القواعد المهمة المستفادة من كلام ابن أبي العز الحنفي – رحمه الله -، فى كتابه الاتباع
عبدالعزيز فردوس بن مبارك
📑القواعد المهمة المستفادة من كلام ابن أبي العز الحنفي – رحمه الله -، فى كتابه الاتباع.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما مزيدا.
أما بعد؛
إن المتأمل لمسالك العلماء الراسخين فى ردودهم على مخالفيهم، يجد كلامهم مستندا على القواعد المرعية، والضوابط العلمية، فينبغي لطالب العلم
أن يعتني بها استخراجا وتطبيقا، حتى يسير على منهجهم، ويستنير بطريقتهم.
ومن تلكم العلماء؛ العلامة القاضي ابن أبي العز الحنفي – رحمه الله- المتوفى سنة (٧٩٢ هـ)، حيث صنّف كتابه (الاتباع) ردا على معاصره؛ الشيخ محمد بن محمود ابن أحمد الحنفي، المعروف بالبابرتي (ت ٧٨٦ هـ) الذي كتب الرسالة المسماة بـ: “النكت الطريفة في ترجيح مذهب أبي حنيفة” إجابة لطلب أحد الملوك في زمانه ليقنعه المذهب الحنفي، وقد
انتصر فيه المؤلف للمذهب الحنفي أيما انتصار وانتقص مذهب غيره، فرد عليها ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله- ردا قويا، مستندا على الأدلة الثابتة، والحجج المسكتة، وهي تتضمن قواعد مهمة.
وهذه القواعد استقاها الدكتور عبد العزيز الريس – حفظه الله تعالى- من كلام ابن أبي العز، في أثناء شرحه على هذا الكتاب، فأحببت أن أشارك إخواني بهذه القواعد العظيمة للانتفاع بها، والاستفادة منها.
أسأل الله عزوجل أن ينفعني بها، ومن شاء من عباده، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فإليكم هذه القواعد، وهي أربع وثلاثون قاعدة:
▪️القاعدة الأولى : التمسك بالكتاب والسنة سبب للاجتماع ومخالفتهما سبب للتفرق.
▪️القاعدة الثانية: يجوز للعالم أن يقلد عند الضرورة.
وممن قررها ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله.
▪️القاعدة الثالثة: الناس أقسام ثلاثة؛ إما أن يأخذ قول غيره بلا دليل فهذا تقليد، وإما أن يأخذ قول غيره مع معرفة دليله فهذا اتباع، وإما أن ينظر إلى اقوال غيره ويرجح بالدليل، فهذا هو الاجتهاد.
وممن قررها ابن عبدالبر، وابن القيم رحمهما الله.
▪️القاعدة الرابعة: التقليد المذموم هو التقليد المخالف للدليل.
وممن قررها الإمام الشافعي رحمه الله.
▪️القاعدة الخامسة: التعصب لقول رجل معين مذموم شرعا، وهو من جنس فعل الرافضة، وأهل الجاهلية.
▪️القاعدة السادسة: الباطل يرد بالحق، ولا يرد الباطل بالباطل.
▪️القاعدة السابعة: ما من عالم إلا وقد خالف النص، لكن بتأويل، وهو معذور، بل هو مثاب.
▪️القاعدة الثامنة: عند الاختلاف والتنازع يجب الرجوع إلى الكتاب والسنة.
▪️القاعدة التاسعة: ليس كل ما في كتب المذاهب الأربعة قد قال به إمامهم، بل قد يكونون مخالفين لإمامهم.
▪️القاعدة العاشرة: قِدَم المجتهد أو تأخره ليس دليلا على إصابة الحق.
▪️القاعدة الحادية عشرة: إذا اختلف الصحابة والعلماء على قولين لم يجز إحداث قول ثالث. وإحداث قول ثالث في هذه الحالة داخل في البدع.
▪️القاعدة الثانية عشرة: ذم السلف أبا حنيفة، وجعلوه من أهل الرأي، لأنه وأمثاله تكلموا في المسائل ولم يستفرغوا الوسع في تتبع الأدلة، وإنما فزعوا إلى الرأي.
▪️القاعدة الثالثة عشرة: ادعاء أن باب الاجتهاد قد انغلق قول على الله بغير علم، وأهله متنازعون فى وقت انغلاقه، وهذا مما يدل على خطئهم.
