المجموعة (931)


يقول السائل: شخص عليه قضاء من رمضان ولم يصم أغلب الشهر لعذر أصابه وارتفع عنه هذا العذر في آخر رمضان، والآن يرغب في صيام الست من شوال، فهل يبدأ بقضاء ما عليه أو بالست من شوال؟

الجواب:
إنه على أصح قولي أهل العلم: لا يجوز لأحد أن يبدأ بصيام نفلٍ قبل الفرض، ومن فعل ذلك لم يصح صومه، وهو أحد الروايتين عن الإمام أحمد، لما ثبت عند عبد الرزاق عن أبي هريرة أن رجلًا سأل أبا هريرة فقال: ابدأ بما فرض الله به.
فلذلك من كان عليه قضاء فليبدأ به، ويقضي ما عليه ثم يصوم الست من شوال، فإن قُدر أنه لو صام القضاء لم يتيسر له صيام الست من شوال لأن شهر شوال سينتهي، فيقال: إذا استغرق الشهر كله ولم يتمكن فهو معذور وله الأجر، فتبلغ النية ما لا يبلغ العمل -والله أعلم-.

يقول السائل: هل يُشرع قنوت في صلاة الفجر لمن يصلي في البيت بسبب إغلاق المساجد في هذه الأيام؟

الجواب:
إنه على أصح قولي أهل العلم أنه لا يُشرع القنوت عند إصابة المسلمين بالأوبئة، وقد أُصيب الصحابة بطاعون عمواس ولم يقنتوا له قنوت النازلة، وهذا قول عند الشافعية والحنابلة، ومن القواعد التي ذكرها شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين أن ما يُصيب المسلمين له حالان:
الحال الأولى: أن يكون بفعل الله، كالأوبئة ونحوها، فمثل هذه لا يُشرع لها قنوت النازلة.
الحال الثانية: أن يكون بفعل العباد، بأن يعتدي قوم على قوم …إلخ، فمثل هذا يُشرع له قنوت النازلة -والله أعلم-.

يقول السائل: هل يجوز أن أصوم عن أخي وعليه قضاء، وأخي مريض بضغط وإذا صام يتعب؟

الجواب:
لا يصوم أحد عن أحد، لا يصح لأحد أن يصوم عن أحد، كما أفتى بذلك ابن عباس فيما رواه أبو داود، إلا صوم النذر، كما أفتت بذلك عائشة -رضي الله عنها- فما روى الشيخان من حديث عائشة: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه» المراد به على أصح القولين: صوم النذر، وهذا قول الإمام أحمد في رواية واختيار ابن القيم في كتابه (أعلام الموقعين)، أما ما عدا ذلك فلا يُصام الفرض عن أحد.

والمريض له حالان:
الحال الأولى: يكون مرضه مما لا يُرجى برؤه، أي مرض مستمر فيما يُقدر الأطباء، فمثل هذا لا يقضي وإنما يُطعم عن كل يوم مسكينًا، ثبت عند ابن أبي شيبة عن أنس أنه لما كبرت سنه ما استطاع الصيام، فلما انتهى رمضان دعا ثلاثين مسكينًا وأطعمهم.
الحال الثانية: أن يكون مرضه مما يُرجى برؤه، فمثل هذا ينتظر حتى يرتفع مرضه ويُشفى ثم يقضي ما عليه.

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.


شارك المحتوى: