السلفية في سطور
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
السلفية في سطور
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته … أما بعد:
فإن الدعوة السلفية هي الدعوة الحق بإجماع أهل العلم ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4 / 149): لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه، واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق . فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً ا.هـ
وهي تعني البقاء على الدين الصافي والإسلام الخالص من الشوائب ، الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فإن ذاك الدين هو الدين الكامل، وكل دين لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام فليس ديناً ، بل هو مما أدخل فيه ؛ لأن الله أكمل دينه لما قال : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )
فعلى هذا كل دين لم يكن يومذاك فليس ديناً حقاً، بل من الدخيل الذي يجب أن تنقى الشريعة منه؛ لذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نَحذر البدعة وأهلها ، فقال في البدعة فيما أخرج مسلم عن جابر:” وكل بدعة ضلالة ” ، وقال في أهلها ما أخرج الشيخان عن عائشة :” إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم “
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود: إذا رأيتم الحدث فعليكم بالأمر الأول.
وأنبه إلى أمور باختصار، وقد فصلتها بأطول من هذا في كتيب بعنوان : الدعوة السلفية حقيقتها وبراءتها من ضلالات بعض المنتسبين إليها
http://www.islamancient.com/play.php?catsmktba=101559
الأمر الأول: أن للدعوة السلفية أصولاً ثلاثة تستمد منها العقائد والأحكام؛ الكتاب وصحيح السنة وفهمهما بفهم السلف الصالح
قال ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (1 / 344): وإنما المتبع في إثبات أحكام الله: كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسبيل السابقين أو الأولين، لا يجوز إثبات حكم شرعي بدون هذه الأصول الثلاثة، نصًا واستنباطًا بحال.ا.هـ
الأمر الثاني: ما وجدت من الوسائل الدينية التي لم يتخذها النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته لعدم إمكانه، فليس من البدع مثل استعمال مكبرات الصوت في الأذان وهكذا …
الأمر الثالث: الأصل في أمور الدنيا من المخترعات وغير ذلك الجواز ، فالدعوة السلفية لا تمنع شيئاً من ذلك ما لم يعارض شرع الله، كاستعمال المخترعات الحديثة في مثل قتل الأنفس البريئة أو بث الأفلام الخليعة وهكذا ..
فالدعوة السلفية جمعت بين الأصالة في التدين، والمعاصرة، والتقدم في المدنية .
الأمر الرابع: السلفية دين الله العليم الخبير ، فهي حق بالنظرة الكلية ، والنظرة البعيدة، ومن لم يكن ذا نظرة كلية وبعيدة يعترض عليها بنظرته القاصرة التي لا تتعدى موضع قدميه ، ولو وفق لما اعترض على دين الله ببنيات أفكاره ، بل يقابل دين الله وشرعه بالتسليم ، كما أرشد الله لذلك (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
الأمر الخامس: لما كانت السلفية الدين الحق دخل فيها من ليس منها، فعلامة صدق دعواه: حقيقة المتابعة للسلف الصالح، فكل اعتقاد وعمل وسلوك ودعوة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ونصيحة يعرض على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح ، ومن لم يكن من أهل العلم فليعرض منهج وطريقة المعاصرين بطريقة أئمة الهدى ومصابيح الدجى في هذا العصر، وهم الإمام عبد العزيز ابن باز والإمام محمد ناصر الدين الألباني والإمام محمد بن صالح العثيمين – رحمهم الله رحمة واسعة –
قال ابن مسعود : من كان مستناً فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة . رواه ابن بطه ورزين وذكره البغوي في تفسيره
وأخيراً ….
إن أعداء الدعوة السلفية من الليبراليين، والعلمانيين، والرافضة، والصوفية، والإسلاميين الحركيين كالإخوان المسلمين، والتبليغ، والسروريين قد أجمعوا على حرب السلفية ودعوتهم بطرق شتى ، ومن ذلك رميهم بألقاب السوء مثل الوهابية، والجامية، والمداخلة وهكذا …
وهذه ألقاب سوء من تفحصها علم أن حقيقتها صد الناس عن الدعوة السلفية الحقة كما بينت ذلك في درس مسجل بعنوان : حقيقة الجامية :
http://www.islamancient.com/play.php?catsmktba=56
وكتيب بعنوان : الجامية والحشوية والوهابية ألقاب تنفيرية
http://www.islamancient.com/play.php?catsmktba=988
ومقال بعنوان : التعقيب على الجامية
http://www.islamancient.com/play.php?catsmktba=3009
ولما منّ الله بالندوة التي أقامتها جامعة الإمام محمد بن سعود بعنوان: (السلفية منهج شرعي ومطلب وطني ) بإدارة مديرها الشيخ الدكتور سليمان أبا الخيل – جزاه الله خيراً – بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله وأطال عمره في نصرة التوحيد والسنة – ، والتي رعاها ولي عهده الأمير نايف بن عبد العزيز – حفظه الله وأطال عمره في نصرة التوحيد والسنة –
وكان في هذه الندوة تأكيد على أن هذه الدولة قامت على السلفية وستستمر على هذا – بإذن الله –
لما منّ الله بهذه الندوة هاج العلمانيون والليبراليون والرافضة والصوفية والإسلاميون الحركيون ، ومن ذلك أن الدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف كتب تغريدة في تويتر أشار فيها أن هذه الندوة من السلفية الدخيلة وأنها سلفية وطنية.
وهذا من بغيه فهل الدعوة إلى ما قام به الإمامان المجددان محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود سلفية وطنية؟! وهل الدعوة إلى أصل من أصول السلف تواترت الأدلة على تقريره من السمع والطاعة للحاكم في غير معصية الله مذمة يقدح بها ؟!!.
ومثل ذلك ما كتبه المسكين الذي ظلمه غيره بالتطبيل له وظلم نفسه بتصديقهم فاستمتع بعضهم ببعض ؛ إبراهيم السكران لما قال في تغريدة له : في السلفية المعاصرة ” الرهان على العلم ” لا غير: الشنقيطي موريتاني، والألباني من أشقودرة، وعفيفي مصري، والمنجد سوري، وقطب مصري، فيا خيبة المناطقية ا.هـ
هل من شم رائحة السلفية يجعل سيد قطب سلفياً، وهو جمع بين بدع كبرى شتى، من سب لبعض الصحابة كخال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان وأبيه وأمه – رضي الله عنهم -، وتكفيره للمجتمعات الإسلامية، وتفجيراته في بلاد مصر ، كما اعترف بنفسه بهذا … الخ
قاتل الله الجهل والعناد ، كيف يفعل بصاحبه فيرديه في شباك الهوى والتلبيس .
فهل من هذا حد علمه وعقله يرتضى ويوثق به ؟ !!
أما محمد المنجد فقد أشرت إلى حاله في مقال بعنوان : الاحتساب بين الشرعية ( ابن باز وابن عثيمين ) والبدعية (يوسف الأحمد )
http://www.islamancient.com/play.php?catsmktba=101341
وللعلامة الشيخ سعد الحصين الذي تجاوز العقد السابع من عمره مقال بعنوان: خوارج مجرمون يُسمَّون زورًا: سُجناء الرأي!
http://www.islamancient.com/play.php?catsmktba=101558
تكلم فيه عن إبراهيم السكران وأمثاله .
وكنت رددت على السكران قديماً في مقال بعنوان : الشكر لخادم الحرمين على ضبط الفتوى والعتب على إبراهيم السكران لتشغيبه
http://www.islamancient.com/play.php?catsmktba=3067
ورد عليه الشيخ حمد العتيق في رد مكتوب بعنوان: رد على الأحمد والدويش والهبدان والسكران في غيبتهم الولاة باسم الإنكار العلني
http://www.islamancient.com/play.php?catsmktba=101352
وانظر إلى مقال لأخينا الشيخ بندر المحياني بعنوان : مناقشة الأخوين (السكران) و (الطريفي) حول أصل الولاية وأصل الطاعة
http://www.islamancient.com/play.php?catsmktba=101381
وصدقوني إخواني أن هؤلاء فارغون من الأدلة الشرعية الصحيحة ، وإنما يروج لهم حزبهم ومن توافق معهم في أهوائهم ولو خالفوا حزبهم لما التفت إليهم وصدق الله القائل (وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ) فقد يرفع الناس غير داعية الحق لحين ابتلاء من الله .
وحتى تعرفوا أني على يقين من هذا؛ فها أنا أطالب أي رمز من رموز هؤلاء الحركيين للمناظرة مناظرة علانية في قناة فضائية، وقد طالبت سلمان العودة قبل فلم يتجاوب.
وها أنا أعيد المطالبة بالمناظرة، ولو في قناته قناة الدليل ، فإن كانوا ذوي حجة وعلى يقين من أمرهم فليقبلوا المناظرة، وإني على يقين بحول الله وقوته الناصر لدينه أن الله سيظهر تلبيسهم وتغريرهم بالناس .
اللهم يا حي يا قيوم انصر دينك دين الحق، وأحيينا جميعاً عليه حتى نلقاك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. عبد العزيز بن ريس الريس
المشرف على موقع الإسلام العتيق
10 / 2 / 1433 هـ