▪️القاعدة الرابعة عشرة: لا اجتهاد في مسائل الإجماع.
▪️القاعدة الخامسة عشرة: حقيقة قول المقلدة أنهم جعلوا قول إمامهم أصلا، والدليل تبعا.
▪️القاعدة السادسة عشرة: تقليد كثير من الناس لمذهب فقهي لأنه هو السائد في مجتمعه، وليس لكونه الأصوب والأحسن.
▪️القاعدة السابعة عشرة: لا يلزم من تصحيح عالم لحديث أن يكون استنباطه صحيحا.
▪️القاعدة الثامنة عشرة: ليست صحة أحاديث البخاري ومسلم مكتسبة من روايتهما لها أو كونها مخرجة في الصحيح، بل هي صحيحة قبل وجود كتابي الصحيح، وغاية ما فعله الشيخان إخراجها في كتابيهما.
▪️القاعدة التاسعة عشرة: الأحاديث المنسوخة قليلة، قد لا تبلغ عشرين حديثا.
تنبيه: إطلاق السلف للنسخ أعم مما استقر عليه عند المتأخرين، فليس مرادهم بالنسخ رفع الخطاب، وإنما أرادوا به البيان للنص كتخصيص عام أو تقييد مطلق، أو تفسير مجمل.
ذكره القرطبي في تفسيره، وابن تيمية في الاستقامة، وابن القيم في أعلام الموقعين، وابن رجب في شرحه على الأربعين.
▪️القاعدة العشرون: يكثر عند متعصبة المذاهب رد الأدلة المخالفة لمذهبهم بحجة أنها منسوخة بلا دليل.
▪️القاعدة الحادية والعشرون: تبويبات الإمام البخاري الفقهية مهمة، لكن ليست حجة، ولا تقدَّم على قول أحد من العلماء إلا إذا وافق الدليل.
▪️القاعدة الثانية والعشرون: لو لم يُخلق أي عالم لم يضر الاسلام بشيء، ووظيفة العلماء التبليغ.
▪️القاعدة الثالثة والعشرون: ما من إمام من أئمة المذاهب الأربعة إلا وله مفردات عن بقية الأربعة، وقد يكون قوله صوابا، وقد يكون خطأ، فالعبرة بالدليل.
تنبيه: إذا انفرد قول واحد عن جميع العلماء فقوله مردود، لأنه محدث.
▪️القاعدة الرابعة والعشرون: ليس الأيسر دليلا على صحة القول، وإنما العبرة بالدليل سواء شدَّد أو سهَّل.
▪️القاعدة الخامسة والعشرون: لا يُفسَّق أحد إذا عمل بقول فيه خلاف معتبر.
ومثله في مسألة التكفير والتبديع.
▪️القاعدة السادسة والعشرون: الكلام في مسائل العلم يكون بالتأمل لا بالتشنيع.
▪️القاعدة السابعة والعشرون: غلبة الظن تسمى علما.
ذكرها أبو الخطاب الكلوذاني، وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمهما الله خلافا للمتكلمين.
▪️القاعدة الثامنة والعشرون: لا يتبع القول لجلالة قائله، وإنما لدليله.
▪️القاعدة التاسعة والعشرون: لا يعنى جواز تقليد المقلد أن له أن يفتي.
▪️القاعدة الثلاثون: لا يُفضَّل عالم على عالم بكثرة أتباعه.
▪️القاعدة الحادية والثلاثون: التعصب للمذاهب الفقهية سبب للشحناء والتفرق.
▪️القاعدة الثانية والثلاثون: من أسباب انتشار التعصب للمذاهب؛ الأوقاف، وذلك بأن يوقف على صاحب كل مذهب وقف.
▪️القاعدة الثالثة والثلاثون: اشتراط أوقاف لأحد أصحاب المذاهب شرط باطل.
▪️القاعدة الرابعة والثلاثون: من أسباب انتشار التعصب المذهبي جعل قاض لكل مذهب.
تم بحمد الله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 كتبه الطالب: عبد العزيز فردوس بن مبارك.
ليلة السبت، ٢٠ ربيع الآخر ١٤٤٢ هـ، في مسجد دار الهجرة، بالمدينة النبوية.
═══ ¤❁✿❁¤ ═══