الرد على مقال عبدالرحمن عبدالخالق المعنون ب: (هذا ما فعله الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في نفسه ومن تبعه )
محمد بن راشد الحبشان
بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على مقال عبدالرحمن عبدالخالق المعنون ب:
(هذا ما فعله الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في نفسه ومن تبعه )
أرسل إليّ ثلاثة من الإخوة الأفاضل ممن تلزمني إجابتهم مقالا منسوبا لعبدالرحمن عبدالخالق عن الشيخ ربيع ومنهجه في التعامل مع المبتدعة
ومذ قرأته لأول وهلة تبين لي أن فيه كذبا وتجنيا على الشيخ وعلى الدعوة السلفية إذ نسب للشيخ ماهو براء منه وإذ أنكر أمورا لازال أئمة الدعوة السلفية قديما وحديثا يقررونها ويدعون لها ، فآثرت الرد بالنقول الموثقة بعيدا عن الكلام الإنشائي الذي لا طائل تحته ، وهذا الرد يحتمل أكثر مما نقلت فيه حيث جمعته على عجل ومع كثرة شغل ولكن كما يقال : الحر تكفيه الإشارة ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق
فأقول مستعينا بالله وعليه توكلي:
قول صاحب المقال :
“ومن هذه الأصول أن كل من وقع في بدعة فهو مبتدع.”
كذب على الشيخ ربيع
وللشيخ ربيع مقاطع ينهى فيها عن ذلك ويرد على من يتبنى هذا الباطل وهم الحدادية وردوده عليهم مشهورة منشورة وهذا أحدها:
قول صاحب المقال :
“وأن المبتدع لا يقبل منه إحسان قط.”
إن كان يقصد لا يقبل الله من الموحد المبتدع عمل فهذا افتراء وعلمه عند الله وإن كان القصد من بدعته تكفره فلا أظن صاحب المقال يخالف في ذلك إذ لا يقبل الله عمل الكافرين (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) .
وإن كان قصده عدم ذكر حسناته عند التحذير منه فهذا منهج سلفي أصيل وهو ما يقرره مشايخ السنة :
ابن باز رحمه الله
وابن عثيمين رحمه الله
والفوزان حفظه الله
وغيرهم كثير ..
قول صاحب المقال :
“من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع مثله .”
فهذا منهج سلفي ولشيخنا ابن باز مقطع في ذلك ونقولات السلف في ذلك متواترة ، فمن كان مبتدعا وظهرت بدعته وتوفرت الشروط وانتفت الموانع وحكم عليه علماء السنة بذلك وعلم شخص بضلاله ثم لم يبدعه أودافع عنه فهو مثله .
كلام شيخنا ابن باز رحمه الله فيمن يثني على أهل البدع
واستمع إلى كلام شيخنا صالح الفوزان حفظه الله في ذلك:
قال صاحب المقال :
“الشيخ ربيع وجماعته …”
الشيخ ليس له جماعة سوى جماعة المسلمين وليس كالإخوان الذين يسوغون الجماعات والبيعات وللشيخ ربيع كتاب بعنوان : جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات
قدم له الشيخ صالح الفوزان وهو بالمناسبة رد على عبدالرحمن عبدالخالق بيّن فيه مخالفاته موثقة ، وهذا هو رابط الكتاب بصيغة PDF:
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=43685
قول صاحب المقال :
“تأسيس الجمعيات والمؤسسات الدعوية بدعة .”
إن كانت دعوتها على السنة الخالصة وهي تحت إطار الدولة وليس فيها منازعة لها وليس فيها تحزيب للمسلمين عن جماعتهم فلا بأس ، أما إن فقدت شيئا من ذلك فلا ، ثم تكلم صاحب المقال على وجه الانتقاد عن تبديع الشيخ ربيع جماعة التبليغ ، وهذا لم ينفرد به الشيخ ربيع بل كثير من علماء السنة على تبديعهم والتحذير منهم .
وهذه آخر فتاوى
شيخنا ابن باز رحمه الله
وابن عثيمين
وقبلهم الشيخ ابن إبراهيم
http://www.al-afak.com/showthread.php?t=10997
والألباني
والعباد
والفوزان
واللحيدان
وغيرهم من علماء السنة متواردون على تبديعهم .
قول صاحب المقال :
“أي قيام لأمر بمعروف أونهي عن منكر فإنه خروج وأن الإمام لاينصح إلا سرا وبهذا الأصل الفاسد …”
فالجملة الأولى يظهر أن مراده الأمر والنهي للسلطان وهذا من الكذب على السلفيين فإنهم يقولون بما نطقت به النصوص ومنها أن “أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”
لكن هذا وفقا للطريقة الشرعية بحيث يكون أمامه وتغلب المصلحة بحيث لا يترتب على الإنكار منكر أعظم ، وأما نصح الإمام سرا والذي حكم عليه بأنه أصل فاسد !!!
فهذا منطوق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيح :” من أراد أن ينصح لذي سلطان فلايبده علانية وليأخذ بيده …”
وهو الثابت عن الصحابة كأسامة بن زيد وغيره ، وهذا ما سار عليه علماء الدعوة السلفية من الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الذي أكد على ذلك في أكثر من موضع ومنها قوله رحمه الله: والجامع لهذا كله أنه إذا صدر المنكر من أمير أو غيره أن ينصح برفق وخُفية ما يشرف عليه أحد. [الدرر السنية 8/50]
يشرف:يطلع
وحتى شيخنا ابن باز رحمه الله كلهم على ذلك
http://www.binbaz.org.sa/fatawa/1935
وابن عثيمين
والفوزان
وغيرهم كثير …
قول صاحب المقال منتقدا وصف الشيخ ربيع :
“بحامل لواء الجرح والتعديل”
الذي أعلمه أن أول من وصف الشيخ بذلك هو الإمام المحدث المحقق ناصر الدين الألباني رحمه الله
وليس معنى ذلك أنه معصوم ولكنه يعتبر إماما في عصرنا في هذا الباب
قال صاحب المقال :
“وكنت أقول له : يا ربيع إن علم الجرح والتعديل قد انتهى تطبيقه في عصرنا.!!!”
فهذا قد رده علماء السنة من قرون
فقد قال ابن رجب رحمه الله في الفرق بين النصيحة والتعيير (3/464-مجموع الرسائل): “ولا فرق بين الطعن في رواة ألفاظ الحديث، ولا التمييز بين مَن تقبل روايته ومن لا تقبل وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّل شيئًا منها على غير تأويله، وتمسك بما لا يتمسك به، ليُحذر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضًا “.
وهنا مزيد بيان حول هذه المسألة المهمة
https://alrbanyon.com/forums/index.php?page=topic&show=1&id=12789
قال صاحب المقال:
“فإنهم لم يتعرضوا لأحد من أهل البدع الحقيقية ..!!!!”
وهذا والله كذب له قرون ، فقد رد السلفيون على شتى فرق الضلال كما هي سنتهم فردوا على اليهود والنصارى والعلمانيين والليبراليين والرافضة والصوفية والعقلانيين المعتزلة والأشاعرة بالإضافة للإخوان والتبليغ والقاعدة وداعش والنصرة الخ …
ومن أمثلة ذلك:
كلام الشيخ ربيع عن كيد اليهود والنصارى:
تحذير الشيخ ربيع على العلمانيين والليبرالين:
الشيخ رسلان يرد على العقلانيين والمعتزلة:
كلام الشيخ الجامي في الإباضية والشيعة:
رد الشيخ الجامي على المعتزلة والأشاعرة:
رد الشيخ الجامي على العقلانيين:
رد الشيخ الجامي على العلمانية:
وغيرها كثير …
قال صاحب المقال :
“وأما اليهود والنصارى وأهل البدع الخارجة عن الإسلام فقد سلموا منهم بل والوهم!!”
وهذا من الكذب الكبار والإفتراء والفجور في الخصومة ويكفي ما نقلته من الردود في النقطة السابقة لرده وغيرها كثير لمن طلبها في مظانها .
أما دعواه :
“موافقة ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله له في الجماعات”
فهذه دعوى يتبين صدقها من النظر في فتاواهما وعندما نتتبع ذلك نجد أن مشايخنا رحمهم الله كانوا يثنون على الجماعات أو الأشخاص على نحو ما وصلهم من علم عنهم وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع لذا اختلفت أحكامهم عليهم في آخر حياتهم لما انكشف أمر هذه الجماعات ودعوتها ودعاتها فبدعوها وحذروا منها ويبينوا ضلالها .
وهذه فتوى شيخنا ابن باز رحمه الله الأخيرة في الإخوان والتبليغ
وهذه فتوى شيخنا ابن عثيمين رحمه الله في تبديع كلتا الجماعتين موثقة بنقل العدول
بل كانوا يحيلون على الشيخ ربيع في ذلك كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عندما سئل عن سيد قطب :
وشيخنا ابن باز رحمه الله عندما كثر الحديث عن المودودي طلب من الشيخ ربيع تزويده بما له عليه من ملاحظات
http://www.rabee.net/ar/papers.php?id=14
وبعدما تم نقله يتبين مخالفة صاحب المقال لما هو مقرر من منهج أهل السنة في باب التعامل مع المبتدعة وهنا إشارات مختصرة لذلك
http://www.maktabada.com/casharo_dagaal/Salafiyah/naqd/manhajanqd.html
كما يتبين حجم التجني الكبير على الشيخ ربيع حفظه الله وأطال عمره على طاعته وهذه بعض النقول عن بعض علماء السنة تبين منزلته عندهم
http://www.maktabada.com/casharo_dagaal/Salafiyah/olamamadinah/madenah.html
وهنا مقطعين لشيخنا العلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله الأول يبين عظيم قدر الشيخ ربيع عنده رحمه الله
والثاني فيه شهادة الشيخ ابن عثيمين ببراءة الشيخ ربيع من الحزبيات التي تتسمى بالسلفية
قارن ما تقدم نقله عن كبار علماء السنة في تزكية الشيخ ربيع والثناء عليه وبين ما قالوا في صاحب المقال -هداه الله –
ملاحظات شيخنا ابن باز رحمه الله على صاحب المقال
https://binbaz.org.sa/article/509
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
1
2
الشيخ الألباني رحمه الله
شيخنا صالح الفوزان حفظه الله
وهذا الشيخ صالح بن غصون رحمه الله يحذر من صاحب المقال ويجرحه بألفاظ قوية
واستمع لهذه الطامة لصاحب المقال التي يحتفي فيها بالثورات والربيع العربي !!
بل ويرى جواز الاحتفال بذلك ويشبهه بيوم بدر وفتح مكة …
وقد تركت بعض ما قال صاحب المقال لأنه من علم الغيب النسبي والله يقضي فيه بينهما يوم الفصل وكل خصم حجيج نفسه والله حكم عدل لا يظلم عنده أحد ونبرأ من كل مخالفة لمنهج السلف صدرت من أي شخص كائنا من كان .
هذا ما تيسر وماتركت أكثر مما ذكرت ، وأسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ويثبت مطيعهم ويزيده هدى وتوفيقا وأن يكفينا شر دعاة الفتن والأهواء ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه :
محمد بن راشد الحبشان
صبيحة اليوم الخامس من ذي الحجة لعام 1438