون دول شقيقة قد يؤدي الى افساد العلاقة بيننا وبينهم؟
- س4/ لو استجاب بعض الشباب لدعوة حامد العلي فمن المستفيد الأكبر في المنطقة ومن المتضرر؟
- س5/ أليست هذه الدعوة مشابهة لدعوة الشيعة في البحرين ضد حكومة البحرين؟ فإن لم تكن مشابهة لها فما الفرق بينهما؟
- س 6/ ما الفرق بين دعوة حامد العلي لأحواز ايران بالقيام بالمظاهرات ضد حكومة ايران وبين دعوته لشباب السعودية بالمظاهرات ضد حكومتهم؟
- س 7/ وما الفرق بين ما يفعله أتباع ايران في البحرين وما يطالب به تلميذك حامد العلي ان يفعله الشباب السعودي في السعودية؟
كما أفيدك يا شيخ عبدالرحمن عبدالخالق – وفقك الله لهداه – أن أحد أقرب وأخص طلابك و رفيقك في بعض سفرك وهو الأخ أحمد بن ضيف الله الدوسري نشر خبر زيارتك الأخيرة للشيخ المفتي عبدالعزيز آل الشيخ و أنه أحسن استقبالكم وقبَّل رأسك، و كان لطيفا مع حضرتك و متواضعاً، بينما تلميذك حامد العلي في موقعه الالكتروني كتب جواباً عن سؤال وجهه له بعض الشباب عن فتوى للشيخ المفتي عبدالعزيز آل الشيخ في حكم المظاهرات، فأجاب حامد العلي بجواب أستحي ان أذكره احتراماً للشيخ المفتي – حفظه الله تعالى – فيا ليتك ترجع إليه ثم تفيدنا برأيك في المقال وهل توافقه أم تخالفه؟ فان كنت تخالفه – وهذا ما أظنه فيك – فمن حق الشيخ المفتي الذي قدَّرك و احترمك و أحسن استضافتك أن تذبَّ عنه و تكف طلابك عن الإساءة إليه أليس كذلك؟
يا شيخ عبدالرحمن – غفر الله لك – قبل شهر و بتاريخ 2012/2/23 قرأت تغريدة للدكتور سلمان العودة يقول فيها:
”أربعون شاباً من أبنائي في الكويت بقيادة صديقنا الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق الذي لم يزر الرياض منذ 22 عاماً ينزلون ضيوفا علي الليلة. أهلاً و مرحباً“
ثم نشر طلابك الصورة التذكارية لك و لطلابك باستضافة الدكتور سلمان العودة! والسؤال يا شيخ عبدالرحمن: لماذا تذهب بأربعين شاباً كويتياً في زيارة خاصة إلى زميلك وصديقك الدكتور سلمان العودة؟ ألا تعلم بأنه المشرف على المؤتمر الهدَّام الذي تحت شعار (المجتمع المدني..الوسيلة والغاية)؟ هل كانت زيارتك لزميلك العودة للتعاون على تلقين الشباب الكويتي و السعودي المطالبة بالحرية و التغيير؟ أم ذهبتم لمناصحته والانكار عليه؟! أم لأسباب أخرى؟
يا شيخ عبدالرحمن لقد قاربت الثمانين من عمرك و قاربت مغادرة الدنيا الفانية إلى الآخرة الباقية فغادرها على خير و ارجع الى ربك و تخل عن فكر التهييج والتحزّب و وجِّه طلابك أمثال حامد العلي و نبيل العوضي و عبدالمحسن زبن المطيري و شافي سلطان العجمي و غيرهم توجيهاً صحيحاً وذكِّرهم بتقوى الله تعالى وحثَّهم على أن يصدروا للناس بياناً صريحاً بأنَّ المظاهرات سلمية و غير سلمية حرام على وجه العموم و في السعودية على وجه الخصوص، وأنها تخدم أعداء الإسلام، و قولوا أنكم أخطأتم في تقديركم لمصالح و مفاسد المظاهرات و أنكم أخطأتم بمخالفتكم لفتاوى العلماء من قبل أن يشتعل الخليج بفتنة لا يعلم خطورتها إلا الله تعالى، تكونون أنتم سببها، ثم بعد ذلك تحملون أوزاركم و أوزاراً مع أوزاركم!
أسأل الله لي و لكم العافية، ننتظر إجابتك و شكراً و جزاك الله خيراً.