السلفية في نيجيريا بين الثبات والعقبات
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
السلفية في نيجيريا بين الثبات والعقبات
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،، أما بعد
فقد منّ الله عليّ بزيارة دولة نيجيريا مع أخي الشيخ حمد العتيق – وفقه الله -في أواخر شعبان لعام 1430هـ بدعوة من بعض إخواننا باسم مركز أهل السنة والجماعة ، وهذا المركز متواضع جداً وهو في ولاية لاغوس بمدينة (أمو كوكو ).
وولاية لاغوس – عاصمة نيجيريا سابقاً- في جنوب نيجيريا التي يقل فيها المتدينون جداً، ويكثر فيها الجهل والإعراض عن الدين أكثر من شمال نيجيريا – والذي أكثر أهله الهوساويون – مع كون الجهل والحماسة غير المنضبطة كثيراً في شمال نيجيريا .وهذا ما يحاول استغلاله الحزبيون الثوريون سواء من بلاد السعودية أو غيرها .
وقد التقينا إخواننا السلفيين في المركز ورأينا منهم ما يسر من حرص على الدعوة إلى التوحيد والسنة ونبذ للشرك والبدعة .
ورأينا في كثير منهم العقل والحكمة والحرص على التآلف والاجتماع على الخير، والصدق والمحبة فيما بينهم، بل رأينا التضحية بالوقت والجهد والمال مع قلة ذات اليد، لأجل نشر دعوة سلفنا: دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في أرضهم وبين قومهم.
وبأرضهم – دولة نيجيريا – تجتمع كثيراً من الديانات والمناهج والطرق ففيها النصارى الذين يبلغون نسبة 40% . والصوفية الغالية بطرقها المختلفة المتعددة ، والقرآنيون الذين ينكرون الاحتجاج بالسنة النبوية ، والإخوان المسلمون بأسماء منظمات عدة والتبليغيون وهم أكثر المناهج الدعوية هناك ، حتى رأينا تبليغيين باكستانيين جاءوا إلى إخوانهم التبليغيين النيجيريين وهذا – فيما ذكره الأخوة – كثير، وبعض التبليغيين النيجيرين يخرج إلى باكستان ولا يحج بيت الله الحرام مع أن المسافة إلى باكستان قد تكون ضعف المسافة إلى بيت الله الحرام .
وفي نيجيريا قل أن يسلم النصراني النيجيري أما تنصر المسلمين فهو أكثر؛ لما عند النصارى من أموال حتى رأينا بنيان كنائسهم متميزاً لافتاً للانتباه والأنظار .
ومن غريب ما في نيجيريا أن عندهم – في الجنوب – معاهد دينية تخرج طلاب علم – على حد زعمهم – مشعوذين سحرة حتى إن كثيراً من الجنوبيين : إذا رأى رجلاً ملتحياً ظنه مشعوذاً وكاهناً .
وجماعتا الإخوان المسلمين والتبليغ – كما هي أصولهم – لا يدعون الناس إلى توحيد الألوهية ونبذ الشرك ، أما الجماعة الأولى فاشتغلت بتحصيل المناصب وتجميع الناس لتكون لهم شوكة على أي حال كان ويكون فهي دعوة سياسة ورئاسة.
أما الجماعة الثانية فاشتغلت في الدعوة إلى صوفيتهم العصرية ومحاربة العلم الشرعي الذي هو الوحي ومحاربة أهل العلم الذين هم حراس الوحي .
أما إخواننا السلفيون فهم كالشمعة الصغيرة المبددة لكثير من الظلام بحول الله وقوته، ثم بنشاطهم وإصرارهم .
وقد بدأت لهم حركة ونشاط ، وبدؤوا يثبتون وجودهم وتأثيرهم لكن مشكلتهم الأساس وهو المعوق الكبير لدعوتهم يكمن في أمور ثلاثة :
الأمر الأول/ قلة المساجد وانعدام المدارس السلفية وهم بحاجة ماسة إلى مساجد ومدارس ينطلقون منها لتعليم الناس وتكون مقراً لنشاطهم ، ومثل هذا ميسور جداً نظامياً ومالياً لكن أين الداعمون المحتسبون ؟
الأمر الثاني/ أن كثيراً من الطلاب الذين يبتعثون لتعلم العلوم الدينية في جامعات دولة التوحيد والسنة السعودية – حرسها الله- يكونون حركيين حزبيين على خلاف ما عليه دولة التوحيد وعلماؤها من المنهج السلفي ، وذلك لأن هناك تنظيماً مع بعض الجمعيات باسم الدعوة إلى الله – كذباً وزوراً – فإذا جاء الشاب النيجيري في السعودية ملؤوا وقته بما يصده عن التعلم من العلماء وطلاب العلم الموثوقين بحيث إنه يرجع حركياً قليل العلم : يطعن في السنة بخنجر أهل السنة .
الأمر الثالث/ عدم وجود الداعم المعنوي من إخوانهم طلاب العلم السلفيين ليزوروهم ويثبتوهم وليبرهنوا للناس بزيارتهم هذه أن هؤلاء السلفيين النيجيريين على الحق ، فإن كثيراً من عامة النيجيريين يحترمون أبناء الجزيرة العربية ويعتبرونهم أبناء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فكلامهم مسلم به في الغالب .
ومن مزايا نيجيريا على كثير من الدول التي يتمكن فيها أهل البدع أنها مفتوحة وميسرة لكل داعية ومثل هذا نافع لدعاة السنة لأنه يتهيأ لهم نشر معتقدهم .
والمؤمل من إخواننا السلفيين في العالم أن يقفوا مع إخوانهم ويرسلوا لهم الكتب والأشرطة ويسعوا في بناء مساجد لأهل السنة تكون منارة يشع منها نور السنة فتتبدد مقابلها ظلمات الشرك والبدعة .
ولا مانع عندي أن أيسر الاتصال بالإخوة النيجيريين السلفيين لمن أراد إعانتهم على الخير .
والشعب النيجيري المسلم يُقبل إقبالاً كبيراً على الدروس بحيث يبلغ الحاضرون مئات ويكون الإقبال أكثر إذا كان المحاضر زائراً ، وأكثر أكثر إذا كان من جزيرة العرب أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه – كما يعتقدون – .
وقد أجرى الشيخ حمد العتيق لقاء مع بعض الإخوة السلفيين هناك وهو مسجل صوتياً
http://www.islamancient.com/lectures,item,784.html
فيه عبر وفوائد من ذلك بيان كيف عرفوا الدعوة السلفية واهتدوا إليها وذلك بسبب وقوفهم على كتاب تمام المنة للإمام محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-
يا سبحان الله كم كان هذا الإمام مباركاً ! وكم هدى الله على يديه !!.
ومما في هذا اللقاء بيان أثر طلاب الجامعات السعودية هناك ، وسبب هذا الأثر .
أسأل الله أن يجزي إخواننا المسلمين النيجيريين خيراً على حسن لقائهم وأسأله أن ينشر الدعوة السلفية في أرضهم وأرض العالم كله برحمته وهو أرحم الراحمين .
كتبه
عبد العزيز بن ريس الريس
المشرف على موقع الإسلام العتيق
3 / 1 / 1431هـ