الرد على من أنكر صيام عاشوراء

د. حسن بن صنديح العجمي

الرد على من أنكر صيام عاشوراء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله وعلى اله وصحبه ..

أما بعد فقد تداول الكثير مقطع ذاك الرجل الذي يدعي العلم والفهم وهو اجنبي عنهما ، فزعم زورا وبهتانا ان صيام عاشوراء اكذوبة على حد زعمه ، وما علم المسكين انه قد فضح نفسه واظهر سوءته .!

وباختصار فإن محور كلامه يكمن في أربع نقاط :

١-زعمه بأن حديث عاشورا موضوع ومكذوب

٢-كيف يجهل النبي ان هذا يوم عاشوراء عندما قدم للمدينة؟!

٣-تقليدا النبي لليهود في صيام عاشوراء لما علم أنهم يصومونه فكيف يتابع اليهود ويوافقهم .!

٤-دعواه التعارض بين حديثين الحديث الأول: لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم “إن اليهود تصوم عاشوراء ، فقال لئن بقيت الى العام القابل لاصومن التاسع” فمات ولم يصمه…

الحديث الثاني “أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة قيل له إن اليهود تصوم عاشوراء فصامه وأمر بصيامه” ، وهذان الحديثان ظاهرهما التعارض والتناقض على حد زعمه ، فالحديث الاول في اخر حياته والحديث الثاني في اول قدومه للمدينة .!

٥-ان اليهود جلاهم النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الخامسة ، فكيف يقول الصحابة للنبي في اخر سنة من حياته ان اليهود يعظمون عاشوراء ؟! وهم ليسوا في المدينة.!

المناقشته :

النقطة الاولى: ((وهي ان الحديث موضوع وكذب))

الجواب: هذا الجاهل يظن أن حديث عاشوراء هو حديث واحد في بابه وما علم أنه قد ورد فيه أحاديث كثيرة جدا لا يضاهي أحاديثه كثرة أي يوم من أيام السنة ولا يوم عرفة.!

بل ذكر بعض العلماء أنها متواترة كما سوف يمر معنا لاحقا..

ومع ذلك نقول: ولو كان حديث عاشوراء حديثا واحدا ، وقد صح سنده وعمل به العلماء وجب قبوله والعمل به وعدم رده بالعقل .!

((روايات حديث عاشوراء في البخاري)).

البخاري وحده في صحيحة قد ذكرما يقارب سبعة أو ثمانية أحاديث عن الصحابة( ابن عمر وابن عباس وابن مسعود وعائشة وسلمة بن الاكوع والربيع ومعاوية ) كل واحد من هولاء الصحابة ينقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم صيام عاشوراء والامر به .! وبعضهم تتعدد الطرق عنه ، فليس هناك مجال قط لادنى شك في صحته .! هذا في صحيح البخاري فقط فكيف بباقي كتب الحديث؟! وانا ضربت مثالا باصح كتاب من كتب الاحاديث ليدل على ما سواه ويكون غيره من باب اولى.

فهل هناك مثال واحد لحديث يضاهي أحاديث عاشوراء كثرة وشيوعا؟!

((مقارنة أحاديث عاشوراء بغير)).

حتى احاديث عرفة لم توازي ربع احاديث عاشوراء.! فصيام عرفة في البخاري ورد بحديثين فقط ولم تتعدد طرقهما.!

بل لا يوجد فضل يوم قط قد وردت فيه الاحاديث في البخاري كما ورد في عاشوراء حتى ليلة القدر.!

((تواتر أحاديث عاشوراء)).

احاديث عاشوراء متواترة ؟! قال ابن الجوزي “يوم عاشوراء يوم تواترت فيه الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم”.! (بستان الواعظين ص٢٥٧)

وقال الشيخ الالباني كما في “السلسلة الضعيفة” (٣٠٩/٨): “تواتر أنه اليوم العاشر”.!

وهذا العلامة الكتاني في كتابه “نظم المتناثر” المختص بسرد الاحاديث المتواترة وقد قيل في مدح هذا الكتاب

هاك نظم المتناثر … من حديث متواتر

فاق في حسن نظام … عقد در وجواهر

ومما ذكره من الاحاديث المتواترة صوم عاشوراء”.! (ص١٣٤)

فهل يـُعقل أن حديثا متواترا وبأصح الاسانيد ويكون مكذوبا.!

((مناقشة النقطة الثانية))

وهي: كيف يجهل النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا يوم عاشوراء عندما قدم للمدينة.

المناقشته: هذا المتعالم يتعجب كيف يجهل النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء لما قدم للمدينة وكيف كان يجهل ان اليهود تصومه؟ فواضح من كلامه ومن تعجبه انه من الصوفية الغالين الذين يدعون ان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب وانه يعلم ما كان وما سيكون ومالم يكن لو كان كيف يكون .! فمثله كمل الشيعة الذين يدعون ذلك في أئمتهم ، وهناك سر للتقارب بينه وبين الشيعة فالشيعة ينكرون صيام عاشوراء ويذمون اهل السنة بصيامه ويدعون علم الغيب لائمتهم ، وقد ظهر من كلام هذا الرجل ما يوافقهم ولكن لا يستطيع ان يصرح به .! ولكن اذا خلوا في حضراتهم وجلساتهم ابانوا عن ذلك ، فلا تتعجب من موافقته اياهم.!

ولا تتعجب او تستبعد ذلك فان هولا الصوفية يتبعون مشايخهم وانظر ماذا يقول شيخهم صاحب البردة في وصف النبي” ومن علومك علم اللوح والقلم”.! فاذا كان النبي من علومه علم اللوح والقلم والذي في اللوح هو كل شي فالنبي قد علم كل شي.!

وهذا الجاهل كان اول كلامه الذي صدر به سخافاته هو تعجبه “كيف يجهل النبي ان اليهود تصوم عاشوراء”.!

وردا ع ذلك :

فقد جاء في القران نفي علم الرسول ببعض الحوادث مما يدل ان النبي قد يخفى عليه الشي فهو لا يعلم الغيب ولا يعلم الا ما علمه الله .

قال تعالى ” ذلك من انباء الغيب نقصه عليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا”

فالله جل جلاله يبين ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم بعض الحوادث عن الامم السابقة..

وقال تعالى”ومن اهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم” فهولاء المنافقون هم جيران الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة ومع ذلك ((لا يعلمهم ولا يعرفهم)).!

((مناقشة النقطة الثالثة))

الرد على قوله :إن النبي صلى الله عليه وسلم قد صامه تقليدا لليهود لما علم انهم يصومونه فكيف يتابع اليهود ويوافقهم ؟!

اولا :النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء وهو في مكة قبل أن يهاجر كما في صحيح البخاري عن عائشة.! فسقط قوله من اصله أنه صام عاشورا تبعا لليهود ، وهذا شأن كل من قفز على احاديث النبي بغير علم وفهم فلابد ان يضطرب ويفتضح.!

ثانيا: وتنزلا -بأنه لم يصم عاشوراء الا لما قدم المدينة ووجد اليهود يصومونه- فنقول: لم يصم النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء متابعة لليهود بل صامه موافقة لموسى وانظر لهذا الحديث الذي في البخاري

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما قدم المدينة، وجدهم يصومون يوما، يعني عاشوراء، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرا لله، فقال «أنا أولى بموسى منهم» فصامه وأمر بصيامه”.! (صحيح البخاري ١٥٣/٤)

((سبب بعض الاشكالات في الأحاديث))

والذي اشكل على هذا الجاهل أن بعض الاحاديث تاتي مختصرة وبعضها تأتي تامة فالجاهل الذي لم يعش مع احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يعرف منهجية العلماء في التعامل مع الاحاديث النبوية = سوف يضرب بعضها ببعض كما حصل لهذا المتعالم .!

فبعض الاحاديث في صيام عاشوراء أتت مختصرة ((أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد اليهود يصومونه فصامه)) ، فيظن أن النبي صلى الله عليه وسلم صامه موافقة لليهود ، والسبب اختصار هذه الرواية ، ولكن لو اطلع على الرواية الأتم وفيها: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم وجدهم يصومونه فسالهم فقالوا إن موسى صامه فقال انا اولى بموسى فصامه)).! فهذه الرواية تبين أنه تابع اخيه موسى عليهما الصلاة والسلام..

وأيضا لو أخذنا بالرواية السابقة لقلنا أن النبي لم يكن يصومه ، وإننا صامه عندما قدم للمدينة ، ولكن لو ضممنا لهذ الحديث الحديث السابق عن عائشة لتبين أنه كان يصومه في مكة …

اذن لابد من مراعاة أمرين قبل أن يهجم الواحد على أحاديث النبي ويفسرها من رأسه ، ويضرب بعضها ببعض ، وهذان الأمران هما:

الأمر الأول: جمع روايات الحديث الواحد ليقضي اللفظ التام على اللفظ المختصر ويوضحه ويبينه

الأمر الثاني: جمع هذا الحديث مع الأحاديث الأخرى ليتبين المراد منه ويتضح تفسيره وتزول إشكالاته..

