( المخدرات.. دمارٌ كبير!) ابحث عن دورك!!
وفاء بنت ناصر العجمي
( المخدرات.. دمارٌ كبير!) ابحث عن دورك!! عرفت الأمم الناهضة أهمية الشباب،فاهتمت بهم،تثقيفاً وتهذيباً وتربية وتعليماً،وتعيش أمتنا الإسلامية اليوم عصرا ًمليئاً بالتحديات،حيث تحدق بها الأخطار من كل جانب،ويتربص بها الأعداء لاقتلاع دينها من جذوره في نفوس أبنائها،ولم يكن أمام هؤلاء الأعداء سوى طائفة الشباب للتركيز عليها في الهجمة الشرسة،حتى تسهل السيطرة عليهم،ولما أعياهم ذلك بحثوا عن وسائل تعينهم على تحقيق غايتهم،فاهتدوا إلى نشر وسائل اللهو والفساد عن طريق الفن الهابط الذي يدغدغ مشاعر الشباب،ويثير غرائزهم من جهة،وإلى نشر المخدرات بأنواعها المختلفة بين شباب الأمة من جهة أخرى. ولا يخفى على عاقل أضرار هذه الآفة المدمرة(المخدرات)،ويكفي أن نعلم أنها تذهب العقل،وهو أغلى ما يملكه الإنسان،ومن العجب أن بعض الناس يعبث بما أنعم الله عليه به,كعبثه بصحته,وعقله وذلك بأن يقوم بتناول المخدرات التي تذهب بعقل المرء وتجعله لا يتحكم في تصرفاته,فتجعله كالبهيمة لا يعقل ما يفعل كما تؤدي به إلى تدمير صحته،هذا على النطاق الخاص به,أما على نطاق الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه فهي تؤدي به إلى دمار كبير،وإن قلنا أنها تؤدي إلى دمار أكثر مما تؤدي الحروب من دمار لا نكون قد ضخمنا الأمر. فعلى الجميع تقع المسؤولية كلٌ في مكانه،بدءاً بالأسرة،فهي المحضن الأول للطفل،والعامل الرئيس في تنشئته،ويقول الشاعر العربي: وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه ومن ثمَ يأتي دور المدرسة التي يقضي فيها الفتى والفتاة شطر كبيراً من الوقت،وتقوم بعبء التربية والتعليم،فليكن معلمونا ومعلماتنا قدوة صالحة لأبنائهم وبناتهم الطلاب،فالأطفال والمراهقون يحاكون أساتذتهم،ويتعلقون بهم،أكثر من والديهم،فأين معلمونا من ذلك؟ ودور المسجد الذي يجذب الشباب،ويحسن توجيههم إلى صحيح الدين،دون تفريط أو إفراط.وكذلك وسائل الإعلام،وما أكثرها في عصرنا،وما أخطر ما تقوم به من دور،إن للإعلام تأثيرا سلبياً على عقول الناس جميعًا كبيرهم وصغيرهم وقد تنوع الإعلام بين مرئي ومسموع ومقروء كلها تقصف العقول قصفاً، فلهذا وجب على المختصين أن يكافحوه بنشر كل ما هو من شأنه توعية المواطن,بحيث يكون همه الوحيد هو نشر كل ما هو مفيد،والتحذير من كل ما هو مشين،كأن يتعاطى البطل المخدرات،فبهذا يمكننا القضاء على كل ما هو مخالف لعاداتنا الإسلامية والأخلاقية. وأتمنى أن أرى دور واضح لبعض مؤسسات المجتمع التي تحتضن الشباب،وخاصة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين،وأن تزيد من استيعابها للقدرات،لمزيد من إنتاج الثمار الطيبة. وفق الله الجميع لكل خير. |