المجموعة (1025)
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: ما طرق ووسائل ثبات الحفظ؟
الجواب:
إن لثبات الحفظ وسائل شرعية وعملية، وأذكر بعضها باختصار:
السبب الأول: تقوى الله، فإن تقوى الله سببٌ لكل خير، قال الله عز وجل: ﴿ومن يتّق الله يجعل له مخرجًا﴾ [الطلاق: 2] فاتقوا الله يا عباد الله، فإن تقوى الله سببٌ لخير الدنيا والآخرة.
السبب الثاني: ترك الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب سببٌ لكل فساد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿مما خطيئاتهم أُغرقوا فأُدخلوا نارًا﴾ [نوح: 25] وقال: ﴿أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير﴾ [آل عمران: 166] إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة.
السبب الثالث: أسباب كونية، وهو كثرة المراجعة، لا يمكن أن يثبت الحفظ إلا بكثرة المراجعة، لا يمكن لأحد أن يكون حافظًا وهو لا يراجع ويضبط ما حفِظَ، وقد روى الخطيب وابن عبد البر عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: “قيمة كل امرئٍ ما يُحسنه”. فإذن لابد من المراجعة.
وقد ذكر ابن حجر في مقدمة شرحه على البخاري (هدى الساري) أنهم كانوا يظنون أن الإمام البخاري لقوة حفظه أنه كان يأكل شيئًا، فتتبعوه ثم سألوه، فقال: لا شيء إلا إدامة النظر. أي كثرة المراجعة.
فلابد من كثرة المراجعة، ولاسيما في أول النهار، فإنه وقت فراغ، فمثله مناسب للمراجعة ليجعل طالب العلم لنفسه وردًا يراجعه كل يوم، من قرآن أو حديث نبوي أو متون علمية، إلى غير ذلك.
يقول السائل: سمعت من أحد الأشخاص أن هناك أنواعًا للبدعة، منها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم، فهل يصح هذا؟
الجواب:
إن القول بأن في الدين بدعة حسنة وبدعة ضلالة، هذا خطأ بل كل البدع ضلالة وكلها سيئة، وقد دل على ذلك القرآن والسنة والإجماع، أما القرآن قال تعالى: ﴿أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله﴾ [الشورى: 21] وهذا عام في كل بدعة، لأن حقيقتها أنهم شرعوا شيئًا من الدين لا دليل عليه.
والدليل الثاني: روى البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». وهذا لفظ عام، وروى مسلم عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «وكل بدعة ضلالة» وهذا لفظ عام.
الدليل الثالث: إجماع السلف، فقد أجمع السلف على أن البدع كلها ضلالة، كما بيَّنه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (الاقتضاء)، والشاطبي في كتابه (الاعتصام)، وآثار السلف في ذلك كثيرة، منها ما روى البيهقي في كتابه (المدخل) عن ابن عمر أنه قال: “كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة”.
فإذن لا يوجد في الدين بدعة حسنة، بل كل البدع ضلالة ومحرمة.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.