ثالثا: وتنزلا آخر ، نقول: ((لو صامه النبي صلى الله عليه وسلم موافقة لليهود ، فهل في ذلك شيء أو مذمة ؟!

الم يكن النبي يحب موافقة اهل الكتاب

فقد جا في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رءوسهم، فكان أهل الكتاب يسدلون رءوسهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه». (١٨٩/٤)

وقد كان النبي يفرح بانتصار اهل الكتاب على المشركين كما فرح بانتصار الروم على الفرس .! لان اهل الكتاب بلا شك اقرب من المشركين.

الم يكن النبي يستقبل الشام بيت المقدس وكانت اليهود يستقبلونه؟! فهل في هذا كله نقص أو عيب؟!

((مناقشة النقطة الرابعة)).

الرد على قوله : أن الصحابة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم (إان اليهود تصوم عاشوراء فقال لئن بقيت الى العام القابل لاصومن التاسع فمات ولم يصمه وهذا واضح بأن النبي لم يكن يعلم أن اليهود تصوم عاشوراء إلا في أخر حياته..! وهذا يناقض الحديث الآخر الذي يبين ان النبي لما قدم المدينة وجد اليهود تصوم عاشوراء )) ، فهذا تناقض على حد زعمه فالحديث الاول في اخر حياته والحديث الثاني في اول قدومه للمدينة .!

المناقشته:

وكما مر معنا أن الحديث إذا لم تُجمع طرقه لا يتبين معناه..

الحديث الذي هو محل اشكال حديث ابن عباس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع» فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه.(رواه مسلم)

اولا:النظر فيه من حيث الدراية.

((مراحل صيام عاشوراء)).

لابد أن نعرف المراحل التي مرَّ بها صيام عاشوراء ليتضح الاشكال..

المرحلة الأولى: كانت قريش تصومه وكان النبي يصومه في مكة كما في حديث عائشة في البخاري..

المرحلة الثانية: لما هاجر للمدينة علم أن موسى صامه فتاكد ذلك عند النبي وامر بصيامه فاصبح صيامه واجبا على القول الراجح وكان هذا قبل فرض رمضان ..

المرحلة الثالثة: لما فرض رمضان نسخ فرض صيام عاشوراء وبقي استحباب صيامه وكان النبي ايضا كما مر معنا يحب موافقة اهل الكتاب..

المرحلة الرابعة: أمر النبي بصيام تاسوعاء مع عاشوراء مخالفة لليهود ، كما جاء في حديث ابن عباس السابق ولعل محبة مخالفته اياهم كان في اخر حياته ، كما ذكر شيخ الاسلام أن المخالفة لم تشرع الا اذا استحكم الدين وظهر على كل شي ، فعند ذلك قال له الصحابه إن اليهود تصوم عاشوراء وانت تحب مخالفتهم فقال مبينا لهم ومرشدا ومقررا شريعة مخالفتهم إني [ إن بقيت الى العام القابل خالفتهم بصوم التاسع مع العاشر فمات ولم يصمه].! فلا تظن أن الصحابة ذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم صيام اليهود في هذا الحديث لانه كان يجهل ذلك ؟! لا . كيف يجهل ذلك وهو قد علم عند اول قدومه للمدينة انهم يصومونه كما تواترت به الاحاديث ؟! وانما ذكروا ذلك للنبي ليعلموا هل سيخالفهم ايضا في صيام عاشوراء ؟ فكان جوابه صلى الله عليه وسلم بانه سوف يخالفهم بصيام التاسع.!

وبهذا تبين للكل ان النبي كان يعلم ان اليهود تصومه من اول قدومه للمدينة .! وانما الذي حصل ان النبي كما مر معنا كان يحب موافقة اهل الكتاب فلما انتشر الاسلام واتت الوفود وقوي الاسلام واستحكم الامر كان من تمام ذلك مخالفة النبي لليهود فخالفهم النبي ووردت احاديث كثيرة مثل “اصبغوا فان اليهود لا يصبغون” ومثل “صلوا في النعال فانهم لايصلون فيها” ، بل قد استحكم في قلوب الصحابة محبة مخالفتهم حتى أن بعض الصحابة ((كما في صحيح مسلم )) أتوا إلى النبي يسألونه أن يجامعوا نساءهم وقت الحيض زيادة في مخالفة اليهود لأن اليهود كانوا يجانبون النساء مطلقا وقت الحيض ، وما طلبوا ذلك إلا أنهم قد سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم كثرة الاحاديث الآمرة بمخالفة اليهود حتى قالوا كما في الصحيح ((ان هذا النبي لا يكاد يدع شي الا خالفنا فيه)) وهكذا وكان من ذلك صيام عاشوراء فالصحابة لما راوا من حال النبي مخالفتهم وظهر ذلك جليا كانهم ارادوا ان يستفصلوا عن صيام عاشوراء ولكن بادب فاستخدموا التعريض ، فان قال قائل ولماذا لم يصرحوا فيقولوا ( ان اليهود تصومه وتعظمه الا نخالفهم ) فالجواب ان النبي كان يكره ذلك وخاصة بعد حادثة الذين قالوا له الا نجامع النساء وهن حيض مخالفة لليهود؟ فغضب النبي غضبا شديدا. والحديث في مسلم.

فاخذ الصحابة يعرضون في مخالفة اليهود فانهم كانوا يحبون مخالفة اليهود فلذلك كان سوالهم عن عاشوراء تعريضا للمخالفة ولكن بادب ، فرضي الله عنهم وارضاهم .

فقول الصحابة للنبي ان اليهود تصوم عاشورا وتعظمه لا يقصدون بذلك اخباره فانه يعلم انهم يصومونه من اول قدومه للمدينة وانما ارادوا بذلك المخالفة : اي فهل سنخالفهم في عاشوراء فكان الصحابة كانوا يتشوفون لمخالفتهم فذكر لهم النبي انه سوف يخالفهم.

ثانيا: ((النظر في الحديث من حيث الرواية)).

الحديث الذي هو محل اشكال حديث ابن عباس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع» فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه.(رواه مسلم)

رواه مسلم من طريق يحيى بن ايوب.

ويحيى بن ايوب متكلم فيه ، قال ابن القيم كما في الزاد(٦٨٣/٥): “جرحه احمد” ولخص الحافظ اقوال العلماء فيه فقال”صدوق ربما اخطأ”.!

ولعل هذا من خطأه ، فانه لم يذكر هذا الحديث بهذا السياق الا يحيى بن ايوب فان الناس روو صيام عاشوراء عن ابن عباس وتعددت الطرق عنه في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما فلم يذكروا هذا المتن بهذا السياق المشكل الذي ذكره يحيى بن ايوب وتفرد به .! وايضا قد روى عدد كبير من الصحابة وتواتر عنهم احاديث عاشوراء ولم يذكر احد منهم هذا السياق الذي اورث الاشكال.!

ولعل سبب الخطأ ان يحيى بن ايوب جمع بين حديثين فجعلهما حديثا واحدا ، فاورث الاشكال ، وكلا الحديثين عن ابن عباس فقد جاء عن ابن عباس حديث عن صيام عاشوراء في اول قدوم النبي للمدينة وجاء حديث اخر في اخر حياته عن صيام التاسع مع العاشر ، وكلا الحديثين منفصلين عن بعض .! فلعل يحيى بن ايوب دمجهما في حديث واحد فحصل الاشكال.

وسوف اسرد الحديثين ليتبين للقارئ ذلك:

الحديث الاول:

عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم يوم عاشوراء، فسألهم، فقالوا: هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نحن أولى بموسى منهم فصوموه»(رواه البخاري)

وهذا كان في اول قدومه.

الحديث الثاني:

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» (رواه مسلم)

وهذا كان في اخر حياته.

فعند رواية الحديثين كل واحد على حدة فلا اشكال، ولكن اذا جُعلا حديثا واحدا حصل الاشكال.!

((مناقشة النقطة الخامسة)).

الرد على قوله: ان اليهود جلاهم النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الخامسة فكيف يقول الصحابة للنبي في اخر سنة من حياته ان اليهود يعظمون عاشوراء .!

اولا: ان ليس من شرط مخالفة اليهود واستحبابها أن يكونوا بين المسلمين ، لأن المخالفة دينية لا شخصية..

ثانيا: ان اليهود كانو في خيبر مكثوا فيها الى صدر من خلافة عمر ثم جلاهم عمر. وخيبر قريبة من المدينة.!

كتبه/حسن صنيدح


شارك المحتوى: