الحوثيون بين إيران والقاعدة
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
الحوثيون بين إيران والقاعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ……………….. أما بعد ،،،
فإننا نعايش هذه الأيام اشتباكاً بين أسود السنة الجيش السعودي وحثالة الرافضة المعتدين ( الحوثيين )، بسبب اعتداء الحوثيين على أراضي دولة التوحيد والسنة السعودية – حرسها الله -.
وهؤلاء الحوثيون من فرقة الجارودية من الطائفة الزيدية الشيعية ، وهم أعداء للاثني عشرية الرافضة، لأن الرافضة لم تُسم رافضة إلا لأنهم رفضوا زيد بن علي، وهو الذي تنسب إليه الزيدية، إلا أن الجارودية أقرب الطوائف الزيدية إلى الاثني عشرية مع بعدهم الشديد عنهم.
وقد تحول الحوثيون على يد بدر الدين الحوثي إلى اثني عشرية ، ولما ضايقه علماء الزيدية في اليمن بعد تأليفه لكتاب ( الزيدية في اليمن ) – والذي قرر فيه أوجه الشبه بين الزيدية والاثني عشرية – هاجر إلى طهران عاصمة دولة الرفض إيران، ومكث عندهم سنين عدداً، ثم توسط له رجالات عند رئيس اليمن حتى يسمح له بالرجوع إلى اليمن فوافق، فزاد نشاطه في تحويل الزيدية إلى اثني عشرية ، وفي عام 2002م أظهر ولده حسين معارضة الدولة ، وفي عام 2004م أقام مظاهرات مسلحة احتجاجاً على احتلال أمريكا للعراق، وكانوا ذوي قوة وتسليح شديد حتى اضطرت الحكومة اليمنية أن تواجههم بجيش عدده ثلاثون ألفاً وقتل على إثرها حسين بن بدر الدين ، ثم تولى أبوه زمام الأمر، ثم قتل فتولى إمرة الحوثيين ابنه عبدالملك، وهذه الاشتباكات الشديدة بين الحوثيين والحكومة اليمنية بإمرته . وكذا الاشتباك مع الدولة السعودية بإمرته . هذا ملخص ما وقفت عليه مما كتب عن الحوثيين من كتب مؤلفة ومقالات مسطرة .
والذي يهمني في هذا المقال أمور :
الأمر الأول/ أن قتال الحوثيين مع الدولة السعودية قتال ديني لا دنيوي وذلك أنهم اعتدوا على حرمة الدولة السعودية مع ضعفهم في مقابل أشاوس السنة رجال أمن السعودية ، فما الذي دعاهم إلى هذا وعند قرب أيام الحج؟
فإن قيل: الذي دعاهم أنهم يقولون إن السعودية هي الداعمة لليمن في قصفهم وقتالهم .
فيقال: إذا كانت مواجهة الدولة السعودية لهم في الخفاء وفي السر تؤذيهم ، فكيف بالمواجهة العلنية المكشوفة ، فهذا عذر مردود وراءه ما وراءه ويؤكد أنه قتال ديني أنهم صنيعة إيران ، ومعروف العداء الديني بين دولة الرفض إيران – كسرها الله – ودولة السنة السعودية – قواها الله – .
فإن قيل: ما الذي يثبت أن دولة إيران تدعمهم ؟
فيقال: أدلة كثيرة منها:
أن الحكومة اليمنية صرحت بوجود أسلحة إيرانية في أيديهم ، ومنها اعتراف العوفي أن الحوثيين عرضوا المساعدة المالية للقاعدة بالملايين دعماً من إيران . قال العوفي والذي هو رأس من رؤوس القاعدة باليمن قبل التوبة :
في لقاء بثته القناة الأولى للتلفاز السعودي مساء الجمعة 27 / 3 / 2009 في حلقة بعنوان / ” التضليل ” عن محاولة الحوثيين التنسيق مع تنظيم القاعدة بالقول : ” عندك الحوثيين أتوا وتكلموا شخصياً ، قالوا تريدون بالملايين إحنا نأتيكم من قبل “ايران” ويوم عرفت الأمر هذا في تحرك في إدارة ليست إدارة الشباب، إدارة تدير من فوق، ولكن الصورة الظاهرة مجاهدين “.
وقال : سبحان الله العظيم تبينت هذه الأمور واتضحت الصورة، فصرت أركز على هذه الأمور حتى عرفت أن هناك دول تقود هذه الفئة القليلة التي في اليمن “.
وتابع حديثه قائلاً :” أتانا شخصية من عند أفراد الحوثيين، قالوا هناك تنسيق من (إيران) وإذا كنتم تريدون الأموال إحنا مستعدون. ا.هـ
فإذا تبين أن القتال ديني فالواجب على المسلمين من أهل السنة الوقوف مع الدولة السعودية السلفية قلباً وقالباً قلماً ولساناً .
فالحرب بين محبي الصحابة، ومكفريهم ولاعنيهم .
الحرب بين الموحدين الذين أخلصوا العبادة لله، ودعاة الشرك الذين أشركوا مع الله في الربوبية أشد من شرك أبي لهب وأبي جهل .
(لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ )
فالله الله أيها البواسل وفرسان التوحيد في احتساب الأجر للانتقام لتوحيد الله ولصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الله الله يا عساكر التوحيد وحماة السنة أن تشفوا صدور إخوانكم أهل السنة في سحق الرافضة المكسورين بقوة الله .
ولتعلموا أنكم في جهاد وخائض المعركة رابح من كل وجه، فما بين قتيل يرجى له الشهادة أو قاتل قد ظفر بالفوز والغلبة على أعداء الدين ، (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ )
الأمر الثاني/ تأكيد عداء الرافضة لأهل السنة ، فلا ينسى التاريخ والمسلمون فعال ابن العلقمي الوزير الرافضي الخائن ، قال ابن كثير في البداية والنهاية – (13 / 200)
ثم دخلت سنة ست وخمسين وستمائة فيها أخذت التتار بغداد وقتلوا أكثر أهلها حتى الخليفة وانقضت دولة بني العباس منها – ثم قال – ووصل بغداد بجنوده الكثيرة الكافرة الفاجرة الظالمة الغاشمة ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة لا يبلغون عشرة آلاف فارس – ثم قال – وذلك كله عن آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي – ثم قال – ولهذا كان أول من برز إلى التتار هو، فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه، فاجتمع بالسلطان هلاكوخان لعنه الله، ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكوخان حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفساً، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت وقتلوا عن آخرهم – ثم قال – ثم عاد إلى بغداد وفي صحبته خوجة نصير الدين الطوسي والوزير ابن العلقمي وغيرهما، والخليفة تحت الحوطة والمصادرة، فأحضر من دار الخلافة شيئاً كثيراً من الذهب والحلي والمصاغ والجواهر والأشياء النفيسة. وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة. وقال الوزير: متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عاماً أو عامين، ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك، وحسنوا له قتل الخليفة فلما عاد الخليفة إلى السلطان هولاكو أمر بقتله . ويقال: إن الذي أشار بقتله الوزير ابن العلقمي والمولى نصير الدين الطوسي -ثم قال – فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة هون عليه الوزير ذلك فقتلوه رفساً وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه، خافوا أن يؤخذ بثأره فيما قيل لهم، وقيل: بل خنق . ويقال: بل أغرق فالله اعلم . – ثم قال – ومالوا على البلد، فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش وقنى الوسخ، وكمنوا كذلك أياماً لا يظهرون – ثم قال – وكذلك في المساجد والجوامع والربط، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم، وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي وطائفة من التجار أخذوا لهم أماناً بذلوا عليه أموالاً جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم – ثم قال – وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش وإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريباً من مائة ألف مقاتل منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف، ثم كاتب التتار وأطمعهم في أخذ البلاد وسهل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال، وذلك كله طمعاً منه أن يزيل السنة بالكلية، وأن يظهر البدعة الرافضة، وأن يقيم خليفة من الفاطميين، وأن يبيد العلماء والمفتيين – ثم قال – وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة، فقيل ثمانمائة ألف . وقيل: ألف ألف وثمانمائة ألف . وقيل: بلغت القتلى ألفي ألف نفس فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ا.هـ
فما أكثر ابن العلقمي في الرافضة لمن لم يأخذ العبرة والعظة من أهل السنة ، قال صاحب كتاب ماذا تعرف عن حزب الله : مع بداية قيام الثورة الخمينية في إيران وتولّيها للسلطة عام 1979 م، أوعز النظام الإيراني لأتباعه في السعودية، بالقيام بثورات ضد الحكومة السعودية القائمة، مما تسبّب هذا التحريض في قيام ما يسمّى ثورة الشيعة في القطيف عام 1400 هـ، حيث بدأت الشعارات والهتافات، مثل: «مبدؤنا حسيني، قائدنا خميني» «يسقط النظام السعودي» «يسقط فهد وخالد».
ومن خلال بروز الثورة الخمينية، والتواصل المنسجم بين إيران والقيادات الشيعية في السعودية، فقد عُهد إليهم بإنشاء منظّمة يكون مرشدها ومنظّرها هو الشيخ: حسن الصفّار، وتمت تسمية هذه المنظمة باسم:
منظمة الثورة الإسلامية لتحرير الجزيرة العربي، وصارت تسمّى فيما بعد بمنظّمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية. ا.هـ
ومن أواخر ما طالعنا إخوانُ ابن العلقمي اعتداؤهم على قبور الصحابة كقبر عثمان بن عفان – رضي الله عنه – راجع مقال الرافضة وحادثة البقيع
http://www.islamancient.com/mod_stand,item,32.html
يا أهل السنة إياكم وهؤلاء الرافضة الخونة، فما أضرهم وأكذبهم وأمكرهم، وهل يوجد سني عاقل يتخذ الرافضي بطانة ومشاوراً ؟
ومن الأخطاء الشنيعة توسع أهل السنة في مناظرة الرافضة، وهذا خطأ عقدي أجمع السلف على خطئه قال الإمام الآجري في كتابه الشريعة (1 / 59): هذا الذي نهينا عنه ، وهو الذي حذرناه من تقدم من أئمة المسلمين – ثم قال – وإن كان يريد مناظرتك ومجادلتك ، فهذا الذي كره لك العلماء ، فلا تناظره ، واحذره على دينك ، كما قال من تقدم من أنمة المسلمين إن كنت لهم متبعاً .- ثم قال – سكوتك عنهم وهجرتك لما تكلموا به أشد عليهم من مناظرتك لهم ، كذا قال من تقدم من السلف الصالح من علماء المسلمين .ا.هـ
وكم جرت هذه المناظرات من عواقب وخيمة؛ من ذلكم عرض الرافضي لشبهته أمام عوام أهل السنة .
فكم تقع الشبهة في قلوب خلق فتتمكن، ولا يكون الجواب شافياً أو يكون شافياً ولا يفهمه، فإن الشبه خطافة وسريعة التمكن والشيطان لها داعم ومزين.
ومما جرته هذه المناظرات من عواقب وخيمة أن كثيراً من المناظرين يتساهل في خطاب الرافضي ليقنع الرافضة بطرحه فيهتدوا – بزعمه – فتراه يقول للرافضي اللعين أخي الكريم ، أو أيها الشيخ الناصح وهكذا ..
فيتلخص عند الناس أن الرافضة مخطئون، لكن لا يصح أن يعادوا بل هم إخوة كرام ومشايخ أفاضل ، وخلوص الناس بمثل هذا مصيبة كبيرة وزرية عظيمة .
فإن قيل: قد اهتدى خلق على أيديهم فتركوا الرفض ؟
فيقال: وقد ضل خلق كثير من أهل السنة بأن ميعوا الخلاف بين الرافضة وأهل السنة، ورأس المال مقدم على الربح كما يدل عليه الشرع والعقل .
الأمر الثالث/ الإخوان المسلمون والحوثيون :
كتب الإخوان المسلمون بياناً إلى خادم الحرمين الشريفين ملكنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز – وفقه الله – ولي مع بيانهم ثلاث وقفات :
الأولى: دعوتهم لإيقاف قتال الحوثيين المعتدين، لأن دماءهم حرام وسكوتهم وتخاذلهم عن دخول الحوثيين أراضي بلاد التوحيد والسنة ، بل وتخاذلهم وسكوتهم عن أهل السنة الذين قتلوا على أيدي الرافضة في إيران أو بسبب إيران كالعراق ولبنان ، بل ووقوفهم مع حزب الله في لبنان التي نتيجتها تدمير البنية الأرضية لأهل السنة هناك ، فهل يا ترى مواقف الإخوان المسلمين هذه المواقف المخزية تؤكد ما يذكر من أنهم صنيعة الإنجليز كما يشير إلى ذلك صاحب كتاب الإخوان المسلمين في الميزان .
الثانية: أن في خطابهم إشادة بأن السعودية داعية إصلاح وجمع للكلمة .
إذا كانوا حقاً يعتقدون هذا في السعودية فلماذا خذلوا السعودية في حرب صدام وكانوا قبل زاروا الملك فهد – رحمه الله – واجتمعوا به ومعه سمو الأمير نايف ، وذكر هذا للإعلام الأمير نايف – حفظه الله – أعطوا السعودية كلاماً ، ثم غدروا بالسعودية، ووقفوا مع صدام المحتل لأراضي الكويت وأجزاء من الأراضي السعودية .
إن الإخوان المسلمين سياسيون لا أهل دين، والسياسيون سياسة غير شرعية لا يوثق بهم، وتزداد خطورتهم بإيهام الناس أنهم أهل دين وغيرة عليه ، وتالله إنهم كاذبون إما بعلم وإما بواقع الحال – عجل الله بإراحة المسلمين منهم – فكم تعاونوا مع دولة الرفض إيران ، فأين عقيدتهم لو كانوا أصحاب عقيدة ودين ؟
الأمر الرابع/ الحزبيون والحركيون في السعودية :
هؤلاء تجاه هذه الأحداث وأمثالها أصناف ؛ صنف ساكت ، وآخرون ينقدون الحوثيون لكن يلحقون الدولة السعودية معها في اللوم من قريب أو بعيد.
ولو كان الاعتداء على فلسطين أو أفغانستان أو الشيشان أو البوسنة لرأيت الخطب تلو الخطب، ورسائل الجوال تلو الرسائل في الدعاء لإخواننا هناك -وهذا حق – ، لكن بما أن الدافع الأخوة كما يزعمون، فلماذا هم ساكتون عن اعتداء الحوثيين على أراضي دولة التوحيد والسنة السعودية – حرسها الله -وتشريد الحوثيين ألوفاً من اليمنيين في أرض اليمن .
إن الحزبيين في السعودية يتلاعبون باسم الدين والإسلام ، إن أول ما وقعت فعال الإرهابيين الخوارج التخريبية تماوتوا فمنهم من نسبه إلى الأمريكان ومنهم من نسبه إلى الدولة السعودية بحجة إرادة التخلص من أهل الخير -هكذا يزعمون وكأنهم يتكلمون عن دولة يهود – ، ثم لما بان كذبهم وأصبح تدليسهم مكشوفاً أنكروا الفعل مع شيء من التبرير بحجة أن هؤلاء يريدون قتل الأمريكان ، فلما انكشف تدليسهم اضطروا لإنكار هذه الفعال التخريبية حتى لا ينبذهم الناس ويسقطوا في أعينهم ولأن الدولة شدت وحزمت فخافوا أيضاً .
فلا تستبعدوا أن يخرجوا بيانات في إنكار حال الحوثيين، لكن …
الأمر الخامس/ أبشروا يا رجال الأمن يا أسود السنة إنكم على خير فأنتم ما بين حسنى النصر أو حسنى الشهادة ، وإليكم فتوى لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – لما اعتدى صدام حسين على أراضي السعودية :
مجموع فتاوى ابن باز (18 / 92):
السؤال: أبناؤكم المرابطون على الجبهة يسألون سماحتكم عما إذا كان لهم أجر المرابط في سبيل الله .. وأنتم تعلمون أنهم يواجهون عدوا ثبت من سلوكياته أنه لا يرعى عهداً ولا يحفظ حقاً..؟ ويسألون أيضاً هل يدخل في الجهاد الدفاع عن الوطن والعرض والممتلكات؟ كما يأملون توجيه نصيحة لهم؟
ج : قد دل الكتاب والسنة الصحيحة على أن الرباط في الثغور من الجهاد في سبيل الله لمن أصلح الله نيته ؛ لقول الله جل وعلا: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: « رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجرى عليه رزقه، وأمن الفتان » رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها » .
وفي صحيح البخاري – رحمه الله – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار » .
ولا شك أن الدفاع عن الدين والنفس والأهل والمال والبلاد وأهلها من الجهاد المشروع، ومن يقتل في ذلك وهو مسلم يعتبر شهيدا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من قتل دون دينه فهو شهيد, ومن قتل دون ماله فهو شهيد, ومن قتل دون أهله فهو شهيد, ومن قتل دون دمه فهو شهيد » .
ونوصيكم أيها المرابطون في الجبهة بتقوى الله والإخلاص لله في جميع أعمالكم، والمحافظة على الصلوات الخمس في الجماعة، والإكثار من ذكر الله عز وجل، والاستقامة على طاعة … إلى آخر الجواب .
وإن أردت الاستزادة فاستمع لمحاضرة بعنوان ( الحوثيون وأسود السنة )
http://islamancient.com/lectures,item,779.html
أسأل الله أن يعز دينه ويكسر الرفض وأهله ويقر أعيننا بتبديد جموع الحوثيين وأنصارهم في إيران والعالم كله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته