المجموعة (930)


يقول السائل: للأسف يتكرر الخلاف بين الإخوة السلفيين في كل عام بخصوص رؤية هلال رمضان، وذلك أن الذي يُعلن عن رؤية الهلال رسميًا بالهند مشايخ الصوفية، ويُتابعهم فيها غالب المسلمين، وبعض السلفيين يُتابعهم، أما البعض الآخر فيصومون ويفطرون مختلفين عن جمهور المسلمين بحجة عدم أهلية مشايخ الصوفية، ولأنهم يتلاعبون في أمر الهلال أيضًا.

الجواب:
ينبغي أن يُعلم أن المعتمد شرعًا هو رؤية الهلال، لما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فإن غُم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا».
إذن يدخل شهر رمضان برؤية الهلال، فإن غُم ولم يُرَ فيُكمل شعبان ثلاثين يومًا، أما اعتماد الحساب الفلكي وأمثاله فهذا لا يجوز إجماعًا، حكى الإجماع ابن عبد البر وابن تيمية، وابن حجر، وغيرهم من أهل العلم، فإذن هو لا يجوز للأدلة الشرعية التي أمرت بالرؤية هذا أولًا، وثانيًا للإجماع.

إذا تبيَّن هذا فإنه إذا كان هؤلاء الصوفية ثقات فيما يُخبرون به، هذا أولًا، وثانيًا: يعتمدون الرؤية الشرعية، المفترض على أهل البلد أن يُتابعوهم وألا يُخالفوهم؛ لأنهم اعتمدوا الرؤية، لكن بشرط أن يكونوا ثقات، وألا يكونوا معتمدين على الحساب الفلكي، أما إذا كانوا معتمدين على الحساب الفلكي، أو يزعمون الرؤية وليسوا ثقاتًا في ذلك فإنه لا يُلتفت إلى قولهم، والمسلمون في تلك البلاد إما أن يتراءوا الهلال، والأصح والأظهر -والله أعلم- وهو قول الجمهور أنهم يتبعون بلاد المسلمين التي تُعلن رؤية الهلال، وأوثق دولة فيما أعلم في هذا الزمن هي دولة التوحيد والسنة السعودية، فيكونون متابعين لها.

يقول السائل: إذا كان بعض السلفيين يرى اعتبار اختلاف المطالع، في رؤية هلال رمضان، وعامة المسلمين في بلده لا يرون اعتباره، فما هو الموقف الصحيح؟ هل يُوافقهم أو يُخالفهم سرًا؟ أم يدعو إلى مخالفة الناس جهرًا؟

الجواب:
ثبت في حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «صومكم يوم تصومون، وفطركم يوم تفطرون» رواه الترمذي، وثبت عن ابن عمر أنه قال: “الصوم مع الجماعة والفطر مع الجماعة”، وقد أفتى علماؤنا في مثل هذا كالشيخ العلامة عبد العزيز بن باز، والشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمهم الله تعالى- أن الرجل يُتابع أهل البلد ولا يُخالفهم إذا كان إدخالهم للشهر بطريقة شرعية، كالرؤية أو إكمال شهر شعبان على ما تقدم بيانه.

أما إذا كانت الطريقة غير شرعية كما سبق بيانه في الجواب السابق، فإنه لا يُلتفت إليهم، بل يُتابعون الدولة المسلمة التي أعلنت رؤية هلال رمضان وأوثقها الدولة السعودية، ويكونون تبعًا لها -والله أعلم-.

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.


شارك المحتوى: