الحلقات العشر في صد عدوان البغاة عجيل النشمي وموافقيه على أهل السنة والحديث السلفيين ( الحلقة الأولى)
عبدالقادر بن محمد الجنيد
الحلقات العشر في صد عدوان البغاة عجيل النشمي وموافقيه على أهل السنة والحديث السلفيين
( الحلقة الأولى)
الحمد لله الذي حرَّم الافتراء، وجرَّم الظلم، وقبَّح المفترين، وأذلَّ الظالمين، الممتن على العباد بيوم يُقتص فيه للمظلوم من الظالمين، والمعتدى عليه من المعتدين الجائرين، والصلاة والسلام على الصادق المصدوق الذي لم يضره رمي المبطلين الكاذبين، ونصره الله عليهم وأظهره على العالمين، وعلى آله وأصحابه الخائفين على أنفسهم من خط أيديهم، ونطق ألسنتهم خوفاً لم يُرى مثله في العابدين المتقين، وأتباعهم المتواصين بالحق والصبر إلى يوم الدين.
أما بعد، فيا معاشر أهل الدين والعقل والنبل من أهل الكويت – جملكم الله بطاعته ولزوم هدي رسوله وحفظ لكم دينكم وبلادكم – :
قد طالعتنا وطالعتكم صحيفة السياسة الكويتية – عاملها الله بقصدها – في يوم الثلاثاء (17/3/1434هـ – الموافق 29/1/2013م) بمقال متضمن لما جاء في بيان جائر خارج عن الحقيقة والعدل، قد رتع كاتبوه في باب الظلم والجور، وسبيل الافتراء والتدليس، وطريق الخيانة والغش، وكانت ديباجته وعنوانه ورأسه هكذا:
[حذروا من خطورة هذه الفرقة على وحدة الأمة.
علماء ودعاة: أتباع “الجامية” خارجون عن هدي كتاب الله وسنة نبيه].
وهذه مقدمته:
[حذر عدد من العلماء والدعاة الكويتيين من خطورة فرقة الجامية أو المدخلية لافتين الى أن التاريخ الاسلامي لم يشهد فرقة مثل هذه الفرق الخطرة التي تخصصت في تجريح العلماء والجماعات والأحزاب في كل بلد مهما كانت مكانتهم ولو كانوا من أهل السنة معتبرين أن أتباع هذه الفرقة هم خارجون عن هدي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله وعليه وسلم وقالوا في بيان صحافي وقعه 14 عالماً وداعياً …].
وقد نُسبت الموافقة على هذا البيان الباغي إلى عدد من المفتين والدعاة والموجهين للأمة والناس في بلاد الله الكويت – سلمها الله وسلم أهلها من شر كل ذي شر – ، حيث جاء في خاتمته:
[لافتاً الى أن علماء الكويت التالية أسماؤهم من أخذت موافقتهم وغيرهم كثير – يوافقون على هذا التحذير وهم:
الشيخ عجيل جاسم النشمي, الشيخ عيسى زكي, الشيخ نبيل العوضي, الشيخ خالد المذكور, الشيخ شافي العجمي, الشيخ طارق الطواري, الشيخ وليد العنجري, الشيخ حامد عبد الله العلي, الشيخ جاسم مهلهل الياسين, الشيخ أسامة الكندري, الشيخ بدر الرخيص, الشيخ جمعان العازمي, الشيخ أحمد الفلاح, الشيخ يوسف السند].
ثم نشر هذا البيان المعتدي في صحيفة الوطن الكويتية بتاريخ (19/3/1434هـ – 31/1/2013م) وعنونت له بهذا العنوان:
[د. عجيل النشمي لــ “الوطن”: الجامية فرقة خطيرة فاحذروها]
ودونكم يا أهل الكويت – سلمكم الله – ما جاء في هذا البيان مقسماً إلى مقاطع متسلسلة على نفس ترتيب ونظم المكتوب في الصحيفة من غير بتر ولا تقديم ولا تأخير.
وهذه هي حلقته الأولى:
المقطع الأول/ وقد قالوا فيه:
[إن الجامية أو المدخلية فرقة ظهرت حوالي عام 1411- 1990 في المدينة المنورة علي يد الشيخ محمد أمان الجامي الهرري الحبشي, والشيخ ربيع بن هادي المدخلي].
أيها الكويتي الحصيف النبيل – سددك الله وسلمك – :
حبذا لو قرأت ثم عاودت وتأملت مشكوراً مُكْرماً هذه الوقفات الثلاث في مطلع هذا الدفاع عن طائفة من عباد الله المؤمنين، والكشف عن تزوير الظالمين لهم، وافتراء الباغين عليهم – أصلحهم الله وفتح لهم باب الرجوع والتوبة – .
الوقفة الأولى:
إن العالمين الكبيرين والعلمين البارزين والمصلحين الجليلين:
الأول: الدكتور محمد أمان بن علي الجامي – رحمه الله – رئيس شعبة العقيدة بقسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، والمدرس بالمسجد النبوي الشريف.
والثاني: الأستاذ الدكتور ربيع بن هادي عُمير المدخلي – سلمه الله – رئيس قسم السنة النبوية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقاً.
من كبار علماء أهل السنة والحديث السلفيين، ولا ينتميان إلى فرقة أو حزب أو جماعة أو تنظيم، ولم يؤسسا يوماً قط في حياتهما أو يدعوا إلى شيء من ذلك، ودونك بعض شهادة كبار وأبرز علماء أهل السنة السلفيين من أهل عصرهم وأرضهم وبلادهم لا كلها مما هو عندي ومشهور في الكتب والأشرطة والشبكة العنكبوتية (الإنتنرنيت) وغيره حتى لا يطول بنا المقام، وتدخل علينا السآمة والملل، ويصرفنا ضيق الوقت:
1- قال الإمام العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتى عام المملكة العربية السعودية، ورئيس كبار العلماء- رحمه الله – كما في كتاب “الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع” (ص13-14) :
بخصوص صاحبي الفضيلة الشيخ محمد أمان الجامي والشيخ ربيع بن هادي المدخلي كلاهما من أهل السنة، ومعروفان لدي بالعلم والفضل والعقيدة الصالحة، وقد توفي الدكتور محمد أمان في ليلة الخميس الموافقة سبع وعشرين شعبان من هذا العام – رحمه الله – فأوصي بالاستفادة من كتبهما. اهـ
2- وقال أيضاً (ص:14) :
الشيخ ربيع من خيرة أهل السنة والجماعة، ومعروف أنه من أهل السنة، ومعروف كتاباته ومقالاته. اهـ
3- وقال أيضاً في خطاب له يحمل الرقم: 64 وتاريخ 9/1418هـ في حق العلامة محمد أمان – رحمه الله – وموجود في موقع الشيخ محمد أمان في الشبكة العنكبوتية (الإنترنيت) :
معروف لدي بالعلم والفضل وحسن العقيدة، و النشاط في الدعوة إلى الله سبحانه، والتحذير من البدع والخرافات، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته، وأصلح ذريته وجمعنا وإياكم وإياه في دار كرامته إنه سميع قريب.اهـ
4- وقال العلامة عبد المحسن بن حمد العباد – سلمه الله – مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقاً والمدرس بالمسجد النبوي الشريف كما في كتاب له، وهو بموقع الشيخ محمد أمان في الشبكة العنكبوتية (الإنترنيت) :
عرفت الشيخ محمد أمان بن علي الجامي طالباً في معهد الرياض العلمي ثم مدرساً بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المرحلة الثانوية ثم في المرحلة الجامعية.
عرفته حسن العقيدة، سليم الاتجاه، وله عناية في بيان العقيدة على مذهب السلف، والتحذير من البدع، وذلك في دروسه ومحاضراته وكتاباته، غفر الله له ورحمه وأجزل له المثوبة. اهـ
5- قال الدكتور العلامة صالح بن فوزان الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية – سلمه الله – في كتاب له بتاريخ: (3/3/1418هـ) وموجود في موقع الشيخ محمد أمان في الشبكة العنكبوتية (الإنترنيت) :
إن المتعلمين وحملة الشهادات العليا المتنوعة كثيرون، ولكن قليل منهم من يستفد من علمه، ويستفاد منه، والشيخ محمد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخروا علمهم وجهدهم في نفع المسلمين وتوجيههم بالدعوة إلى الله على بصيرة من خلال تدريسه في الجامعة الإسلامية، وفي المسجد النبوي الشريف، وفي جولاته في الأقطار الإسلامية الخارجية، وتجواله في المملكة لإلقاء الدروس والمحاضرات في مختلف المناطق، يدعو إلى التوحيد، وينشر العقيدة الصحيحة، ويوجه شباب الأمة إلى منهج السلف الصالح، ويحذرهم من المبادئ الهدامة، والدعوات المضللة، ومن لم يعرفه شخصياً فليعرفه من خلال كتبه المفيدة، وأشرطته العديدة، التي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير، ونفع كثير، وما زال مواصلاً عمله في الخير حتى توفاه الله، وقد ترك من بعده علماً ينتفع به متمثلاً في تلاميذه وفي كتبه، رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وجزاه عما علم وعمل خير الجزاء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. اهـ
6- قال الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية كما في كتاب “الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع” (ص: 23) :
أما بالنسبة للشيخ ربيع فأنا لا أعلم عنه إلا خيراً، والرجل صاحب سنة، وصاحب حديث. اهـ
7- وقال أيضاً (ص: 23) :
إنه على طريقة السلف في منهجه، ولا سيما في تحقيق التوحيد ومنابذة من يضاده، ونحن نعلم جميعاً أن التوحيد هو أصل البعثة التي بعث الله بها رسله – عليهم الصلاة والسلام – . اهـ
8- وقال أيضاً (ص: 26) :
الشيخ ربيع من علماء السنة، ومن أهل الخير، وعقيدته سليمه، ومنهجه قويم. اهـ
9- قال الدكتور العلامة صالح بن فوزان الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية – سلمه الله – كما في المرجع السابق (ص: 30) :
كذلك من العلماء البارزين الذين لهم قدم في الدعوة، فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد، فضيلة الشيخ ربيع بن هادي، كذلك فضيلة الشيخ صالح السحيمي، كذلك فضيلة الشيخ محمد أمان الجامي، إن هؤلاء لهم جهود في الدعوة والإخلاص، والرد على من يريدون الإنحراف بالدعوة عن مسارها الصحيح، سواء عن قصد أو عن غير قصد، هؤلاء لهم تجارب، ولهم خبرة، ولهم سبر للأقوال، ومعرفة الصحيح من السقيم، فيجب أن تروج أشرطتهم ودرسهم وأن ينتفع بها، لأن فيها فائدة كبيرة للمسلمين. اهـ
10- قال العلامة محمد بن عبد الله السُّبَيِّل إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية – رحمه الله – (ص: 39-40) :
فإن فضيلة الشيخ بيع بن هادي المدخلي الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من العلماء المعروفين، والدعاة المشهورين في الأوساط العلمية في المملكة العربية السعودية، وقد عُرف بتمكنه في علوم السنة وغيرها من العلوم الشرعية، ولفضلته جهود كبيرة في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، على منهج السلف الصالح، والدفاع عن العقيدة السلفية الصحيحة، والرد على المخالف لها من أهل البدع والأهواء بما يذكر لفضيلته فيشكر. اهـ
11- قال العلامة صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقاً وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية – سلمه الله – كما في كتاب “وصل الثناء البديع العالي على إمام الجرح والتعديل ربيع بن هادي” (ص: 79) :
وأنا لا أعرف للشيخ ربيع مخالفة للشريعة، أعرف أنه من أهل السنة، وأعرف أنه على العقيدة الصحيحة.اهـ
الوقفة الثانية:
أيها الكويتي الحصيف النبيل – سددك الله وسلمك من الشرور – :
لعلك أو بعض من حولك من أحبابك وخلانك لا تعرفون عن بعض ما جرى في هذا التاريخ الذي حدده أهل هذا البيان الجائر الباغي لظهور ما زعموه بفرقة “الجامية” أو المدخلية”.
إن هذا التاريخ هو تاريخ غزو طاغية العراق بحزبه وجنده وزبانيته بلاد الكويت واحتلالها، وتجمعهم على حدود البلاد السعودية لمواصلة البغي والظلم والعدوان والإجرام.
وحين وقع هذا الغزو الإجرامي الأثيم، والعدوان الغشوم الظلوم، والمنكر الفاحش القبيح، اضطر ولاة أمر البلاد السعودية – رحم الله ميتهم وسدد حيهم – إلى الاستعانة بدول أخرى من المسلمين وغير المسلمين لصد هذا العدوان، ودفع الظلم والبغي الحاصل، ورد الحق إلى أهله ونصرتهم، واستشاروا أكابر أهل العلم والفقه عن حكم ذلك في الدين والشريعة، فأفتوهم بجوازه، ونشرت فتاواهم بذلك، وأصدرت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بياناً بجواز ذلك، وذكر أدلته وبراهينه.
وحينها قامت قيامة حزب الإخوان المسلمين وأتباعهم في البلاد السعودية وبلدان العالم – أرشدهم الله إلى الهدى – في رد هذه الفتوى، وهذا البيان، وألبَّ جمع كثير منهم الناس لا سيما المتدينين والشباب منهم على ولاة الأمر، وعلى العلماء وما أفتوا به وبيانهم، وأخذوا يطعنون في العلماء من جهة دينهم وعلمهم ويصمونهم بالعمالة والخيانة والجبن والخور والضعف والخوف وتقديم الدنيا على الدين عبر الإذاعات، وفي قنوات التلفزيون، وفي الصحف والمجلات، وفي الأشرطة، وفي الخطب والمحاضرات والدروس، حتى تأثر بهم وبأقوالهم كثير من الناس.
مع أن مسألة الاستعانة بغير المسلمين في دفع المعتدي الباغي عند الحاجة أو الضرورة معروفة عند أهل العلم والفقه منذ زمن الصحابة وإلى اليوم، ولهم فيها قولان، ولم يطعن أحد منهم في ديانة الآخر بسبب ما اختاره من قول، لأنه قد ذهب إليه على حسب ما ظهر له من أدلة، وقصد الوصول إلى الصواب.
ومن العجيب أن حزب الإخوان المسلمين وأتباعهم – ردهم الله إلى الحق – حين استعان من هو على منهجهم ويدور في فلكهم بغير المسلمين في إسقاط مجرم ليبيا الهالك معمر القذافي لم يقفوا ضد ذلك، بل صدرت قبله دعوات كثير منهم بطلبه، بل ويعيبون العالَم بتركه، وبعد حصوله باركه أكثر منهم وشجعوا وفرحوا.
وفي رد إجرام النصيري الفاجر بشار الأسد – أهلكه الله وكفى السوريين شره – يطالبون بمثل ذلك، وبمسارعته، ويعيبون العالم بالتخاذل، وعدم التدخل.
فيا لله ما هذه المكاييل التي يزنون بها؟
وما هذا التلون والتقلب الذي يزري بهم؟
إن كان مطلبهم الحق فالحق واحد، وإن كان قائدهم الحزب فالفتوى والموقف يكونان حسب واقعه ومطلبه واختياره.
لكن هذه الطريقة إن مشت على الناس اليوم، فلن تمشي يوم يبعثر ما في القبور، ويحصل ما في الصدور، ويقف الناس للجزاء والحساب، لا يجوز إلا ما ابتغي به موافقة شرع الله ودينه.
فتصدى إبَّان أزمة الكويت واحتلالها العلامة محمد أمان الجامي وأخوه العلامة ربيع المدخلي – رفع الله قدرهما وأعلى ذكرهما – وبعض إخوانهم – سلمهم الله – لهؤلاء وما قالوه من باطل، وما ألقوه من شبه، وما سلكوه من سبيل، وبينوا مخالفتهم للنصوص الشرعية في باب ولاة الأمر، وباب تحريض الرعية عليهم، وباب شق وحدة الصف وقت الفتنة والمحنة النازلة بالعباد والبلاد، وباب العلماء والموقف منهم، وما أفتوا به من الحق، وما يرونه راجحاً عندهم، وباب البدعة والمبتدعة، والتحزب والتفرق في الدين إلى أحزاب وجماعات وتنظيمات.
وبينوا أن فتواهم في هذه النازلة وهذه الاستعانة حق، توافق نصوص الشريعة، وما عليه كثير أو أكثر الفقهاء من مختلف المذاهب، وأنه لا يجوز أن يُطعن في أحد من العلماء قال بأي القولين ما دام أنه قد تحرى الحق، وموافقة الأدلة الشرعية.
فألف العلامة ربيع بن هادي – سلمه الله – كتاباً في جواز ذلك، وبين أدلته، ومن قال به من أهل العلم، وبين القول الثاني، ومن قال به، وأجاب عن استدلالهم، وعنوان كتابه: “صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة على قتاله بغير الكافرين”.
وقد طبع في حينها في العام (1411هـ) ونشر وفرق على الناس.
بالإضافة إلى كلماته ومحاضراته في تقرير ذلك.
وصدرت للعلامة محمد أمان الجامي – رحمه الله – عدة أشرطة في بيان جواز ذلك، حتى أنه رد فيها على استدلالات أحد العلماء المشهورين خارج السعودية من القائلين بالمنع – رحمه الله – ، ويقول في أثناء رده:
فلان حبيب إلينا، ولكن الحق أحب إلينا.
وبيّن أدلته وما خالفه واستدلالات أهله وذلك في الجامعة الإسلامية، وفي دروسه في المسجد النبوي الشريف وغيره من الأماكن، وفي محاضراته في باقي مناطق ومدن البلاد السعودية.
وكاتب هذا الدفاع عنهما وعن أهل السنة السلفيين في هذا الوقت، وهذه النصرة والتوضح، هو أحد تلامذة ومحبي هذين العالمين الجليلين، وأحد القابعين في سجون طاغية العراق الهالك بسبب نصرته لأهل الكويت وإعانتهم ونجدتهم أيام هذا الغزو بالإنقاذ والإمداد بالماء والغذاء والأدوية لمن في داخل الكويت ومن علق في الحدود والطرق الصحراوية، إلا أن الله سلمه بالفرار من السجن والعودة إلى أهله وأخوانه وأحبابه، فله الحمد والمنة.
وإن هذا البيان لوصمة عار، وجبين ذُل، ونقطة مظلمة، وصفحة مشينة، وسالفة مخزية في حق من كتبه، وحق الموافقين عليه، والراضين به، وفي حق من أظهره ونشره وأشهره عند كل فاضل نبيل ممن قرأه وخبر حقيقته في أيامنا هذه، وعبر العصور والأجيال، وفي سطور التاريخ والسير.
الوقفة الثالثة:
لا واقع حقيقي في هذا الزمان وهذه الأيام لفرقة يطلق عليها اسم “الجامية” أو اسم “المدخلية”، لها تنظيم، ولها زعيم ونواب، وأتباع وأفراد، ووقت تأسيس، وأنظمة وأصول وأسس وقواعد تحكم الداخلين في حزبها وتضبط مواقفهم.
وإنما هو معروف مشهور مستفيض عن جماعة الإخوان المسلمين وما تفرع عنها من إصلاح وعدالة وتجمع، وجماعة التبليغ، وحزب التحرير، وغيرهم.
وحقيقة هذين العالمين الجليلين وتلامذتهم ومحبيهم أنهم من أهل السنة والجماعة السلفيين، الذين يعتنون بدعوة الناس إلى التوحيد والسنة، وإلى العقيدة الصحيحة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وإلى ترك البدع والمنكرات المخالفة للشريعة، وإلى متابعة القرآن والسنة وتحكيمهما والرجوع إليهما في كل شيء، وتقديم ما جاء فيهما على قول كل أحد كائناً من كان، وإلى لزوم طريقة السلف الصالح من أهل القرون الأولى وعلى رأسهم الصحابة – رضي الله عنهم – في الاعتقاد، وفي القول، وفي العمل.
وقد تقدم بك – أيها الكويتي النبيل – تزكية أكابر أهل العلم من أهل السنة والجماعة كالعلامة ابن باز والعلامة العثيمين والعلامة الفوزان والعلامة اللحيدان والعلامة العبَّاد والعلامة السُّبَيِّل لهذين العالمين الكبيرين الذين وصما من قبل كُتَّاب هذا البيان ومناصريه بأنهم من أسس هذه الفرقة:
وأنهما – رفع الله ذكرهما وقدرهما ودرجتهما – من العلماء المعروفين، ومن أهل السنة والصلاح، وعلى عقيدة السلف الصالح، ومن الدعاة إلى الكتاب والسنة، الناشرين للتوحيد والعقيدة، المحذرين من البدع والضلالات، وأنه يُنصح بالأخذ عنهما، والاستفادة منهما، وقراءة كتبهما، وسماع أشرطتهما.
وتسميتهما وأحبابهما ومناصريهما “بالجامية” أو “المدخلية” ما هي إلا نبزة تنفيرية، وكلمة تشويهية، وخبطة تحريضية، أطلقها عليهم أتباع الإخوان المسلمين وسيد قطب ولا يزالون يطلقونها، لأنهم أعظم من رد على الفرق والأحزاب الإسلامية المعاصرة المخالفة لما كان النبي صلى الله ليه وسلم وأصحابه وباقي سلف الأمة الصالح، وذلك عملاً بنصوص الشريعة، وتبييناً للحق حتى لا يلتبس على الناس فيضلوا، ولتبقى أحكام الشريعة صافية واضحة كما كانت عليه في أول الإسلام، ونصحاً للعباد ومنهم هذه الأحزاب وأتباعها حتى لا يموتوا على بدع وضلالات، ويعرضوا للجزاء والحساب وقد سودوا صحائف أعمالهم بمخالفة القرآن والسنة وما كان عليه سلف الأمة الصالح.
وفي طليعة هذه الأحزاب والفرق جماعة الإخوان المسلمين، فبينوا انحرافات ومخالفات وعظائم وفظائع طائفة من زعمائها وكبارها ودعاتها ومنظريها وكتابها وسياسييها ومفكريها للقرآن والسنة والصحابة والسلف الصالح والأئمة الأربعة، وما وقعوا فيه من ضلالات في باب العقيدة، وفي باب السنة، وفي باب البدع، وفي باب الولاية والحكم، وما لهم من مواقف مخزية ومشينة مع الرافضة والمتصوفة والتكفيرين التفجيريين، ومع اللبراليين والعلمانيين والحداثيين والماسونيين، وما حصل من بعضهم من ارتباطات مع بعض أعداء الله من الكفار المعتدين، وما وقع فيه بعض كبارهم من شركيات وبدع كبيرة وكثيرة، وأن فلول التكفيريين التفجيريين خرجت من تحت عباءتهم، وتفرعت عنهم، وما هم عليه من تناقضات وتقلبات في المواقف.
بينوا ذلك كله من كتبهم ومقالاتهم ومجلاتهم ومواقعهم في الشبكة العنكبوتية (الإنترنيت)، وكشفوه من تصريحاتهم في قنوات الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وأظهروه بشهادات كبارهم ومنظريهم ومفكريهم ودعاتهم وما كتبوه بأيديهم، وأبرزوه من مؤتمراتهم وبياناتهم وتوقيعاتهم وزياراتهم ولقاءتهم، وجلوه بالجزء والصفحة والعدد والتاريخ والشريط والموقع والمقالة والصورة واللسان.
فلما وجدوا صدق نقولهم، وصحيح استدلالاتهم عليهم من القرآن والسنة الصحيحة وما كان عليه السلف الصالح، وأنه أن لا طاقة لهم على رده ونقضه، وأنهم خاسرون في ذلك لا محالة، لجئوا إلى هذا النبز والتنابز والتشويه والتشويش لينفروا عموم الناس – وعلى الأخص أتباعهم – عنهم وعن القراءة لكتبهم ومقالاتهم، وحضور دروسهم ومحاضراتهم وخطبهم، واستماع أشرطتهم وتسجيلاتهم، والنظر في مواقعهم وصفحاتهم في الشبكة العنكبوتية (الإنترنيت)، حتى لا يفقدوا ثقتهم بهم، وتنزل سمعتهم، وتقل جموعهم، وتهبط أسهمهم – فيخسروا في ميادين الانتخاب.
ولكن إن خفي الحق اليوم فلن يدوم اختفاؤه، وإن عميت عنه أبصار فسيكشف يوم العرض والحشر، وإن دفعه ظالم معتد فسيلقى جزاءه يوم القصاص الأكبر، وطالب الحق والهدى، ومحكم الدين والشريعة، وصاحب العدل والإنصاف، لا يقرع غيره إلا بالحجة والبرهان، والدليل والبينة، وبقال الله تعالى وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يريد إلا وجه الله ومرضاته، ولا يروم إلا الحق ويبغيه ويطلبه، وليس الدفع عن نفسه وشخصه، والذود عن حزبه وتنظيمه، والحمى عن مجالسيه ومعظميه.
والقارئ اللبيب النبيه – بإذن الله وفضله عليه – صاحب تمييز بين الأمور، فهو يعرف إذا قرأ وقارن وراجع المصادر من هو المفتري الكاذب، ويدري بالمبطل، ويلمس الجائر، ويحس بالظالم، وأي السبيلين يسلك مع خصومه، وبأي الطريقتين يكتب عنهم، وأي الألفاظ يختار إذا تكلم حولهم؟.
والله تعالى رقيب على الجميع، مطلع على كل ما يقولون ويكتبون، ويعرف ماذا يقصدون، وإلى ما يرمون.
ودونك أيها الكويتي النبيل – سلمك الله وسلم أرضك من كل شر – كلام عالمين كبيرين من علماء أهل السنة السلفيين، يكشف لك حقيقة هذا النبز، وأنه لا فرقة تسمى “بالجامية”، وأن أهلها من جملة أهل السنة والحديث السلفيين:
أولاً: قال الدكتور العلامة صالح بن فوزان الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية – سلمه الله – في أحد أشرطة شرحه على “النونية”، وهو موجود في الشبكة العنكبوتية (الإنترنيت) حين سئل هذا السؤال:
[أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة: يقول بعض الناس أن هناك فرق قد خرجت اسمها “الجامية”، حتى أطلقوها عليك،فما أدري من أين أتوا بهذا الاسم؟ ولماذا يطلقونها على بعض الناس؟]
الجواب: هذا من با ب، يعني من باب الحسد والبغضاء فيما بين بعض الناس، ما فيه فرقة جامية، ما فيه فرقة جامية، الشيخ محمد أمان الجامي – رحمه الله – نعرفه، من أهل السنة والجماعة، ويدعوا إلى الله – عز وجل – ، ما جاء ببدعة، ولا جاء بشيء جديد، ولكن حملهم بغضهم لهذا الرجل أنهم وضعوا اسمه وقالوا فرق جامية، مثل ما قالوا الوهابية، الشيخ محمد بن عبد الوهاب لما دعا إلى التوحيد، إخلاص العبادة لله سمو دعوته بالوهابية، هذه عادة أهل الشر مثل ما قلنا لكم يننفرون عن أهل الخير بالألقاب، وهي ألقاب ولله الحمد ما فيها سوء ولا قالوا بدعاً من القول، ما هو بس محمد أمان الجامي اللي ناله ما ناله، نال الدعاة من قبل، من هم أكبر منه شأن وأجل منه علم، نالوهم بالأذى، الحاصل أننا ما نعرف عن هذا الرجل إلا الخير، والله ما عرفنا عنه إلا الخير، ولكن الحقد هو الذي يحمل بعض الناس، وكل سيتحمل ما يقول يوم القيامة. اهـ
وقال في شريط آخر وموجود على الشبكة العنكبوتية (الإنترنيت) بصوته:
محمد الجامي هو أخونا وزميلنا تخرج من هذه الجامعة المباركة، وذهب إلى الجامعة الإسلامية مدرساً في الجامعة الإسلامية، وفي المسجد النبوي، وداعياً إلى الله سبحانه وتعالى، وما علمنا عليه إلا خيراً، وليس هناك جماعة تسمى بالجامي، هذا من الافتراء، ومن التشويه، هذا ما نعلمه عن الشيخ محمد أمان الجامي – رحمه الله – لكن لأنه يدعو إلى التوحيد، وينهى عن البدع وعن الأفكار المنحرفة صاروا يلقبونه بهذا اللقب. اهـ
ثانياً: قال العلامة عبد المحسن بن حمد العباد – سلمه الله – مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقاً والمدرس بالمسجد النبوي الشريف في مقال له: بعنوان: “الآثار السيئة لخلع باب الجامعة الإسلامية بالمدينة في عهدها الجديد” وتاريخ (27/1432هـ)، وموجود في الشبكة العنكبوتية (الإنترنيت):
ينبز بعض المناوئين لأهل السنة بعض أهل السنة بأنهم “جامية”، ومن النابزين بذلك أسامة بن لادن عندما كان في السودان قبل ذهابه منها إلى حركة طالبان بأفغانستان، وهذا النبز “بالجامية” لبعض أهل السنة نظير نبز المناوئين لأهل السنة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب “بالوهابية” تنفيراً منها، والذي عُرف بنسبة “الجامي” هو الشيخ محمد أمان الجامي – رحمه الله – الذي توفي قبل خمسة عشر عاماً تقريباً، وكان له جهود طيبة في بيان عقيدة أهل السنة، والدفاع عنها، وهذا الصحفي من النابزين بذلك. اهـ
وكتبه:عبد القادر بن محمد الجنيد.
ويلي هذه الحلقة قريباً – بإذن الله تعالى – الحلقة الثانية.
ولقراءة المقال بصيغة pdf