إن المتأمل في حال الحزبيين في بلادنا بعد وقوع الأحداث الإرهابية فيها وفشل الإرهابيين الذين تربوا على أيديهم في تحقيق أهدافهم يلاحظ أن هناك تغير جذري طرأ على خططهم خوفاً من انكشاف أمرهم وتحميلهم مسئولية ما حدث وكانت خطتهم فيما سبق تتركز على أمرين أساسيين هما :
الأول ـ تكفير الدولة وولاة الأمر والطعن فيهم وتتبع زلاتهم لتهييج العامة عليهم .
الثاني ـ الطعن في علمائنا الذين هم على منهج أهل السنة والجماعة من اجل إسقاطهم في نظر الناس لأن منهجهم سيكون عقبة في طريق تحقيق أهدافهم .
أما الآن فقد اخذوا يركزون على أمرين هما :
الأول ـ الطعن في دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وكتب أئمة الدعوة وتحميلهم مسئولية ما حدث في بلادنا .
الثاني ـ دعوتهم إلى لزوم الوسطية .
فأما طعنهم في دعوة الشيخ المجدد محمد عبدالوهاب رحمه الله فلا أحد يتوقع أن يخرج من أبناء هذا البلد بلد التوحيد والسنة فيطعن فيها ويحملها مسئولية التكفير والتفجير الذي انتشر في بلادنا وبين شبابنا لكن من عرف على يد من تربوا وحقيقة دعوتهم لم يجد غرابة في ذلك ولا يطعن في دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله إلا رجل متهم في عقيدته فالشيخ لم يأت بدين ولا مذهب جديد وإنما سار على ما سار عليه السلف الصالح وفق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ومن يطعن فيها فإنما يطعن في عقيدة التوحيد يقول الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله : ( لا يطعن في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلا عدواً ملحد ) , ووصفها بأنها دعوة وهابية ما هو إلا لقب تنفيري أطلقه أعداء الدعوة القصد منه أنها ليست على منهج صحيح يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله 🙁 وهكذا انتشر هذا اللقب في كثير من البلدان الخارجية التي لا تنتسب إلى نجد إذا رأوا من يدعو إلى الله ويبين حقيقة التوحيد وينهى عن الشرك في أفريقيا أو في اليمن أو في الشام أو في جهات أخرى إذا رآهم بعض الغلاة وبعض المنحرفين قالوا هذا وهابي حتى ينفروا الناس عن دعوته وحتى يظن الناس أن هذه الدعوة دعوة باطلة أو دعوة مخالفة للشرع وهذا غلط قبيح ومنكر بل هي حقيقة ما دعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ) .
يقول أحد هؤلاء الحزبيين في بلادنا عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في قناة الجزيرة برنامج ” بلا حدود ” بأنها مرجعية المفجرين في بلادنا : ( المرجعية ترجع إلى جذورنا التاريخية لبعض ما كان يدرس في مدارسنا خصوصاً تلك الآراء الحادة جداً التي لا يزال لها جذور فكرية إلى الآن في مجتمعنا وإن لم تحمل السلاح تلك الجذور التي لها علاقة بالحركة الإصلاحية الوهابية الجانب السلبي لها الجانب الإيجابي محاربة الشرك والخرافات وهذه كل المسلمين معه لكن الجانب السلبي هو التعطش للتكفير والتعطش أيضاً لقتال من يكفرون هذا الأمر اللي يعتبر ما نعاني منه اليوم هو امتداد له ) وهذا والله من اكذب الكذب بل مرجعيتهم أنت وأمثالك الذين غررتم بشبابنا باسم الغيرة الدين وإنكار المنكر فكفرتم ولاة أمرنا وعلمائنا بل سائر مجتمعنا فاستبحتم دمائنا وأموالنا وبلادنا بغير وجه حق ثم لما حصل التكفير والتفجير جئتم بعد ذلك تتباكون على شبابنا وتحملون دعوة الشيخ مسؤولية ما حصل .
ويقول آخر في قناة المجد في برنامج “ساعة حوار” عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب واصفاً إياها بأنها لا تعايش واقع الناس: ( التيارات السلفية كمثال طيب التيارات السلفية ليست جديدة الدعوة الوهابية يعني عمرها أكثر من مائتين سنة التيارات السلفية مثلاً في الهند التيارات السلفية في السودان في مصر في الشام في الجزيرة العربية في المغرب العربي حتى في بلاد العالم العربي كثير من التيارات السلفية ربما كان من ثقافتها وفكرها التقليدي أنها كانت تنأ بنفسها عن كل ما يمت إلى السياسة بصلة فربما كانت تفرط في البعد عن معايشة واقع الناس وحالهم ) فانظر أخي طالب الحق كيف نبزها بالوهابية ثم وصفها بهذا الوصف لأنها كما يزعم تبتعد عن ما يمت للسياسة بصلة وحتى لو سلمنا جدلاً بأن الواقع كما ذكر فهل يتجرأ شخص نشأ على عقيدة صحيحة أن يصفها بهذا الوصف الجائر .
ويقول أيضاً أحدهم في لقاء معه في صحيفة الوطن متهماً كتب أئمة الدعوة بأنها سبب التكفير والتفجير الذي حصل في بلادنا : ( فالذي يفتش في الموروث الخاص بنا في فهمنا للكتاب والسنة بهذه القضايا إلى ما قبل مائة سنة أو مائة وخمسين سنة يجد في هذه الفترة غلواً بل كان يتعامل مع المخالفين وكأنهم كفار وموجود في الكتب ومدون والذي يفتش في ” الدرر السنية ” يجد هذا واضحاً وموجوداً وغيرها من كتب لبعض المشايخ ). يقول الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله عن كتب أئمة الدعوة : ( لكنها كتب مليئة بالخير واضحة الاحتجاج بالسنة وإذا رأيتم احد يغمزها فاتهموه في عقيدته ) .
وأما دعوتهم إلى الوسطية كما يزعمون والتي يريدوا الناس أن يسيروا عليها ففيها مخالفة للكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة وهذا واضحاً في فتاواهم وأفعالهم والتي فيها هدم لعقيدة الولاء والبراء من خلال التودد والتقرب للمبتدعة وأصحاب المبادئ الهدامة والطعن في أهل السنة والجماعة ودعوتهم وهذا هو منهج الإخوان المسلمين القائم في الأساس على سياسة التجميع على قاعدة : (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) وقاعدة ( وحدة الصف لا وحدة الرأي ) ولهذا بدأو يسيطرون على الإعلام سواء المقروء منه أو المسموع حتى أنه أصبح البعض منهم يمتلك قنوات خاصة لكي يقوموا بتصدر توجيه الناس حتى يصبحوا مرجعية لهم ثم بعد ولهذا فالواجب أن لا يمكنوا من شيء فخطرهم عظيم وعلى دعاة التوحيد والسنة أن لا يتركوا لهؤلاء الساحة يعثون فساداً في عقائد الناس وعبادتهم ومن المحزن أننا لازلنا نسمع من بعض الطيبين الاسطوانة المشروخة التي يرددونها من قديم هذا تتبع زلات وعثرات وما يدري هؤلاء المساكين أن هؤلاء الحزبيين يسيرون على منهج مدروس ومخطط له وهل بعد طعنهم في دعوة التوحيد والسنة دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شيء بقي حتى تعرفوا حقيقة هؤلاء فإلى متى ونحن نخدع من هؤلاء ؟ .
وفي الختام أسال الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويجنبنا إتباعه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .